عاجل
الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
هذه دار المعارف.. وكفى!
بقلم
محمد نجم

هذه دار المعارف.. وكفى!

بقلم : محمد نجم

عدنا.. في دار المعارف لمواصلة دورنا الثقافي والتنويري في مصر والعالم العربي، بعد أن اجتزنا- بحمد الله- السنوات العجاف التي مررنا بها قبل وبعد أحداث يناير 2011.



لقد كانت.. ومازالت دار المعارف أشهر وأعرق دار نشر في منطقة الشرق الأوسط، حيث تأسست عام 1890، وأصدرت حتى الآن ما يجاوز 25 ألف عنوان في شتى فروع المعرفة.

فنحن من بدأ إعادة تحقيق «الجواهر الأدبية» من التراث العربي في المخطوطات والشعر والسير الذاتية وعلوم القرآن والنحو وغيرها.

كما كنا أيضا أول من ترجم ونشر ووزع أشهر المؤلفات الأجنبية في المجالات والأنشطة كافة.

بل كان الآباء المؤسسون لدار المعارف أول من وضع الأطفال في مجال اهتمامهم الرئيسي، حيث أصدروا العديد من السلاسل الخاصة بهم، منها على سبيل المثال المكتبة الخضراء، وسلسلة سندباد.

نعم.. لقد كانت ومازالت دار المعارف منارة الثقافة ومنبع الفكر، وشاطئ الباحثين عن الكتب النادرة غير الموجودة في أي مكان آخر بمصر والعالم العربي، سواء كانت صادرة في سلسلة الذخائر، أو الكتب المترجمة.

ويكفي الإشارة هنا إلى سلسلة الذخائر وما استهدفته دار المعارف من إعادة نشرها بعد تحقيقها من محققين ثقات، أمثال محمد أحمد شاكر وعبد السلام الشريف ود. شوقي ضيف وغيرهم، والتي نقلت كنوز التراث العربي للقارئ المعاصر، رغبة من الدار في ربط الماضي بالحاضر وتعريف الأجيال الجديدة بتراثها الرائع.

لقد اهتمت المؤسسة بتحقيق المعلقات والدواوين لفطاحل الشعراء العرب، بداية من امرئ القيس ومرورًا بالمتنبي، والبحتري وأبو تمام وغيرهم، وانتهاء بشعراء الأندلس وبعض شعراء القرن الماضي.

وبالطبع لا يمكن إغفال سلسلة «اقرأ» التي حرصت الأجيال المختلفة من المصريين والعرب على متابعة إصداراتها والاحتفاظ بنسخ منها، حيث وضع مقدمتها عميد الأدب العربي طه حسين وكانت اللجنة العلمية القائمة عليها تضم العقاد وأحمد أمين وعادل الغضبان وغيرهم.

نعم.. لقد كانت دار المعارف «عنوان» النشر في مصر، ومصدر «القيمة الأدبية» لكل من ينشر إنتاجه من خلالها، ويكفي الإشارة هنا أن كل رواد النهضة الأدبية في مصر في بداية ومنتصف القرن الماضي حرصوا جميعًا على نشر مؤلفاتهم من خلال دار المعارف، بداية من أحمد لطفي السيد، وجمال الأفغاني، ثم طه حسين والعقاد وأحمد أمين وشوقي ضيف وأنيس منصور، ومصطفى محمود وغيرهم، ما قد لا تستوعب تلك المساحة المحدودة لذكر أسمائهم.

هكذا كانت دار المعارف.. وما زالت رائدة النشر الثقافي والعلمي في مصر، ومؤخرًا أعدنا طبع وتوزيع كافة السلاسل التي أصدرها الآباء المؤسسون في جميع المجالات، بل إننا نجحنا في جذب غيرهم من مشاهير الثقافة والأدب أمثال الروائي الكبير محمد عبد الحليم عبد الله، ومؤلفـــات د. أحمد شلبي والشـــيخ الجليـــل د. أحمد الطيب، ود. علي جمعة، ود. أحمد عمر هاشم.

ولم تكتف بكبار الأدباء والمؤلفين، بل بحثنا عن الموهوبين من الشباب والذين قد يصعب عليهم إصدار أعمالهم الأولى، وتعاونا مع وزارة الشباب والرياضة في تنظيم مسابقة سنوية- ومنذ ثلاث سنوات- للموهوبين من الشباب في مجالات الرواية والقصة القصيرة والشعر، حيث يحصل الخمسة الأوائل في كل فرع على جوائز مالية وأدبية قيّمة، بخلاف تولى الدار طبع تلك المؤلفات وتوزيعها وتنظيم ندوات وحفلات توقيع لتعريف القراء بهم.

هذا مع الاستمرار في تبني المواهب الجديدة من المؤلفين في مجالات الرواية والقصة القصيرة، وهذا العام- كمثال- نشرنا روايات جديدة لمجموعة من الشباب منهم د. عزة بدر ومحمد عباس، ومجدي حلمي، وإيمان الزيات، وضياء الدين خليفة، وهالة البدري.. وغيرهم.

وأيضا عدنا مرة أخرى لترجمة ونشر الروايات الأكثر نجاحًا وبيعًا والصادرة باللغات الأجنبية من خلال «لجنة المعارف للترجمة» والتي يرأسها الصديق د. حسين محمود عميد كلية الترجمة بجامعة بدر، وتضم أساتذة جامعيين في مجالات الترجمة عن الإنجليزية والألمانية والفرنسية والإيطالية والروسية والإسبانية واليابانية، ورغم حداثة عملها فقد أصدرنا خمس ترجمات من أعمالها.

هذا عن نشاطنا الأساسي كمؤسسة ثقافية، أما في مجال الطباعة والتوزيع، فما زلنا أيضا الأكفأ والأكثر انتشارًا، حيث نطبع الإصدارات الجديدة لأغلب دور النشر المصرية والعربية، ناهيك عن دورنا الوطني- الذي نعتز به- في طباعة كتب المناهج الدراسية لوزارة التربية والتعليم ومنذ عدة سنوات.

وكذلك كنا وما زلنا أكبر دور النشر التي نمتلك أكبر المنافذ لتوزيع الكتب، حيث لدينا 25 فرعًا في جميع أنحاء الجمهورية، بخلاف التعاون مع بعض دور النشر العربية والأجنبية لتوزيع إصداراتنا وما نوزعه من كتب الغير في كل الدول العربية وبعض الدول الأجنبية.

أما على المستوى المالي.. فالحمد لله كنا أول المؤسسات القومية التي بدأت في سداد مديونياتها والتي بلغت حوالي مليار و800 مليون جنيه، وسددنا حتى الآن حوالي 50% ما تم الاتفاق على سداده.

كما أسسنا وكالة دار المعارف للإعلان والتي نجحت في الشهور القليلة الماضية في الحصول على «حصة» كبيرة من إعلانات الطرق والشوارع، وهو ما يطلق عليه المتخصصون «الأوت دور».

والمعنى أننا الآن نقف على أرض ثابتة، ونواصل دورنا ومهمتنا بكل جدية وعزم، وسوف نستمر في ذلك دون كلل.. إن شاء الله.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز