عاجل
الثلاثاء 19 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
مصر على الطريق الصحيح

مصر على الطريق الصحيح

بقلم : عصام شيحة

لا شك أن المواطن يشهد أمامه طفرة اقتصادية واجتماعية كبيرة، لم تشهد البلاد لها مثيلًا في حياة الأجيال الموجودة حاليًا.. يتمثل ذلك في مشروعات اقتصادية عملاقة، في شتى المجالات، وبرامج اجتماعية غير مسبوقة، فضلًا عن اهتمام حقيقي بالمواطن باعتباره إنسانًا.. وهو ما يتفق مع النظرة الحديثة للمواطن كأحد مستهدفات التنمية، بل هو المستهدف الأول، وليس أنه مجرد فاعل فقط في بناء وتحقيق التنمية.. ومن هنا كانت البرامج الصحية المتنوعة وغير الموجودة في معظم دول العالم.. وربما لا أُبالغ لو قلت إنها غير موجودة في أي مكان في العالم.



  غير أن المواطن في كثير من الأحيان يكاد لا يشعر إلا بارتفاع الأسعار، بصورة أثقلت كاهله بالفعل.. إلا أنني لا أرى في ذلك إلا أننا على الطريق الصحيح.. وهنا أود الإشارة إلى الدلالات التالية:

• لا ينكر أي مواطن تحسن مستوى الخدمات في معظم المؤسسات العلاجية الحكومية، والتابعة للجامعات ولغيرها من الجهات الرسمية.. وهي طفرة إنشائية وعلاجية في الوقت ذاته.. بالإضافة إلى توفر الدواء إلا فيما ندر، وفي حالات استثنائية جدًا وتتخذ نحوها الإجراءات السريعة لمواجهتها.. أليس في ذلك ما يشير إلى أن إنفاقًا أكبر أولته الدولة لهذا المرفق شديد الحيوية.. وكل مواطن يذكر أيامًا عشناها جميعًا كانت المستشفيات الحكومية أشبه بالخرابات، ولا تقدم أي علاج، ولا سرير فيها لمريض ينبغي حجزه. في المقابل أجرت الدولة في الشهور القليلة الماضية مئات الآلاف من العمليات الجراحية المجانية.. فضلًا عن تقديم العلاج المجاني أيضًا.

• ما يحدث في التعليم، طفرة بكل المقاييس، صحيح التجربة لم تؤتِ ثمارها بعد. لكن هذا هو حال الملفات شديدة التعقيد، مثل التعليم، حيث تحتاج وقتًا حتى تظهر نتائجها.. لكن ما شرحه الدكتور طارق شوقي للرأي العام، وما يلمسه أولادنا من تطوير في المناهج، وما تم افتتاحه من مدارس بمستويات رفيعة وبرسوم أقل كثيرًا جدًا من مثيلاتها في القطاع الخاص، يُعد بالفعل إنجازًا لابد وأنه يشير بقوة إلى اهتمام حقيقي من الدولة، يلزمه تخصيص موارد كبيرة للإنفاق عليه، بغرض استمراره وبلوغه آفاقًا عالمية.. وكلنا ندرك أن التعليم أساس تقدم الشعوب والمجتمعات الواعية بخطواتها، المستشرفة للمستقبل.

• الطفرة الهائلة التي حدثت في حجم الصادرات المصرية، غير مسبوقة بالفعل، وتؤكد أن ثقافة التصدير كانت غائبة بالفعل عن المستثمرين المصريين، وبدأت تغزو عقولهم بعد أن فتح لهم الطريق ما أقدمت عليه مصر من تحرير سعر صرف الدولار وفق العرض والطلب فقط.. وهي نقطة فارقة في الاقتصاد المصري، تحدث كثيرون عما سببته من ارتفاع في الأسعار، وأهمل البعض، ربما عمدًا، ما ستؤدي إليه من استقرار للاقتصاد، وتنشيط للصادرات والسياحة ولتحويلات المصريين في الخارج، وهي موارد ضخمة ومؤثرة جدًا في ميزانية الدولة وحصتها من العملة الأجنبية.

• لا شك أن التسهيلات الممنوحة للمستثمرين، سواء من الداخل أو الخارج، غير مسبوقة بالفعل، فقد باتت الإجراءات في كل الاتجاهات ميسرة للغاية، وأصبحت مصر تمتلك خريطة استثمارية متنوعة، وأجندة بالأولويات يستطيع أي مستثمر أن يتبعها فيتجه مباشرة نحو نوعية الاستثمار المناسبة له، ولخبرته، ولحجم استثماراته.

•  لن تمنعنا بعض الحوادث من الإشادة بما تم في مجال الطرق، والنقل عمومًا، فتكلفة أي خط من مترو الأنفاق الآن تساوى أضعاف ما تم إنفاقه على مراحل عديدة سابقة، وبالفعل أعلنت الدولة عن تعاقدها على أعداد هائلة من عربات وجرارات القطارات، ولست أشك في قدرة الوزير كامل الوزير على إحداث نهضة حقيقية في كافة هيئات وزارة النقل، وليس في هيئة السكك الحديدية فقط.. بالإضافة إلى شبكة الطرق الهائلة التي وفرت البنية الأساسية الضرورية لمد جسور الاستثمار، وفتح الأفق العمراني لتخفيف الضغط عن المدن المزدحمة.

• أما مشروعات الإسكان، فتعيش أبهي عصورها على الإطلاق، فما تم بناؤه من مشروعات الإسكان فاق كل التوقعات، ووفر وحدات سكنية هائلة بالفعل امتصت الكثير من المتراكم على مر العقود من طالبي الوحدات السكنية.. وتبع ذلك توفير نظام التمويل المناسب للطبقات المحدودة الدخل.. حتى إن الوحدات السكنية الاقتصادية والرخيصة باتت تنافس في الشكل والجودة الوحدات غالية الثمن.. وهو جزء من اهتمام الدولة بالمواطن، وبشعوره بأنه أولوية لدى الحكومة، والدولة عمومًا. يفيض المكان عن سرد ما تذخر به الفترة الحالية من مشروعات وقفزات في اتجاهات مختلفة.. بقي أن ننتظر حتى تؤتي الإصلاحات ثمارها، ونشعر بما شعرت به المؤسسات الدولية كافة من أن الاقتصاد المصري مؤهل لطفرة كبيرة في السنوات المقبلة.

  وإلى الأسبوع المقبل بإذن الله، نستكمل ما يتحقق حولنا من قفزات سريعة على طريق التنمية المستدامة.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز