عاجل
الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
الأم.. عطاء دون مقابل

الأم.. عطاء دون مقابل

بقلم : محسن عبدالستار

اليوم يحتفل ملايين الأبناء بأمهاتهم، الطيبات الصابرات، اللائي دفعن حياتهن وما يملكن برضا، من أجل أبنائهن.. وفي هذا اليوم من كل عام يقدم الأبناء لمسة وفاء للأم في يوم عيدها.



الأم هي التي تعطي دون مقابل، ولا تنتظر مقابل العطاء، ومهما حاولت أن تفعل وتقدم لها فلن تستطيع أن ترد جميلها عليك ولو بقدر ضئيل، فهي سبب وجودنا في هذه الحياة، وسبب نجاحنا، فهي تُعطيك من دمها وصحتها لتكبر وتنشأ في أحسن حال سليمًا معافى، هي العون والسند في هذه الدنيا، وهي التي تكون سببًا في دخولك الجنة في الآخرة.. ولا يوجد في الدنيا فرح يعدل فرح الأم عندما يحالف ابنها التوفيق والنجاح في عمل ما.

وهي التي أعطت لبلدها فلذة كبدها شهيدًا، وهو أغلى ما تملك، فداء للوطن، ضحى بنفسه من أجل وطنه.. وتحملت فراقه بكل قوة، وتعد ابنها الآخر لتقدمه للوطن شهيدًا، فداء لهذه الأرض الطاهرة.

هي مَن يُشكى لها الهم بعد الله، ودعاؤها يهز السماء لشدة قوته، على الرغم من أن صوتها ضعيف رقيق وحنون، هي صانعة الرجال ومربية لغيرها من الأمهات، وهي أساس الاستمرار في هذا الكون، ويعد وجودها من أسباب الإحساس بالأمان، أما غيابها فمؤلمٌ ومظلم.. باختصار هي الحياة.. ولا حياة دونها.

 

فقد أوصانا الله تبارك وتعالى بالأم خيرًا، وليس من جميل القول أجمل من قول الله عز وجل:

"وَوَصَّيْنَا الْإنسان بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ، وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ، أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إلى الْمَصِيرُ"، فيه تتجلى آلام الأم وفضلها، وفضل شكرها والعرفان لها.

 

وقد أوصانا الرسول محمد، صلى الله عليه وسلم بالأم خيرًا في أكثر من حديث شريف، من أشهرها ما ورد عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: "أمك، قال: ثم من؟ قال: ثم أمك. قال: ثم من؟ قال: ثم أمك. قال: ثم من؟ قال: ثم أبوك".

 

ويقول أبو العلاء المعري:

العَيْـشُ مَاضٍ فَأَكْـرِمْ وَالِدَيْـكَ بِـهِ والأُمُّ أَوْلَـى بِـإِكْـرَامٍ وَإِحْـسَـانِ

وَحَسْبُهَا الحَمْـلُ وَالإِرْضَـاعُ تُدْمِنُـهُ أَمْـرَانِ بِالفَضْـلِ نَـالاَ كُلَّ إنسان

 

أما شاعر النيل حافظ إبراهيم فيذكرها قائلا:

الأُمُّ مَـدْرَسَــةٌ إِذَا أَعْـدَدْتَـهَـا أَعْـدَدْتَ شَعْبًـا طَيِّـبَ الأَعْـرَاقِ

 

وختامًا.. إن البر والإحسان من أسمى معاني طاعة الوالدين بشكل عام، والأم بشكل خاص من خلال التعامل معهما بكل تواضع، ولطف، ورحمة، ومساعدتهما بلا كلل، أو ملل، أو ضجر، سواءً كان ذلك بسبب حاجتهما الشديدة لذلك، أو لضعفهما الناتج من تقدم العمر؛ وذلك من أجل الحصول على الثواب والأجر من الله سبحانه.

اللهم حقق لكل أم ما تصبو إليه نفسها.. وأن تعيش في راحة وأمان وعافية وتجد مستقبلًا مليئًا بالحب والوفاء.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز