عاجل
الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
الشباب علاقات تعيش

الشباب علاقات تعيش

بقلم : د. فاطمة سيد أحمد

إذا نويت علاقات مستمرة ومستقبلية، فعليك بمناداة الشباب يأتون إليك بكل ما أوتوا من حماس وقوة وطموح فاتحين أذرعهم لك بكل أمل واستشراف، هذا هو الدرس الأول الذى سعت إليه مصر بعد ثورة ٣٠ يونيو ٢٠١٣.



عندما وجدت الشباب المصرى يتساءل ماذا حدث لنا فى يناير ٢٠١١ لماذا اختطفت منا أحلامنا؟ ما هو الخطأ الذى وقعنا فيه؟ دلونا ماذا نعمل وكيف نحمى تطلعاتنا ومستقبل بلدنا؟ حتى تاريخ ٢٠١١ كان الشباب يعاملون كقوة مهدرة قلة منهم منتفعة كونهم أولاد هذا أو ذاك وضاع تكافؤ الفرص والعدالة الاجتماعية والأكثر غاب الوعى لأنهم لم يكونوا يوما هدفا على الخريطة الإعلامية والثقافية حتى إن انتماءهم لوطنهم ترجموه بما تراءى لهم ووفق ما أتيح لهم من معرفة تلقوها عبر مغرضين ومستهدفي الأوطان من أجل مصالحهم الذاتية فكان الشباب هم الوقود المستخدم لإحراق بلدانهم.

هذه المقدمة لاحت أمامى بعد أن دعيت إلى ثلاثة مستويات لمخاطبة الشباب، الأول كان مؤتمر الشباب وعقد فى جامعة القاهرة وأعطى الكثير من الدلالات المقصودة بالمكان الذى تم فيه وكان خاصا بالشباب المصرى تناقش مع مسئولي بلده وعرض على رئيس الدولة آماله وطموحاته الذى استمع لها بشغف وإنصات واهتمام حتى إن البعض وصف (السيسى) بطولة البال.

أما أنا فقد رأيت الرئيس يعطى أهمية لكل اجتهاد أو اقتراح أو فكرة شبابية ويكلف هذه الوزارة أو تلك بتبنيها حتى إننى فى بعض الأحيان كنت أجد أنها أفكار مجنونة أو غير مألوفة، ولكنه أراد أن يمنح الثقة لمبدعيها ويكلف الخبرات بمعاونة الأفكار لتنضج وتتضح فتزداد نجاحا وبروزا.

ومن هذا المؤتمر تبنى الرئيس فكرة أن من حق الشباب المصرى أن يقوم بالتفاعل مع كل شعوب العالم ولاحت فكرة أنه بدلا من سفر عدد قليل للخارج للمشاركة فى نشاطات شبابية مختلفة فإنه من الأجدى أن يدعم شباب مصر ويعلى من قيمة الانتماء بوطنهم وأهميته وأنه لا يقل أبدا عن أى بقعة فى العالم ومن هنا ولدت فكرة (منتدى شباب العالم) الذى عقد بمدينة شرم الشيخ لتستدعى مصر كل الشباب من كل نواحى المعمورة ليأتوا إلينا مستقبلين لهم على أرض السلام المروية دوما بدم الشهداء سواء كانت من أجل الاسترداد أو الحفاظ عليها من الضياع لأنها مستهدفة على الدوام.

جاء شباب العالم فى ضيافة الشباب المصرى الذى أراد الرئيس أن يمنحهم القوة والثقة فى أنفسهم بأنهم ليسوا أقل من أحد فلديهم وطن جميل وهم الشباب القادرون على التنظيم والترحيب وكانت سجالا مهما على مدار ثلاثة أي تم فيها التعارف والاحتكاك وسعد الشباب المصرى بقدراته ونجاح منتدى عالمى كبير فى وطن يجب أن يحميه ويعرف قيمته وهذا ما أراد توصيله الرئيس للشباب حافظوا على وطنكم وصونوا أحلامكم من المدعين والمتلاعبين وأنكم قادرون ولتعرفوا أن أرض الأجداد هى البيت الذى تدعون إليه الأشقاء والأصدقاء وأنتم متباهون ولستم لاجئين أو مشردين،

نجح المنتدى وكنا على أعتاب استلام رئاسة الاتحاد الأفريقى لنجد أبناء الأمة الأفريقية يعلنون أن أنشطتهم القارية سواء رياضية أو ثقافية أو فنية ستقام على الأراضى المصرية، من هنا وفى التوصيات أعلن الرئيس السيسى أن (أسوان) المصرية والتى تتشابه فى الكثير من العادات والتقاليد واللهجة والثقافة وحتى لون البشرة الأسمر المميز مع باقى أبناء قاراتنا الأفريقية وخاصة التى تتشابك معها فى الحدود وأيضًا تقدر ثقافة بلاد ( الساحل الأفريقى ) ذات الثقافة الخاصة ضمن شعوب القارة، وعلى ذلك أعلن أن أرض (الذهب والطيبة) أسوان الحبيبة ستكون مقرا وعاصمة للشباب الأفريقى الذى راقت له الفكرة وتحمس لها وأعد نفسه استعدادا لعقدها، وهنا زاد بهاء الشباب المصرى لأنه أحرز أجوال فى شبكة علاقات مستدامة مع شباب القارة التى ينتمى إليها والذى حرمت كثيرا من حنو يد الشقيقة الكبيرة مصر، وإذا كان الشباب المصرى قادرًا على إنجاح منتدى عالمى إنه من الأجدر به إنجاح ملتقى إقليمى للأشقاء العرب والأفارقة ومن شرق مصر أعلن الرئيس عن ملتقى الجنوب ليستعد كل الشباب للقاء المرتقب وقد كان.

 أنه فى هذا الشهر ( مارس ) ربيع كل شىء وخير ممثل للشريحة الشبابية وعلى مدار عدة أيّام كان (ملتقى الشباب العربى والأفريقى) بأسوان لتضج المدينة الهادئة الطباع عريقة التاريخ والشموخ القديم منها والمعاصر، عشنا جميعا الأيام الأول من الأسبوع الماضى فى أحضان اسوان الدافئة وضيافة أهلها الكرام المبتسمين دوما رغم الصعاب، والبداية الاحتفال الجميل لفن وثقافة قارتنا السمراء لنغنى جميعا بحب ليس له مثيل وانتعشت المدينة الجميلة سياحيا وتجاريا.

لقد أراد الرئيس السيسى أن يجاوب الشباب على سؤالهم فى أعلى المقال بشكل عملى وهو (كيف تحب وطنك … كيف تحمى أحلامك.. كيف تتباهى بإنجازات آبائك وأجدادك.. شباب مصر أنتم لستم أقل من أى شاب فى العالم إنكم قادرون وسائرون والثقة أساس النجاح وقبلهم الوطن أغلى شىء فى الحياة بدونه لا نكون) الإجابة جاءت عملية بتأهيل شباب مصر ليقود الوطن إلى الأمام ولا يتهيب أيا من كان ولايترك فرصة لأحد لسرقة وطنة وهويته وأحلامه.. ونظل نتابع شباب بلدنا وهو يخطو إلى الأمام متسلحا بعلاقات تعيش وتستمر مع الزمان فتأمن حدود الأوطان وتستقر الشعوب بالوعى المستدام وننتظر توصية هامة وهى عقد لقاءات شبابية كل ثلاثة شهور حتى لا تطول المدة دون أن نجنى حماس شبابنا وننتفع به دوما …

 وقبل أن أنتهى من هذا المقال لابد وأن يكون هناك شكر وعرفان للقائمين على تأهيل الشباب ومساعدتهم والأكثر المسئول الذى وثق فيه الشباب وتعلموا منه الكثير وهو شاب مثلهم لم يتخط نهاية الثلاثين يتعامل مع أصدقائه الشباب وكأنه أب حنون لهم يمنحهم الصداقة ويعطونه الثقة شكرًا له على كل ما بذله فى خدمة وطنه الذى يحبه من كل ذرة فى كيانه شكرًا لك ووسام تقدير لـ ( ا. ش ) وحتى لقاء آخر بأمر الله تعالى …

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز