عاجل
الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
روح جديدة تسري في بلادي

روح جديدة تسري في بلادي

بقلم : محمود حبسة

تواصل مصر الجديدة تألقها، تنطلق من كل بقعة من أرضها الطيبة من مدينة السلام شرم الشيخ إلى مدينة السحر والجمال أسوان إشعاعات النور ومناهل المعرفة، تواصل تأكيدها لدورها التاريخي كدولة رائدة ودولة نشأت على أرضها أول حضارة عرفها التاريخ وكأول دولة تجسدت على أرضها الإنسانية بكل معانيها في وقت كان الآخرون يعيشون حياة الغابة، تؤكد مصر ريادتها تقول بوضوح إن ريادتها لمحيطها العربي والإفريقي واقع وحق أصيل لها وليس منة ولا هبة ولا منحة من أحد، تؤكد أنها قادرة على تبنيها قضايا أمتيها العربية والإفريقية ومواجهة التحديات التي تواجههما بفكر مختلف وروح مختلفة وإصرار ورغبة جامحة وعزيمة صادقة لا تلين على مواجهة المشكلات وإيجاد حلول لها، تواصل مصر تبنيها لسياسات جديدة وفكر مختلف يقوم على إرساء أسس التعاون والتفاهم بين الشعوب وتأكيد حق الشعوب وفي المقدمة الشباب منهم في إثبات وجودهم وممارسة دورهم في الحياة وفي المشاركة بأوسع معانيها وفي مختلف مجالاتها.



كانت مصر الأسبوع الماضي على موعد جديد لمزيد من النجاح ومزيد من التألق كانت على موعد مع نصر جديد يؤكد ويعزز المشهد الذي يحدث في مصر الجديدة مصر 30 يونيو، كانت على موعد مع حدث يكرس الواقع الجديد الذي تشهده مصر الرائدة، حدث يؤكد أن مصر استعادت بالفعل مشعل الحضارة من جديد، كانت على موعد مع حدث يؤكد أن مصر الجديدة تعمل بفكر مختلف وروح جديدة وأنها تنطلق بروح وثابة نحو تحقيق حلمها في تأكيد دورها واستعادة ريادتها ليس للمنطقة فحسب بل وللعالم كما كانت في تاريخها القديم، كانت على موعد مع حدث يؤكد أن مصر الجديدة تتواصل مع العالم وتنفتح على الآخرين دون النظر إلى أي فوارق أو خلافات عرقية أو مذهبية أو دينية وطائفية، كانت على موعد يؤكد أن هناك روحا جديدة في بلاد طيبة في المحروسة بإذن الله، في مصر التي كانت وستبقى أم الدنيا.

كل هذه المعاني وأكثر نستخلصها من الحدث المهم الذي دعت إليه مصر وشهدته مدينة أسوان مدينة السحر والجمال وهو انعقاد أول منتدى للشباب العربي والإفريقي على أرض مصر في حدث لم يحدث نظير له من قبل، وجاءت فعاليات الملتقى والرسائل التي تضمنتها ووجهتها كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي تأكيدا لهذه المعاني وهذه الروح الجديدة التي تسري في مصر، فالرئيس أكد أن محاولات تأصيل الخلاف بين العرب والفارقة تجاوزها التاريخ وأن الجميع عرب وأفارقة يربطهما مصير مشترك، كما أن الشباب يحتل الأولوية ولا بد من تحمل المسؤولية وتحقيق أحلامه، مشددا على أنه لا للتفرقة والتميز بكل أشكالهما، فلا حديث عن شمال عربي وجنوب زنجي فمصر الجديدة لا تعرف الفرقة والتمييز، جاء المنتدى بعد فترة وجيزة من انعقاد القمة العربية- الإفريقية الأولى التي شهدتها مدينة السلام مدينة شرم الشيخ وهو ما يؤكد هذا الإصرار وهذا التواصل وهذه الروح الجديدة في بلاد النيل وهو ما يؤكد أن الريادة استعادتها مصر بالفعل وأن القاهرة استعادت دورها الحيوي الذي تلعبه على مختلف الأصعدة الرسمية والشعبية الإقليمية والدولية السياسية والمجتمعية لا جدال.

وكما كانت القمة العربية الإفريقية دليلا جديدا على أن مصر أصبحت الدولة الرائدة للمنطقة بلا منازع جاء منتدى السباب العربي والإفريقي في مدينة أسوان ليقدم دليلا هو الآخر، وكما طرحت القمة قضايا ذات الاهتمام المشترك مثل الإرهاب والهجرة غير الشرعية والتطرف والقضية الفلسطينية طرح الشباب العربي والإفريقي قضاياهم المشتركة وأهمها نبذ العنف وترك الصراعات الداخلية ومحاربة الفساد كأحد أهم التحديات التي تواجه الأمتين الإفريقية والعربية وكما جاءت أوروبا الرسمية إلى مصر ومعها العرب وكما جاءت إفريقيا الرسمية من قبل من قبل جاء الشباب قلب أي شعب ومصدر قوته جاءوا إلى مصر على اختلاف جنسياتهم وأديانهم ولغاتهم في معنى يعكس هذه الروح الجديدة وهذه النظرة المختلفة التي تنظر بها مصر لقضايا العالم وهذه الاستراتيجية التي تسلكها، وفي معنى يؤكد نظرة العالم الجديدة لمصر، كيف ينظر لها الجميع قادة وحكومات وشعوب؟ جاءت أوروبا بعد إفريقيا ثم جاء الشباب العربي والإفريقي وكأن مصر ليؤكد الجميع ريادة مصر للعالم القديم بأثره.

عام بعد آخر ويوما بعد يوم ومصر تواصل مسيرتها نحو المستقبل ومصر تزداد بهاء وتألقا كلما مر عليها يوم وكلما أشرقت عليها شمس جديدة، يزداد نهارها بهاءً ووضوحا ويزداد ليلها صفاءً وسكينة، قيادة ذكية تمتلك رؤى طموحة للانطلاق نحو المستقبل، وسواعد فتية لشعب أبي تشق الجبال وتمهد الطرق تبنى وتعمر تحول الصحراء إلى مدن عصرية، روح جديدة تشهدها مصر انعكست على سياساتها وتوجهاتها وأولياتها في الخارج والداخل لا انفصام، تمضى بثبات نحو الحلم نحو تحقيق الهدف الذي ارتسمته، تمضي لا يمنعها مانع ولا يحول دون انطلاقها عقبات ولا يثبط من عزيمتها شائعات، لخلق واقع جديد يبشر بمستقبل مشرق تتحدد وترتسم ملامحه يوما بعد يوم، حلما يتحول إلى حقيقة، مصر الآمنة القوية الأبية تمضى نحو المستقبل عصية على الانكسار غير قابلة للسقوط أكبر من كل مخططات، مصر ماضية في خططها الطموحة نحو المستقبل قادرة على الوصول لما تصبو إليه عازمة على تحقيق أحلامها وتحويل أحلام أعدائها بأن يروها تسقط أو تنهار إلى كوابيس تقض مضاجعهم.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز