عاجل
الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
مراكز "تعليم" ضد قرار "الوزير"

مراكز "تعليم" ضد قرار "الوزير"

بقلم : جميل كراس

مع اقتراب موعد امتحانات نهاية العام الدراسي كثرت حدة "السناتر" او المراكز التعليمية الغير رسمية التي لا تعترف بها وزارة التربية والتعليم والتي تقدم الدروس الخصوصية مدفوعة الأجر للطلاب والتلاميذ في مراحل التعليم المختلفة لتصبح بديلًا غير شرعيا للعملية التعليمية الرسمية بالدولة.



وفي تد سافر للمسئولين بالتعليم وفي الوقت الذي ادانوا فيه هذه المراكز التعليمية المستترة او المعروفة بالسناتر ومن خلاله طالبوا بالعمل عل ى التخلص منها أو إغلاقها لكونها خارج الإطار الصحيح لها ومن التعليم نفسه لكنها تعدف وفي المقام الأول لتحقيق الربح الوفير لأصحابها بعيدًا عن اعين المتربصين بهم.

تلك الظاهرة السلبية التي تؤرق القائمين على التعليم والتي اصبحت واقعا ملموسًا لديهم والتي تؤثر بدورها على مستقبل التعليم وتقدمه لدرجه أن المدارس وفصولها اصبحت كأنها مجرد ديكور لجهات مفرغة من اداء مهامها او دورها كما ينبغي أن يكون ذلك والمثير للدهشة التي تصل الى درجة السخرية  ان نقرأ ما هو مدون او مكتوب على جدران الأبنية أو الحوائط او حتى المدارس منها وكذلك العديد من الاماكن اعلانات وبالبنط العريض من هذه العينة من اعلانات غير مدفوعة الاجر واسماء المدرسون الجهابذة مدمجة بارقام هواتفهم المحمولة فمنهم من اطلق على نفسه "عبقري" زمانه في علم الاحصاء والرياضيات وخلافه واخر الزعيم الفذ في اللغة العربية وقواعدها وثالث يلقب نفسه بامير اللغة الفرنسية وكذلك "بروفيسور" الانجليزية وهكذا ثم اخر يصف نفسه بـ "الداهية" في المنطق والفلسفة وعلم النفس.

وما يتبع ذلك من قيام المدرسون بتدبير أماكن مخصصة "للسناتر" او تلك المراكز التعليمية المتخفية بالايجار او حسب الطلب وحجز مقعد لكل تلميذ أو طالب مدفوع الاجر مسبقًا لمدة ساعتين او اكثر بخلاف ما يحصل عليه المدرسون وما يدخل جيوبهم حسب الاتفاق.

ولان الرزق يحب الفهلوة والخفية كما يتردد فان الدعاية بدروها تلعب دورا مؤثرا ومنها أحجز مقعدك واطلع الاول في التفوق والنجاح.

اما الكارثة الكبري فهي تكمن في أن هؤلاء المدرسون يبذلون من الوقت والجهد الكثير من اجل مزيد من التربح باسم "السناتر" ولا يعبأون بما يترتب عليها من اثار وتعب بسبب جهودهم التي لا تتوقف من جراء هذه المراكز المربحة والنتيجة الحتمية او المتوقعة استنفاذ جهودهم بعيدًا هم مهامهم الرسمية بالمدارس بعد ان حلت بهم حالة من التعب والارهاق وعدم تمكنهم من القيام بدورهم الاساسي من خلال الفصول او المدارس التي يعملون بها على أكمل وجه.

هذا الوباء السرطاني الذي يزيد ويتسع ويتوغل داخل الكيان التعليمي في الدولة حتى امتدت اثاره الى الجامعات وكلياتها المختلفة التي لم تسلم بدورها من هذا الامر المهين للعملية التعليمية بمختلف درجاتها او مراحلها.

وعلى الرغم من التحذيرات المستمرة وما تبعها من صدور قرارات بالمنع لمثل هذه المراكز الا ان  الامر مازال قائما وعلى المتضرر ان يخبط راسه في اقرلب حائط وكانت النتيجة المزيد من الابواب الخلفية للتفوق والنجاح بعيدًا عن رجال التعليم ومسئولية.

وهذه المراكز تمثل تعليمًا موازيا تحت غطاء التستر أو الإخفاء بعيدا عن الجهات الرقابية أن وجدت او تلك الحملات الهلامية اياها التي يقولون عنها وينوهون.

وفيما يبدو ان مملكة "السناتر" التعليمية ستظل الاقوى طالما ان الامر لا يهم الجهات المسئولة ولدرجة ان هذه المراكز تتحدى قرارات الوزير فيما يخص هذا الشأن وكاننا دولة داخل دولة وفي نفس الوقت لا يسلم اولياء الامور من هذه الازمة التي اصبحت تؤرقنا جميعا فهم الذين ينصاعون بلا تردد ويشجعون على هذا التوجه ويشاركون من خلال هذا العبث التعليمي ولا يعنيهم سوى تحقيق التفوق والنجاح باي صورة حتى لو كان ذلك من خلال الطرق الخلفية وأبوابها.

والسؤال الذي يفرض نفسه اذن ما جدوى المدارس او حتى الجامعات ودورها في التعليم بعيدًا عن تلك العيادات الخاصة لتلقي الجرعات التعليمية وبعدما وصلت الأمور إلى هذا المنحنى الخطير الذي لا يمكن الصمت نحوه.

وكيف تستقيم أحوالنا التعليمية بعد ان بات العنوان واضحا وكان مدارسنا او غيرها خارج نطاق الخدمة او التعليم.

والى متى تستمر هذه التجاوزات الخطيرة من حق التعليم ومن يكون الأقوى أو الجولة والحسم لصالحه دراما الدروس الخصوصية ومراكزها ام الوزارة الملقى على عاتقها التعليم بمختلف مراحله طبعا الاجابة ستكون عنوانا لهذا الحدث إذا تم.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز