عاجل
الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
الدولة والشائعات

الدولة والشائعات

بقلم : محسن عبدالستار

إن هذه المرحلة الحاسمة من تاريخ مصر، تفرض على جميع مؤسسات الدولة، سواء إعلامية أو دينية أو ثقافية، مواجهة هذا الكم الهائل من الشائعات، التي تطال وطننا الغالي، عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي، من الداخل والخارج على حد سواء.



 

لا يكاد يمر يوم إلا وتظهر شائعة، وتنتشر بعد دقائق قليلة من إطلاقها، والهدف من ذلك الوقيعة بين الدولة والمجتمع، ودولة وأخرى، ويعتمد من ينشر هذه الشائعات على حروب "الجيل الخامس"، التي تستهدف إضعاف الدول وجعلها فريسة لهذه الشائعات.

 

إن الحروب الحديثة التي تسمى "حروب الأجيال"، تعتمد- في الأساس- على خلق تناقضات بين الدولة والمجتمع، عن طريق استغلال جميع الوسائل، لإحداث خلل في العلاقة بينهما.

 

ويوصف تطور الحروب عبر الزمن باستخدام "الأجيال"، بدءًا بحروب الجيل الأول، التي استخدمت فيها البنادق والمدافع البدائية.. أما حروب الجيل الثاني فبدأت مع ظهور المدرعات والطائرات المقاتلة، وتميزت بشن الضربات الاستباقية.

 

وبعدها وجدنا حروب الجيل الثالث، التي ارتبطت بتطور صناعة الطائرات.

 

بعد ذلك ظهرت حروب الجيل الرابع، وهي التي يعاني من ويلاتها العالم أجمع، إذ تميزت بالاعتماد على حرب العصابات والتنظيمات والجماعات الإرهابية، وليس بخافٍ علينا جميعًا ما أحدثه في منطقتنا تنظيم "داعش" الإرهابي.. وأخطر ما في هذه الحروب أنها لا يوجد فيها أرض معركة، وإنما حرب دولة ضد عصابات وجماعات إرهابية، هدفها الأساسي تدمير الدولة بمن فيها، وهي أشرس الحروب وأقواها.

 

أما حروب الجيل الخامس، فهي تعتمد على دمج كل هذه الحروب، وهي أخطرها على الدولة ومؤسساتها.. فهي تستخدم السلاح، وتسيطر على العقول عبر ما يبث على مواقع التواصل الاجتماعي، والسوشيال ميديا من شائعات؛ لتحريض الشعوب وإحداث الفوضى في البلاد، ولكن هيهات لهم.

 

حروب الجيل الخامس، تعتمد في الأساس على احتلال العقول، عن طريق بث الشائعات والأخبار المغلوطة عن الدولة وحكوماتها، عبر وسائل التواصل، فهي لا تعتمد على احتلال الأرض، مثلما كان يحدث في الماضي.. وعن طريق هذه الشائعات، التي لا أساس لها من الصحة، سيتكفل من ينشر هذه الشائعات بما يريده من شبابنا، وهو احتلال العقول والسيطرة عليها لتحقيق ما يريده، وهو القضاء على الأوطان ونشر الفوضى.

 

والسؤال الذي يطرح نفسه الآن هو: ما أسباب ظهور حروب الجيل الخامس؟!

السبب الرئيس، هو تطور وسائل الإعلام، التي تعد من أهم الوسائل المستخدمة في حروب "الجيل الخامس"، إذ تم استغلالها في إدارة العلاقات بين الدول بعضها البعض، وصناعة رأي عام معارض للحكومات المتعاقبة، وذلك لإضعاف قدرتها على الضبط والتحكم في العلاقة بين المجتمع والدولة.. وبالتالي بث الشائعات في المجتمع لإضعاف الدولة، وتحقيق ما يريده الأعداء، ولكن الدولة وقفت لهم بالمرصاد، وأعلنت الحرب على الإرهاب، وبالتوازي اتجهت لعمارة الأرض عن طريق البناء وتجديد البنى التحتية، والمشروعات القومية العملاقة.

 

هذا النوع من الحروب- الجيل الخامس- يُستخدم فيه العنف غير المسلح، مستغلًا في ذلك تنظيمات صغيرة مدربة، من أجل صنع خلل داخل المجتمعات، يتنوع بين مشكلات اقتصادية وسياسية واجتماعية للدولة المستهدفة، كل ذلك بغرض استنزافها، عن طريق انشغالها بالصراعات الداخلية، ومواجهة التهديدات الخارجية في آنٍ واحد.

 

وهذا ما وعته الدولة المصرية الحديثة، وتصدت له بكل حسم وقوة.. وظهر جليًا في إعلان الحرب على الإرهاب، وهنا ظهر معدن الجندي المصري الأصيل، فيدٌ تبني وتعمر، والأخرى تحمل السلاح لردع الأعداء والإرهاب.. فهم حقًا "خير أجناد الأرض".

 

إن مصر محفوظة من رب العالمين، أليس هو القائل في محكم آياته: "ادْخُلُوا مِصْرَ إِن شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ".

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز