عاجل
الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
بين المعارضة وخيانة الوطن

بين المعارضة وخيانة الوطن

بقلم : محمود حبسة

فارق كبير بين المعارضة وخيانة الوطن، فارق كبير كما هو الفارق بين السماء والأرض، مساحة شاسعة تفصل بين الاثنين، هي ذاتها المساحة التي تفصل بين الحق والباطل، وهي ذاتها المسافة التي تفصل بين من يريد بناء الوطن، ويحلم بأنه يراه في أعلى مكانة، كبيرا قويا عزيزا مهابا وبين من يريد هدمه، ويسعى لأن يكون ذليلا تابعا تحت شعارات جوفاء عن الحرية أو استمرار الحالة الثورية تخفي وراءها أهدافا ومصالح خاصة، فارق كبير بين من يدافع عن الوطن وبين من يحرض عليه، فارق كبير بين من يذود عن الوطن بكل ما يملك وبأغلى ما يملك وهي الروح، ومن يستقوى على الوطن ويستعدى عليه الآخرون.



باتت لعبة الاستقواء بالخارج مكشوفة ومفضوحة ومعروفة للجميع، باتت خنجرا مسموما في خصر الأوطان مهما كانت الدوافع والأسباب، والمدهش أن من يلعبون هذه اللعبة أغبياء لأنهم لم يقرأوا التاريخ جيدا، ولم يعوا شيئا عن الواقع السياسي لدولهم وعن تجارب الآخرين، ولم يعرفوا شيئا عن طبيعة الشعوب التي يدعون أنهم يتحدثون باسمها، باتت لعبة الاستقواء بالخارج دليلا قاطعا على جهل وغباء من يمارسونها، في المنطقة العربية على وجه التحديد.

عشرات الأمثلة وعشرات الدلائل على فشل لعبة الاستقواء بالخار،ج منذ سقوط نظام صدام حسين في العراق عام 2003 ودخول أحمد الجبلي السياسي العراقي الراحل الذي أقنع الأمريكان بدخول العراق، وتسبب في قتل مئات الآلاف من العراقيين ودخول العراق والمنطقة في دوامة من الفوضى لم تنته حتى يومنا هذا مزبلة التاريخ إلى عناصر وقوى سياسية لبنانية عديدة لفظها الشعب اللبناني، مرورا بالعشرات ممن ادعوا السياسة في مصر، وادعوا أنهم ثوريون ولم يعد لهم أي وجود الآن على المسرح السياسي في مصر، وفي مقدمتهم نائب رئيس الجمهورية السابق محمد البرادعي.

إن تاريخ المنطقة شاهد على فشل كل تجارب الاستقواء بالخارج وبالولايات المتحدة الأمريكية على وجه التحديد، منذ سقوط نظام الشاه في إيران حليف أمريكا الأول بعد اندلاع ثورة الخوميني، وحتى قيادات الإخوان الذين ذهبوا إلى الكونجرس، ومنهم إبراهيم منير وآيات العرابي، وكانوا يتخيلون أنهم سيخرجون منه محملين بأكاليل النصر، ولكنهم خرجوا منه يجرون أذيال الخيبة والندامة، مرورا بعدد من أقباط مصر في الخارج الذين كانوا يستعدون أمريكا على مصر في عهد الرئيس الأسبق مبارك بدعوى حماية الأقباط.

ليت الممثلين خالد أبو النجا وعمرو واكد قد استوعبا هذه الدروس جيدا، ليتهما قبل أن يذهبا إلى الكونجرس الأمريكي ويشاركان في جلسات استماع به قرآ شيئا عن تاريخ المنطقة وحاضرها، ليتهما عرفا شيئا عن طبيعة شعوبها ولاسيما الشعب المصري الذي احتواهما وفتح لهما أبوب المجد والشهرة، ليتهما قبل أن يؤسسا حركة معارضة في الخارج تحت عنوان "المنبر المصري لحقوق الإنسان"، قد درسا تجربة الإخوان الذين استظلوا بأمريكا قبل وبعد ثورة يناير واستخدموا المال القطري والدعم التركي في محاولة إنجاح مخططاتهم ،لإسقاط الدولة المصرية، والإضرار بمؤسساتها وعلى غير رغبة الشعب المصري وضد إرادته، ليتهما تفهما واقعهما السيئ والمآل الذي آلا إليه.

 

أبو النجا وواكد كشفا عن حقيقة نواياهما وما يبطنان، لأنهما مريضان بحب الذات، لاسيما أن أحدهما شاذ وهو اعترف على نفسه بذلك ويباهي بذلك فكان لابد أن ينتهي بهما المطاف إلى القرار الذي اتخذته نقابة المهن التمثيلية بالشطب من جداولها بتهمة الخيانة العظمى، وأن يلفظهما الشعب المصري كله، ليت الممثلين أبو النجا وواكد انتقدا التعديلات الدستورية، وأعلنا رفضهما لها داخل مصر ولم يذهبا إلى أمريكا مثلهما مثل العشرات من أعضاء مجلس النواب الذين أعلنوا رفضهم للتعديلات، ومنهم النائب أحمد طنطاوي، ليتهما عرفا الفارق بين المعارضة والخيانة بين أن تكون معارضا للنظام، وأن تكون خائنا للوطن، أصر أبو النجا وواكد وبغباء شديد أن يلعبا نفس اللعبة القذرة التي لعبها غيرهما وهي لعبة الاستقواء بالخارج وبأمريكا تحديدا، ظانين وبجهل شديد أن الكونجرس هو طوق النجاة أو حصان طروادة أكبر حصان خشبي في التاريخ كما تروي الأسطورة.

 

والسؤال ألا يعرف أبو النجا وواكد شيئًا عن حقيقة الدور الأمريكي القذر في المنطقة، منذ الإعلان عن سيناريو الفوضى الخلاقة الذي أعلنت عنه كونداليزا رايس وزير خارجية أمريكا السابقة أم أنهما يتجاهلان؟، هل أنهما لا يعلمان أم يتجاهلان أن أمريكا أبدا لم تكن مع حقوق الإنسان وأنها مجرد ذريعة تستغلها للتدخل في شؤون الدول العربية للضغط عليها وتوجيه سياساتها كما تريد؟، هل أنهما لا يعلمان أم يتجاهلان أن أمريكا هي من جلب الدمار والخراب للمنطقة ومن بدد ثرواتها، وهي من أوجد تنظيم داعش الإرهابي، وهي من تسببت في إيجاد العشرات من التنظيمات المتطرفة بسبب دعمها المطلق لإسرائيل وتضييع الحقوق الفلسطينية والعربية وتشريد الشعب الفلسطيني، وهي من أسهمت وعملت على زيادة الفجوة بين الشعوب والحكومات العربية؟ هل هما لا يعلمان أم يتجاهلان أن أمريكا لا يروق لها أن تنهض مصر، وأن تطور قدراتها وجيشها وتنوع مصادر سلاحها، وتبني ذاتها وتستعيد دورها الريادي على الصعيدين الإقليمي والدولي؟، هل سمع أبو النجا وواكد عن تسليم الرئيس الأمريكي ترامب الجولان السوري لإسرائيل، وكأنه يسلمها قطعة أرض ورثها أو اشتراها بماله، ضاربا بعرض الحائط كل القوانين والأعراف والحقوق والمبادئ، عن أية حقوق وبلسان من يتحدث أبو النجا وواكد، سقطت الأقنعة وجفت الصحف.

 

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز