عاجل
الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
في فهم الإسلاموفوبيا والإسلام السياسي (3)

في فهم الإسلاموفوبيا والإسلام السياسي (3)

بقلم : د. شريف درويش اللبان

إن القيد الديني الذي يكبل التيار الإسلامي الذي يريد أن يحتكر الحق في فهم الإسلام وتفسير النص الشرعي، جعل خطاب الإعلام الإسلامي يتبني عدم تقبل الآخر من خارج الحيز الإسلامي في إطار التمايزات الفكرية والثقافية والسياسية داخل الطيف الإسلامي، وذلك للأسباب الآتية:



-    خروج الإعلام الإسلامي من رحم الصراعات؛ ما جعله أبعد ما يكون عن الهدوء في ظل سيطرة العولمة على المسلمين وضعفهم؛ مما جعله يعيش حالة من التردد الاجتماعي والفكري.

-    عدم امتلاكه الرؤية الموضوعية التي تجعله صريحًا وواضحًا في مسايرة التيارات الليبرالية والعلمانية والتيارات السياسية المختلفة الأخرى.

-    الاعتقاد بامتلاك الحقيقة المطلقة، وهذا عيب أخلاقي من نتاج التكوين الفكري؛ فالإعلام الإسلامي يعتقد أنه المعيار الحقيقي لما يجب أن يحتكم إليه الرأي؛ ومن ثم فلا رأي غيره، فهو المحصن من الخطأ والمتصف بالكمال.

-    الشعور التاريخي بالاضطهاد، وانعكاس ذلك في سياسة التعبير والنشر، فعادة يبحث المتطرفون نفسيًا عن عباءة فكرية تناسب نوازعهم الوجدانية الحادة.

-    تعزيز نظرية الخلاف على أدب الاتفاق فهو ناشط في تكريس الخلاف حول قضايا تهم المسلمين.

-    في غالبه متحزب، ولهذا فإن مساحات التسامح فيه محدودة.

-    أسير التقاليد والعادات، ولا يستطيع تصحيح المفاهيم المغلوطة عنه، فيقبل بالانطباعية حول بعض الدعاة السياسيين وما شابه ذلك.

-    يتعامل مع الآخر في إعلامه بمسببات سلبية في فهم المقدس والثوابت، رافعًا شعارًا في وجه من ينادي بإعلاء قيم الحوار مع الآخر مقرونًا بالتحذير من ذلك، باعتباره يقدم الشريعة الإسلامية كأنها عاجزة عن مواكبة العصر وتقديم رؤى متجددة، ما جعله يتوقف عن مسايرة الزمن فيما يقدمه من معالجات عبر قنواته وصحفه.

-    حماسة التوجه والحذر المرضي منعا كثيرًا من المسلمين من الاستفادة من ثمرات الحضارة الغربية من خلال الخطاب العاطفي التحذيري الذي حول الدين الإسلامي من خطاب حضاري إلى خطاب منهزم، ومن استشراف المستقبل إلى الرجوع للماضي، ومن خطاب يعالج التحدي بالمبادرة المتكافئة إلى خطاب يعالج بالرفض المتشنج وفق منطق البطولة الانتحاري الذي يرفض كل شيء مغاير لرأيه.

في حين تشكلت قراءة المستشرقين حول ظاهرة الإسلام السياسي في وجود علاقة بين النفط والإسلام السياسي في إطار الدور الداعم الذي قدمته بعض الدول العربية لقادة التيارات الإسلامية؛ ما جعلها ظاهرة ظرفية، تفتقد الزعامة في خطاباتها، بل ارتبطت بشخصيات كاريزمية ارتبطت بتنظيماتها، في ظل غياب مشروع فكري سياسي، ما جعلها آيلة للسقوط.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز