عاجل
الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
العلم بين الحاضر والمستقبل

العلم بين الحاضر والمستقبل

بقلم : محسن عبدالستار

لا شك أن معظم طلاب العلم، تعلموا- في المراحل الأولى من أعمارهم- أن الكون جماد، ونبات وحيوان، وإنسان.. فالجماد شيء مادي له أبعاد ثلاثة وله وزن وله حجم، ويشغل حيزًا في الفراغ، والنبات شيء مادي أيضًا يشغل حيزًا في الفراغ له وزن وله حجم وله أبعاد ثلاثة، إلا أنه ينمو، إذن اختلاف النبات عن الجماد في "النمو".



والحيوان شيء مادي وله وزن وله حجم ويشغل حيزًا في الفراغ، وله أبعاد ثلاثة وينمو مثل النبات لكنه يتحرك، فزاد على النبات في الحركة، أما الإنسان فهو شيء مادي يشغل حيزًا في الفراغ له وزن وله حجم، وله أبعاد ثلاثة وينمو ويتحرك كبقية المخلوقات، لكنه "يفكر"، أضيف لهذا المخلوق القدرة الإدراكية، فهذه القدرة الإدراكية ما لم تُفعّل، هبط الإنسان عن المستوى الذي وضعه الله سبحانه وتعالى فيه، إلى مستوى آخر لا يليق به.

والسؤال هنا لماذا يطلب الإنسان العلم ويبحث عن سر وجوده في هذه الحياة؟

لأن العلم أساس الحياة وسبب السعادة في الآخرة.. فإذا أردت الدنيا عليك بالعلم، وإذا أردت الآخرة فعليك بالعلم، وإذا أردتهما معًا فعليك بالعلم أيضًا، وإذا أردت الوصول إلى الله عز وجل عليك بالعلم، وإذا أردت أن تكون من المقبولين عند الله عليك بالعلم أيضًا، إلا أن العلم لا يعطيك بعضه إلا إذا أعطيته كلك، فإذا أعطيته بعضك لم يعطك شيئًا.

ويقول الله عز وجل في طلب العلم:

"اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإنسان مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الْإنسان مَا لَمْ يَعْلَمْ".. هذه أولى الآيات نزولًا للحث على العلم والتعلم، وأمر النبي- صلى الله عليه وسلم- كل فرد من أفراد أمته أن يقرأ ويتعلم.

فقال عليه السلام: "من سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا سهّل الله له به طريقًا إلى الجنة".

قبل أيام وتحت عنوان "بين الحاضر والمستقبل"، افتتح الرئيس عبد الفتاح السيسي، "المنتدى العالمي للتعليم العالي والبحث العلمي"، الذي عُقد في العاصمة الإدارية الجديدة.. وشارك في فعاليات المنتدى نحو 2000 شخصية، من بينهم كبار المسؤولين والعلماء والخبراء والمهتمين بالتعليم الجامعي والبحث العلمي والابتكار، وأكثر من 300 شخصية أجنبية من كبار العلماء ورؤساء الجامعات الدولية ونواب وزراء التعليم وخبراء التعليم من 55 دولة، بالإضافة إلى ممثلي المنظمات الإقليمية والدولية المعنية بالتعليم العالي والبحث العلمي.. وذلك لفضل العلم في تقدم الأمم.

والهدف من المنتدى خلق منصة دولية، لتناول حاضر ومستقبل التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، من خلال مناقشات حوارية تتناول عددًا من القضايا المطروحة عالميًا بطريقة تسمح بتبادل الخبرات والتجارب العالمية في مجالات تطوير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار.

وناقش المنتدى الثورة الصناعية الرابعة والتكنولوجيا والتعليم والاقتصاد القائم على المعرفة ودور التعليم العالي والبحث العلمي في تحقيق التنمية المستدامة.. وتعظيم عائد الاستثمار في التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، والتحديات التي يواجهها التعليم العالي والبحث العلمي على المستوى الدولي، في ظل التحول الرقمي الذي يشهده العالم حاليًا.. وتأهيل الخريجين لسوق العمل الجديدة، وتحقيق الجودة في التعليم العالي، والارتقاء بوضع الجامعات المصرية في التصنيف الدولي.

بالإضافة إلى تنظيم معرض كبير شارك فيه 85 عارضًا من الجامعات المصرية الحكومية، والخاصة والأهلية، وفروع الجامعات الأجنبية في مصر، والمراكز والمعاهد والهيئات البحثية، بالإضافة إلى المنظمات الإقليمية والدولية المعنية بالتعليم العالي والبحث العلمي والابتكار في العالم.

وتم تأكيد مسؤولية الجامعات ودورها في تطوير ثقافة التعلم والمعرفة بين الشباب من الطلاب، وذلك في إطار عملية بناء الإنسان المصري، وكذلك أهمية صياغة آلية علمية من شأنها اكتشاف العقول النابغة والموهوبين لدعمهم واستثمارهم، نظرًا لكونهم قاطرة الدولة وطاقاتها الخلاقة للانطلاق نحو المستقبل ليس فقط لمصر ولكن للإنسانية كلها.

وأجمل ما قيل في آداب التعلم:

اصبر على مر الجفا من معلم.. فإن رسوب العلم في نفراتهِ

ومن لم يذق مر التعلم ساعة.. تجرع ذل الجهل طول حياته

إنك لا تعرف فائدة العلم الآن، ولكن ستعلم فائدته غدًا.. إذا تعلمت العلم وتحصنت به في قلبك اليوم غدًا تكون مع العلماء، والشرفاء والعظماء، لأن رفعة قدر الإنسان بالعلم.

 

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز