عاجل
الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
في فهم الإسلاموفوبيا والإسلام السياسي.. (4-4)

في فهم الإسلاموفوبيا والإسلام السياسي.. (4-4)

بقلم : د. شريف درويش اللبان

إن الإسلام السياسي لا يحتفي بالوطن، كونه من عمل الإنسان، وهو لا يحتفي أصلاً بالإنسان كونه ناتجًا للعقل، وهو لا يحتفي جوهريًا بالعقل كونه خلاصة للتجربة التاريخية، وهو يحتكر التجربة والتاريخ باعتبارهما ليسا إلا تجسيدًا للمدنس، حيث تلعب الأفكار الكبرى دورها المحفز في التاريخ بأقدارٍ مختلفة في مراحلَ مختلفة.



ويري بعض الكتاب والمتخصصين المستشرقين أن ثمة عناصر تُفضي إلى بروز العالم الإسلامي في العلاقات بين الإسلام والغرب، منها:

-  تدهور الأوضاع الاقتصادية والسياسية في كثير من الدول الإسلامية سوف يهيئ للحركات الإسلاموية سيادة وسلطة كبيريْن.

- نظرًا لأن الشرق الأوسط وغيره من المناطق يتعرض لتغيير سياسي واقتصادي متسارع؛ فإن التوترات الناجمة عن التغيير ستؤدي ولو على المدى القصير إلى زيادة جاذبية الجماعات الإسلامية في دول كثيرة.

 لذلك يقترح "هاليداي" لتخفيف ما يصور على أنه نزاعٌ بين الغرب والعالم الإسلامي برنامجًا مزدوجًا يشمل:

- فصل الصعوبات الواقعية من تدهور اقتصادي وسياسي وأزمات اجتماعية عن تعبيراتها الدينية المشوشة، ثم التصدي لهذه المصاعب ذاتها في ظل مفهوم كُلى للعلمانية والتنمية.

- على أوروبا الغربية أن تضع سياسة متوازنة ذات جانبيْن إزاء القضايا التي يلخصها تعبير الإسلام.

فلا يزال العرب اليوم مسكونين بالتاريخ الذي يشكل الخارطة الرئيسة لتفكيرهم دون النظر إلى ما يحدث الآن من صراعات الإسلام السياسي الذي ساهم في ترسيخ رؤية أحادية للفكر العربي المعاصر اقتصرت فيها العودة على تيار بعينه عمل على تكوين رؤية فكرية مغلوطة مع الآخر حول الإسلام، مما انعكس على كون الصحوة الإسلامية لحركات الإسلام السياسي كرست نوعًا من التأزم وأنتجت العنف، مما جعل هناك هدمًا للحداثة وتأزمًا للمجتمع العربي والإسلامي باختناقات فكرية وسياسية، جعلت العالم الإسلامي يقف على مسافات ملتبسة في قبوله بالديمقراطية التي رفضت قبول "جماعة الإخوان" في سُدة الحكم لفشلهم؛ في إرساء التجارب الديمقراطية للإسلاميين كونها التزامًا كحكم شرعي يعمل به المجتمع .

إن جدلية الدين والسياسة مَن يُطوع مَن؟، وارتباط الفعل السياسي بحياة الناس وارتباط الدين بسلوك حياتي يومي جعل الحديث عن الإسلام السياسي والإرهاب محط أنظار كثير من المستشرقين  أمثال "برنارد لويس" و"جيل كيبل" وغيرهما كثير، وهم الذين كشفوا أن الحركات الإسلامية ما هي إلا غطاءٌ يُستخدم لحشد الجماهير، ووسيلة للعب على العاطفة الدينية بالفطرة، وكسب تأييدها متكئة على النزعة الشعاراتية المفضلة لهذه الحركات كمقولات "القرآن دستورنا" و"الإسلام هو الحل" ورفع المصحف تحت قبة البرلمان في إيحاء ديني لا تخفى دلالته على البسطاء، فالصراع الشخصي للبحث عن المكاسب الذاتية هو الدافع الطاغي في الحقل السياسي الإسلامي.

وفي النهاية يمكن القول إن نشأة وتطور الإسلام السياسي في مصر ارتبطا بالتدهور الاقتصادي والفقر؛ مما أدى إلى انضمام كثيرين إلى التيارات الإسلامية أملاً في إحداث التغيير والتوازن لأن الدين هو العدل، بينما على الجانب الآخر استغلت القوى الإسلامية هذا في أن تمتطي صهوة الثورات العربية دون النظر إلى أنها تريد إحداث طفرة، بل كانت تهدف إلى خلق مجتمع ديني مشوش لا يفقه شيئًا عن صحيح الدين.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز