عاجل
الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
مصر على الطريق الصحيح (3)

مصر على الطريق الصحيح (3)

بقلم : عصام شيحة

لا شك أن خطوات مصر على الساحتين، الإقليمية والدولية، تحقق نجاحات متميزة، ينبغي النظر إليها بكثير من التقدير والاحترام. إذ تنم عن وعي حقيقي بقواعد العلاقات الدولية المعاصرة، وفنون المفاوضات الدولية التي ترسخت في المجتمع الدولي تعبيراً عن تطور وتشابك الملفات الدولية علي نحو شديد التعقيد.



فواقع الأمر أنه لم تعد هناك فواصل واضحة بين الملفات الاقتصادية والسياسية والأمنية والعسكرية؛ ذلك أن منظومة واحدة متعددة المحاور باتت هي الصيغة المقبولة في إستراتيجيات الدول الواعية بتحدياتها في سبيل تحقيق طموحات شعبها في حياة كريمة حرة، لا تفتر في دعم الطموحات الشعبية المتصاعدة دائماً.

علي هذه الخلفية، يمكن تناول الجولة الأخيرة للرئيس السيسي، والتي زار فيها عدة دول أفريقية، وامتدت إلي العاصمة الأمريكية واشنطن. وفي هذا السياق أود الإشارة إلى عدد من الملاحظات، أوجزها فيما يلي:

• الدور المصري الرائد في أفريقيا لا يمكن استعادته دون ما تقوم به مؤسسة الرئاسة من نشاط كبير يعبر عن إدراك حقيقي بأهمية قيادتها للدبلوماسية المصرية بين الأشقاء الأفارقة الذين دائماً ما عبروا، في السابق، عن استعلاء مصري، فكان تراجع النفوذ المصري في أفريقيا والذي لمسناه في ملف سد النهضة، الذي أكاد أن أُجزم أن دبلوماسية الرئيس السيسي تحديداً هي المسؤولة عن ما تحقق فيه من تقدم باتجاه المحافظة علي الحقوق المصرية باعتبارها من دعائم الأمن القومي، دون الاصطدام بطموحات الأشقاء الأفارقة في التنمية.

• لا ينفي ذلك أبداً، ولا يقلل من قدر الجهد الكبير الذي تبذله وزارة الخارجية، تحت قيادة الوزير المتميز سامح شكرى بحنكته السياسية الهادئة والوقورة التي تُضفي الكثير من المصداقية علي التوجهات المصرية علي الساحتين الإقليمية والدولية علي حد سواء.

• التوافق الذي يحققه الرئيس السيسي في نسج خيوط علاقات متميزة ومتينة مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، شهد العالم كله بها، إذ طالما أعلن ترامب عن بالغ تقديره للرئيس السيسي وسياساته، في الوقت الذي يشهد العالم فيه أيضاً صدامات حادة يحققها ترامب علي المستوى الدولي، بل والمحلي داخل بلاده. والأمر هنا يعكس قدرة الرئيس السيسي علي التفاوض والتعبير بقوة عن ثقل مصر، وأهميتها في المنطقة، بحيث لا يمكن للولايات المتحدة إخراجها من دوائر أمنها القومي، مهما ذهب البعض إلي انحسار أهمية منطقة الشرق الأوسط في الأجندة الأمريكية.

• الصورة الذهنية لمصر في مجال حقوق الإنسان تحسنت إلي حد بعيد بحيث لم تعد أبداً تشكل مأخذاً دولياً علي مصر كما كان دائماً، والأمر هنا يعود إلي ما حققته مصر في هذا الملف من تحسين مستمر يعكس بصدق صحة توجهاتها نحو بناء دولة مدنية حديثة. ويبقي في هذا الإطار الدور المهم الذي ينبغي أن تنهض به المنظمات الحقوقية الوطنية والمتمثل في إبراز هذا التحسن المستمر أمام عيون العالم، وفي كافة المحافل الدولية.

• دبلوماسية الرئاسة الواثقة في أفريقيا، ينبغي أن تواكبها وتسير علي خطاها الكثير من محاور العمل الوطني، سواء بالدبلوماسية البرلمانية، أو الدبلوماسية الشعبية، وبطبيعة الحال الدبلوماسية التقليدية التي تمثلها وتنهض بها وزارة الخارجية المصرية. إذ ينبغي أن تشكل خطوات الرئيس في أفريقيا محاور عمل جادة تدرسها وتبحث سُبل تطويرها كافة المؤسسات الرسمية وغير الرسمية، سواء في المجالات السياسية أو الاقتصادية. ذلك أن ترابطاً مع أفريقيا تحديداً لا يمكن أن يتحقق علي نحو ما نريد إلا بانخراط المجتمع المدني فيه إلي جانب المؤسسات الرسمية. وفي هذا الإطار ينبغي أيضاً التأكيد علي أن أفريقيا متعطشة دائماً للقوة الناعمة المصرية لما حققته تاريخياً من تقارب شديد بيننا وبينهم.

  وفي الأسبوع المقبل بإذن الله نستكمل رصد ما تحققه مصر من خطوات واثقة علي الساحتين الإقليمية والدولية، بما يعبر بالفعل عن أن مصر علي الطريق الصحيح تسير بجهد أبنائها المخلصين.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز