عاجل
الثلاثاء 19 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
في حضرة الملوك

في حضرة الملوك

بقلم : أيمن عبد المجيد

في حضرة ملوك مصر الفراعنة، خوفو وخفرع ومنقرع، وحارسهم أبو الهول الأمين، الصامد في مواجهة تحديات آلاف السنين، جلس قادة الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، وممثلو منتخباته منبهرين.



هيبة وجلال المكان، الضارب في جذور التاريخ سبعة آلاف عام، أضفت على قرعة كأس الأمم الإفريقية، عظمة وبهاء، يليق بمصر التي شهد العالم وهو يشاهد الحدث، على تعاظم قدرتها، واستعادتها لمكانتها.

لم يكن النجاح المتحقق، وليد صدفة، ولم يكن اختيار مسرح الصوت والضوء بسفح الهرم، ارتجالًا، بل هو انعكاس لعقل نظام ٣٠ يونيو، الذي يعمل على النهوض بالدولة المصرية، وفق استراتيجية تعظيم القدرة الشاملة للدولة.

وللوقوف على أبعاد تلك الاستراتيجية، يتطلب الأمر منك، خلع نظارتك السوداء، وإطلاق العنان لضميرك، لترى بعين الحق والموضوعية، عين البصيرة لا البصر.

"سونج" النجم الكاميروني، جاء حاملًا كأس بطولة الأمم الإفريقية، إلى مطار القاهرة، استقبلته فتاة مصرية، بزي فرعوني، لتصحبه إلى حافلة مكشوفة، تجوب به شوارع القاهرة، في طريقه إلى الجيزة؛ حيث الحفل المبهر في سفح الهرم.

الرحلة منذ نزوله من الطائرة، نُقلت على الهواء عبر بث مباشر، على الصفحة الرسمية للاتحاد، فضلًا على مئات الفضائيات، ليشاهدها مئات الملايين، التي اقتربت من المليار، حول العالم، عبر الفضائيات، والمواقع الإلكترونية وصفحات السوشيال ميديا.

العالم يرى جمال القاهرة، الرسالة البليغة: مصر آمنة، قادرة على التنظيم الاحترافي، الذي يناهز الدول العظمى بالعالم.

مصر آمنة، رسالة قوية، تهدم كل ما سعى إليه الإعلام والأجهزة المعادية، من صورة ذهنية مشوهة.

بالأمس القريب، في مؤتمر صحفي للرئيسين السيسي وترامب، تحدث الرئيس الأمريكي، عن انبهار زوجته بالأهرامات، إحدى عجائب الدنيا السبع، في زيارتها الأخيرة لمصر، واليوم العالم يشاهد الحدث العالمي، في حضن الأهرامات، قطعًا، هي دعاية قوية غير مباشرة للسياحة المصرية، لم يكن لها أن تتحقق بملايين الدولارات.

مصر الحديثة، الذكية، التي تعمل وفق استراتيجية، ترميم وتعظيم القدرة الشاملة، بأبعادها العسكرية، والاقتصادية، والسياسية، والدبلوماسية، وفِي القلب منها القدرة البشرية.

مصر الذكية، التي طوّرت وحدّثت منظومتها التسليحية، لتعظم القدرات الدفاعية، قدرة الردع، لتحمي منجزاتها وثرواتها، وما يتحقق من تنمية.

مصر الذكية، التي أدركت أن لُحمتها الداخلية، وبناء حصون الوعي، هما السبيل لكسب دعم الشعب للجراحات العلاجية التي تلجأ إليها القيادة السياسية.

مصر الذكية، التي تؤمن بأن المصداقية مع الشعب، تتطلب علاجات حقيقية، لمشكلاته المعيشية، وفي القلب منها العدالة الاجتماعية، بالقضاء على العشوائيات، وحصر الدعم في مستحقيه، والنهوض بالخدمات الصحية والتعليمية، لبناء الإنسان المصري، العقل والجسد.

مصر الذكية، التي تُجيد استثمارًا متعدد الأبعاد للحدث الواحد، فتنظيم كأس الأمم الإفريقية، يبعث رسالة للعالم، أن استثمار مصر في استقرارها نجح.

ينعش السياحة، بما ستستضيفهم مصر، من منتخبات لـ24 دولة، وما يتبعهم من طواقم فنية، ومشجعين، وما سيظل عالقًا بأذهانهم من خبرات عن مصر، وما ستنقله كاميراتهم وأجهزتهم المحمولة ووسائل إعلامهم، عن مدن مصر ومعالمها وآثارها.

ستظل مصر طيلة البطولة، محط أنظار مئات الملايين، ستظل قدرتها على التنظيم، مثار إعجاب، وهي أحد أساليب القوى الناعمة، في تصحيح الصورة الذهنية عن الدولة، بما لذلك من انعكاسات إيجابية كبيرة، على جذب الاستثمار، واستعادة السياحة.

فرصة، للنهوض بالبنية التحتية للمنشآت الرياضية، أبعاد سياسية، ودبلوماسية، واقتصادية، جميعها قد تكون مكاسب غير مرئية، فالجانب الرياضي ليس وحده المكسب من هذا الحدث العالمي.

مثل تلك الفعاليات، والمؤتمرات، باتت استراتيجية، لتحقيق حزمة من الأهداف المتوازية، التي تبدأ وتنتهي، عند هدف النهوض بالدولة المصرية، واستعادة مكانتها، وبناء شراكات بناءة مع دول العالم.

مؤتمر شباب العالم، وملتقى شباب إفريقيا، جميعها أسهمت في تصحيح الصورة الذهنية، وهدم الشائعات، التي روجت ضد هذا الوطن، أسهمت في إنعاش السياحة، وتصحيح الفكر.

قدرة الدبلوماسية المصرية، تعاظمت، فمصر رئيس للاتحاد الإفريقي ٢٠١٩، عدنا بقوة لقلب إفريقيا، والرئيس السيسي، عاد بالأمس من جولة خارجية، شملت "غينيا، وأمريكا، وكوت دي فوار، والسنغال"، أي ثلاث دول بغرب إفريقيا، لم يزرها رئيس مصري، منذ عهد عبد الناصر.

الرسالة: مصر آمنة، قادرة، استعادت مكانتها، وتسير نحو الحداثة بقوة، حاملة الخير، لشعبها وأمتها العربية وقارتها الإفريقية، والمحبين للحياة في العالم.


على هامش الحفل

- الإعلامي يعقوب السعدي، عكس محبة الشعب الإماراتي لمصر، ومصر وشعبها يبادلون أبناء زايد الخير، والإمارات قيادة وشعبًا حبًا بحب.

يعقوب الساعدي، وتغطية قناة أبو ظبي الرياضية، في اعتقادي أفضل تغطية، للحدث، فقد أبدع وفريق عمله، في إلقاء الضوء على الإنجازات المصرية، في الحاضر، وعلى عبق تاريخ مصر، وعظمة شعبها وثقافته، وتراثها ومبدعيها، وقيمها، وجمالها.

- مريم أمين، إعلامية لديها إمكانيات لغوية، تتحدث الإنجليزية والفرنسية بطلاقة، فضلًا على حضورها القوي، منحت الفرصة، فكان تقديمها للحفل الذي شهده مئات الملايين، ميلادًا إعلاميًا جديدًا لها.

كل لحظة ومصر إن شاء الله أقوى.

[email protected]

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز