عاجل
الثلاثاء 19 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
مصر التي في خاطري

مصر التي في خاطري

بقلم : جميل كراس

منابر "المساجد" تعانق أجراس "الكنائس"



*مئوية الثورة وراية المواطنة*

 

أيام قليلة مضت على مرور العيد المئوي لكبرى الثورات في تاريخ مصر ضد الاستعمار 1919، التي انطلقت من داخل رحمها أول شهادة ميلاد حقيقية لمفهوم يعني إيه وحدة وطنية أو مبدأ المواطنة، الذي تجلى بوضوح لمعدن وطبيعة الشعب المصري الاصيل وبما يمثله من توحد حول الوطن ويعضد من قوته أو صلابته في مقاومة الأعداء، وهذا سر عظمة مصر وقوتها عند الشدائد.

وقد شهدت تلك الثورة الخالدة هتاف تاريخي ولد معها لأول مرة ومنذ قرن من الزمان وما زال المصريين يهتفون به "يحيا الهلال مع الصليب"، ولا ننسى ذلك التلاحم التاريخي بين اطياف الشعب في ثورته العظيمة يوم 30 يونيو الذي أنقذ مصر من مؤامرات دولية كبرى، وحفظت تراب هذا الوطن المقدس وسلامته.

فلم تستطع قوة أن تفرق بين المصريين (مسلمين ومسيحيين) رغم المحاولات المستميتة من جانب الأعداء والمتربصين بمقدرات الوطن للعمل على بث روح الفرقة وكسر ارادة الشعب وتفتيت وحدتهم.

حتى أيامنا هذه.. المحاولات الدنيئة والفاشلة لم تتوقف أو تنتهي لشق الصف الوطني والحض على كراهية الآخر وهكذا؟!

وهناك أساليب أخرى أكثر التواءً يلتفون حولها هولاء الأوغاد وهم يضمرون الشر لهذا الوطن وبين الحين والآخر.

فها هي تلك المجموعات المنبوذة أو الشاذة التي خرجت عن السياق تدعو للتكفير حتى بين أبناء العقيدة الواحدة، وليس فقط بين القبطي وأخيه المسلم، ودعوات أخرى تؤجج المشاعر لأحداث الفتن ونحن نعلم بأن الاتحاد هو مصدر القوة للشعوب وما دون ذلك بمثابة ضعف وانهيار أمام العدو ولأن مصر ستظل دومًا مقبرة للغزاة.

وعودة إلى أم الثورات المصرية وباكورتها التي عبرت عن قوة وإرادة المصريين دون أقنعة أو تزييف للحقائق والتي من خلالها انطلق أيضًا المصريون لمرحلة البناء لوطنهم الحر والمستقل الذي تسوده الحرية والعدالة الاجتماعية وتحت راية دستور مصري اصيل.

وكلمة حق يجب ان تذكر بان مفهوم المواطنة لم يكن له دليل او سند قوي إلا من خلال ثورة المائة عام التي مضت، وواكب ذلك تيار قوى من المد الثوري لم تتوقف فيها شعارات المقاومة ومظاهرات المطالبة بالاستقلال وكذلك لم تتوقف صيحات النضال التي هزت اركان العدو الاستعماري البريطاني حينذاك.

علينا إذن أن نستعيد الذكريات الوطنية المجيد في تاريخ مصر ونفخر بوحدة المصريين في كل وقت وبعد ان باتت منابر المساجد في عناق موحد مع أجراس الكنائس.. لتحيا مصر.

وسرعان ما نتجاوز ايه امور تريد النيل من وحدة الوطن ونعمل على ارساء وتفعيل مبدأ المواطنة من خلال دستور مصر والذي من خلاله تتحطم كل قوى الاعداء المتربصين بمصر ورغم ذلك مازالت المواطنة محل تساؤل او تفسيرات مستمرة لاسيما بعد صعود حركات التأسلم السياسي التي ترفض فكرة المساواة وتنحض على الكراهية في الوقت الذي يعترفون فيه بقبول فكرة الاستيعاب لقبول الاخر او رفضه ويعارضون فيه عبارة شركاء في الوطن!!

نحن نحتاج إذن أن تظللنا راية واحدة تحمل معاني العدالة والوحدة وتطبيق القانون على الجيمع دون تمييز او تفرقة.. مع اطلاق الحريات للجميع والتي لا تتعارض مع القيم والمبادئ والاخلاقيات الاصيلة عن المصريين.

وفي ختام تلك السطور اناشد كل وسائل الاعلام بمختلف صوره او اشكاله ان يستيقظون من غفوتهم التي طالت وليفتحوا امام كل المصريين افاقًا جديدة لدعم "المواطنة" تجمع ولا تفرق وايضًا هناك دورًا مؤثرًا يجب ان تقوم به دور العبادة (مسلمين ومسيحيين) للتأكيد على المواطنة ووحدة الشعب المصري الذي يعتبر حائط الصد الاول والاخير لقوة المصريين.

والله أكبر.. وتحيا مصر   

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز