عاجل
الثلاثاء 19 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
مصر تتغير

مصر تتغير

بقلم : أيمن عبد المجيد

نجاح أي نظام سياسي يُقاس بمدى قدرته على تحسين جودة الحياة، وتوفير حياة كريمة للمواطنين، وقد اختصر القرآن الكريم احتياجات الإنسان في قول الله تعالى: "الذي أطعمهم من جُوعٍ وآمنهم مِنْ خَوفٍ".



الأمن الغذائي، والأمن النفسي، كلاهما ضروري للحياة الكريمة، وربما كان دائمًا هذا هو مطلب المصريين، في حراكهم على مر العصور، لذا ثار الشعب في ٢٠١١، على الحياة غير الكريمة، على السكن في القبور، والعشوائيات، على طوابير العيش التي كان البعض يدفع فيها حياته ثمنًا.

ثم ثار ثورته التصحيحية، في الثلاثين من يونيو ٢٠١٣، عندما ساءت جودة الحياة، وأضيف لطوابير الخبز والوقود، تدنٍ في الخدمات، ومحاولة اختطاف مدنية الدولة، لإدارتها من قبل ميليشيات إرهابية.

لكن ماذا حدث في السنوات الأربع الماضية، دعونا نرصد بموضوعية، من أرض الواقع.

الكرامة الإنسانية، هل هناك إهدار لكرامة الإنسان أقسى من أن تقف في طابور تُقاتل لتحصل على بعض أرغفة من الخبز، هل هناك إهانة أكثر من الوقوف في طابور الموت في انتظار علاج، أو جراحة للخلاص من مرض عضال، فإذا بملك الموت أقرب لهم من العلاج.

هل هناك إهانة للكرامة، أكثر من العيش في عشش وعشوائيات؟ هل هناك إهانة للكرامة أكثر من البحث عن واسطة للعلاج؟ أو الإفطار في رمضان على شمعة بسبب انقطاع الكهرباء.

هل هناك ضرر أكثر من الخوف من النزول للشارع بعد العاشرة مساءً، أو أن تترك سيارتك أمام بيتك، فلا تجدها في الصباح، أو أن يستوقفك لصوص ويلقون بك، خارجها ليفروا بها.

كل هذا عاشه المصريون، رأي العين، كل هذا عاناه المصريون، ودفع بعضنا ثمنه حياته، بعض الأمهات كانت تبيت الليل، خوفًا على أبنائها، بعضهن كان يعاني للحصول على ألبان لأطفالهن.

اليوم وبعد أربع سنوات فقط، من العمل ليلًا ونهارًا، استطاعت مصر، تحت قيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي، وبإرادة سياسية حقيقية، تغيير هذا الواقع.

تغير الواقع، في ظل التحديات ذاتها التي حالت دون إنجاز غيره، وفي ظل تحدٍ أكبر، وهو الحرب المعلنة من دول داعمة للإرهاب، وفي ظل انهيار دول مجاورة كانت تستوعب ملايين العمالة المصرية، تلك التي عادت للوطن، بعدما شهده العراق وليبيا واليمن.

تغير الواقع، ووجد سكان العشوائيات، من يشعر بآلامهم، وينتشلهم من واقعهم القاسي، ويوفر لهم ولأبنائهم حياة كريمة، مسكنًا آمنًا، يليق بالإنسان المصري.

وجد من كان يخشى أن يصله ملك الموت قبل دوره في العلاج، من ينهي معاناته ويصل بالعلاج إليه، بل وحملات للكشف المبكر عن فيروس "سي"، للقضاء عليه قبل أن يفترس المزيد من أكباد المصريين.

انتهت طوابير الخبز، واختفت طوابير الوقود، والكهرباء تم إصلاح شبكاتها، وتدعيمها بشبكات حديثة، لتحقق مصر فائضًا في الطاقة الكهربية، وهو إنجاز، تحقق في عامين فقط، فضلًا عن محطات الطاقة الشمسية، واكتشافات الغاز، وغيرها من المشروعات في مجالات الطاقة، التي فتحت فرص عمل للآلاف؛ لتحقيق عيش كريم، لهم وأسرهم.

المعاناة في السفر لساعات طويلة من محافظة لأخرى، خفت حدتها بنسبة كبيرة جدًا، بعد ظهور شبكة الطرق الحديثة، ورفع كفاءات المتهالك من القديم.

معاناة الحياة، جزء منها عائد إلى غياب التنمية المتوازية في المحافظات، لسنوات طويلة، دفعت الباحثين عن عيش كريم للهجرة الداخلية، فاقتظت المدن الرئيسية، فواجهت الحكومات المتعاقبة الأزمة بكباري وأنفاق أسفل العمارات.

بينما السنوات الأربع الماضية، شهدت علاجات جذرية، بتوسعة رقعة العمران، عاصمة إدارية جديدة، و١٩ مدينة جديدة يتم إنشاؤها بمختلف محافظات مصر، من العلمين الجديدة غربًا، إلى الإسماعيلية الجديدة شرقًا، بما تتطلبه من بنى تحتية، وما تخلقه من فرص عمل وسكن كريم.

هذه الثورة الإنشائية، تستوعب ٣٠ مليون مواطن مصري، باكتمالها، وهو عدد يعادل ثلث سكان مصر، بما يسهم في وقف الضغط على المدن الحالية، بل ويفرّغ تكدسها السكاني، فتتحسن جودة الحياة، حل جذري لأزمات متراكمة، يقضي عليها لسنوات طويلة مقبلة، مستقبل أجمل لأبنائنا.

أسعار السلع الغذائية تحكمها نظرية اقتصادية، العرض والطلب، فكلما قل المعروض من المنتج في الأسواق، زاد سعرها، لذا توسعت الدولة بقيادة الرئيس السيسي، في استصلاح نحو نصف مليون فدان، ومستهدف مليون ونصف المليون، بالتوازي، وأنجز ١٠٠ ألف صوبة زراعية، والزراعات الحديثة، كثيفة الإنتاج، قليلة استهلاك المياه، لضخ كميات أكبر في السوق المصرية؛ لتنخفض الأسعار تدريجيًا، بحل عملي دائم، وحتى يتحقق المستهدف، تتدخل الدولة ببرامج حماية اجتماعية للأكثر احتجاجًا.

الأمن تحسن، بفضل تضحيات، الشهداء، وقوة الإرادة السياسية، انتصرنا على الإرهاب، وحاصرنا المجرمين، فتحسن الأمن في الشارع، وبات بإمكان المواطن أن يسير آمنًا على نفسه وأسرته في منتصف الليل.

تم تحديث تسليح الجيش المصري، وتعاظمت قوة معداته، لتناهز قوة عزيمة رجاله، قوة الردع لمن تسول له نفسه تهديد أمن الوطن، فرقاطتان وبارجات وطائرات مقاتلة، رافال، وغيرها انضمت لجيش مصر.

كل تلك المدن، والبنية التحتية، والمشروعات الصناعية، والزراعية، بلغ عددها ١١ ألف مشروع عملاق في أربع سنوات، بكلفة تريليوني جنيه، من أين أتت الأموال؟! وكيف؟! ربما لم يفكر بعضنا في هذا، ولن يتحدث الإرهابيون أعداء الوطن عن هذا، لأنهم يغمضون أعينهم ويضعون أصابعهم في آذانهم حذر صوت الحق.

مصر التي تبني، تحارب الإرهاب والفقر والمرض، والفساد، كل يوم فاسد يقع في قبضة الرقابة الإدارية، مصر تتغير وتتطور، تحت قيادة سياسية حقيقية، تملك الإرادة والقدرة على بناء غدٍ أفضل.

لذلك يشارك ملايين المصريين، في الاستفتاء على الدستور، للحفاظ على تلك المكتسبات، واستكمال الإنجازات، للقضاء على ما تبقى من تحديات.

من أجل غدٍ أفضل لشعب يستحق، ودماء شهداء بُذلت، ومشروعات تُستكمل، لأجيال قادمة، انزل شارك في الاستفتاء على التعديلات الدستورية.

عاشت مصر وشعبها الأبي.

http://[email protected]

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز