عاجل
الثلاثاء 19 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
إياكم.. ومصر المحروسة

إياكم.. ومصر المحروسة

بقلم : محسن عبدالستار

مصر لها مكانة عظيمة في محيطها العربي والإفريقي، وفضل هذا البلد على كل جيرانه كبير، ولولا ما مر به من أزمات لكانت حاله أفضل بكثير.



 فكم ذكرها الحكماء والخلفاء والمؤرخون بكلمات عظيمة.. وكم وصفها الواصفون في الشعر والأدب.. إنها أم الدنيا وعصبة العرب.

فمصر لم تكن يومًا وليدة حاضر قريب فقط، بل هي دولة التاريخ والحضارة، وهي الضاربة بجذورها عبر التاريخ، وهي التي ذكرها الله سبحانه وتعالى في محكم آياته: "ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ".

وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على عمق وجود مصر عبر التاريخ الطويل، الذي يزخر بقصص الأنبياء- عليهم وعلى نبينا الكريم السلام- بحضارتها الفرعونية العريقة، وحضارة نهر النيل، الممتدة بجذورها عبر التاريخ.. فهي صاحبة حضارة 7 آلاف سنة، بأهراماتها الشامخة، ومسلاتها العظيمة، وتماثيلها الكثيرة، التي تمثل متحفًا مفتوحًا للعالم.

إن الوطن أغلى ما في الوجود، هو الذي يضحي الإنسان بحياته دفاعًا عن ترابه، لأنه يستمد منه انتماءه وكيانه الإنساني.. لذا وجب علينا حمايته والدفاع عنه ضد الأخطار والأعداء، والاستعداد للتضحية من أجله، وأن نفديه بأرواحنا ودمائنا في أوقات الشدائد.

حب الوطن من الأمور الفطرية التي جُبل الإنسان عليها، فليس غريبًا أبدًا أن يحب الإنسان وطنه الذي نشأ على أرضه، كما أنه ليس غريبًا أن يشعر الإنسان بالحنين الصادق لوطنه عندما يغادره إلى مكان آخر للعمل أو التعليم، أو أي شيء من هذا القبيل، فما ذلك إلا دليل واضح على قوة الارتباط وصدق الانتماء للوطن العظيم.

وحين صنف الحجاج بن يوسف الثقفي العرب، في وصيته لطارق بن عمرو، قال عن المصريين:

"لو ولاك أمير المؤمنين أمر مصر فعليك بالعدل، فهم قتلة الظلمة، وهادمو الأمم، وما أتى عليهم قادم بخير إلا التقموه كما تلتقم الأم رضيعها، وما أتى عليهم قادم بشر إلا أكلوه كما تأكل النار أجف الحطب، وهم أهل قوة وصبر وجلدة وحمل، ولا يغرنك صبرهم، ولا تستضعف قوتهم، فهم إن قاموا لنصرة رجل ما تركوه إلا والتاج على رأسه، وإن قاموا على رجل ما تركوه إلا وقد قطعوا رأسه، فاتّقِ غضبهم ولا تشعل نارا لا يطفئها إلا خالقهم، فانتصر بهم فهم خير أجناد الأرض واتق فيهم ثلاثًا:

– نساؤهم فلا تقربهن بسوء وإلا أكلوك كما تأكل الأسود فرائسها.

– أرضهم وإلا حاربتك صخور جبالهم.

– دينهم وإلا أحرقوا عليك دنياك.

إن الفارق بين حب الوطن وخيانته أمر واضح لا يحتاج منا إلى إجهاد فكر حتى نتوصل إليه، وحتى لو كانت النوايا حسنة في حب الوطن، فلن تشفع أبدًا في اختيار الوسيلة غير المناسبة للتعبير عن ذلك الحب، كما يفعل البعض.

لقد حبا الله مصر بالكثيرين الذين يحبونها ويقدمون الدعم لها في المناسبات المتعددة، من علماء، وأطباء، ومعلمين، ومهندسين، وفنانين.

يتضح حب الوطن، أيضا من خلال الهجرة النبوية، عندما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: "أمَا واللهِ إني لأَخرجُ منكِ وإني لأعلمُ أنك أحبّ بلادِ اللهِ إلى اللهِ، وأكرمهُ على اللهِ؛ ولولا أهلكِ أخرجُوني منك ما خَرجتُ".

اللهم احفظ مصر وأهلها من كل سوء.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز