عاجل
الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
مصر على الطريق الصحيح (5)

مصر على الطريق الصحيح (5)

بقلم : عصام شيحة

  على خلاف ما يتوقع أو يريد أعداء الوطن، وتحت أي ظرف، لا يمكن الطعن فيما تمتلكه الدولة المصرية من رصيد ضخم في المنطقة، لم تفقده يوماً، بضغط من ظروفها الداخلية، وإن كانت أولويات مصر كان قد تم إعادة ترتيبها وفق ما مرت به من أحداث فارقة، كان يمكن أن تعصف بأمن واستقرار البلاد على نحو يُعرض المنطقة بأكملها إلى هزات لا يمكن التنبؤ بتوابعها. لو لم يكن الشعب قد التف حول قائده الرئيس السيسي، واضعاً فيه ثقته وتقديره لما رآه منه من جهدد ضخم، وإخلاص وطني راسخ.



  ولما كانت السياسة الخارجية دائماً ما تكون صناعة داخلية، بمعنى أنها تخرج من رحم القدرات المكونة للقوة الشاملة للدولة؛ فإن رصداً دقيقاً لتوجهات مصر الخارجية بالقطع يؤكد صحة وسلامة السياسات المتبعة في الداخل، والتي أفرزت سياسة خارجية أعادت لمصر ثقلها في المنطقة.

  ولو اتخذنا من الملف الليبي وحده نموذجاً لرصد وتقييم توجهات الدولة المصرية، لكان لنا أن نُشير إلي ما يلي من ملامح لا ينبغي أن تغيب عن كل مُنصف موضوعي:

• تشكل ليبيا جانباً مهماً للغاية للأمن القومي المصري، وما تمر به الدولة الليبية الشقيقة من ظروف صعبة تطعن بشدة وتشكك في إمكانية بقاء الدولة؛ فقد تكاثرت على الأراضي الليبية جملة من أعداء مصر، دعموا الجماعات الإرهابية بالمال والسلاح، واستخدموا الحدود المفتوحة بين مصر وليبيا في عمليات تهريب، تستهدف زعزعة استقرار مصر، وتشتيت جهودها المكثفة في شمال سيناء تحديداً. وبالفعل تمكنت مصر بيقظة قواتها المسلحة من ضبط العديد من الأسلحة، المهربة عبر الحدود الليبية، فضلاً عن عناصر إرهابية قادمة من ساحات القتال في سوريا والعراق، تم نقلها إلى الأراضي الليبية، تمهيداً لدخولها إلى مصر، وتنفيذ مخططاتها الإجرامية.

• اتخذت مصر موقفاً راسخاً من الأزمة الليبية يرتكز على الحرص على وحدة وسلامة الأراضي الليبية، وصيانة حقوق الشعب الليبي الشقيق في اختيار طريقه صوب إعادة بناء دولة ذات سيادة، تملك قرارها، وتصون مقدراتها. من هنا كان الوقوف المصري الصارم والصلب مع الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، الذي يقود حرباً شرسة مع الجماعات الإرهابية الموجودة على أراضي بلاده.

• الخلاف الدائر بين فرنسا وإيطاليا بشأن الأزمة الليبية أدارته مصر بحكمة ووعي بطبيعة الأوضاع في ليبيا. ورغم أن هذا الخلاف الأوروبي على الأرض الليبية قد أسفر عن تأجيل التوصل إلى اتفاق يلبي طموحات الشعب الليبي في الأمن والاستقرار، إلا أن مصر تمكنت من تمرير فرص حقيقية لرأب الصدع في الموقف الأوروبي إلى حد كبير. فلعبة المصالح، وهي جوهر العملية السياسية إجمالاً، وضعت فرنسا إلى جوار المشير حفتر، بينما قادت إيطاليا دعماً لحكومة السراج في طرابلس، رغم عدم قدرة هذه الحكومة على بسط نفوذها، وضعف قناعة الشعب الليبي بقدرتها على إحكام قبضتها على الدولة؛ إذ وقفت عاجزة، إن لم نقل مُتساهلة أمام تدفق السلاح والعتاد والعناصر الإرهابية على الأراضي الليبية دون انتباه كافٍ لتبعات هذه الممارسات.

• استطاعت مصر تقديم المساندة الدولية للشعب الليبي، من خلال سياسة حكيمة أكسبت الجيش الوطني الليبي، تأييداً متصاعداً في مواجهته الحاسمة مع الإرهاب مؤخراً في طرابلس، تمهيداً لتنظيف الأراضي الليبية من كل التدخلات الخارجية الداعمة للإرهاب.

• والمتابع لأحداث هذا الملف يدرك تماماً وعلى نحو دقيق أن مصر هي السند والداعم السياسي الأول للجيش الوطني الليبي، ولست أشك أن الملف الليبي حضر وبقوة في زيارة الرئيس السيسي إلى البيت الأبيض مؤخراً، لاحظ أيضاً في ذلك الاتصالات التي تلقاها الرئيس السيسي من ألمانيا مؤخراً في أعقاب زيارة المشير حفتر إلى القاهرة، وألمانيا كما هو معلوم محرك رئيس للاتحاد الأوروبي على الساحة الدولية. وقد تبع ذلك اتصال من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالمشير حفتر، أكد بعده البيت الأبيض تأييده لجهود الجيش الوطني الليبي في مكافحة الإرهاب، بل وأشاد ترامب بقدرة وكفاءة المشير حفتر وثقته في قدرته على تحقيق الأمن والاستقرار في بلاده.

  كانت هذه ملامح مصرية بالغة الوضوح تكشف صحة توجهات السياسة الخارجية المصرية، التي يقودها الرئيس السيسي بحنكة ورؤية عميقة، سرعان ما اكتسبت ثقة وتقدير العالم. ما يؤكد بالفعل أن مصر على الطريق الصحيح.
 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز