عاجل
الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
ليلة القيامة: السيد المسيح: "بالموت داس الموت"

ليلة القيامة: السيد المسيح: "بالموت داس الموت"

بقلم : جميل كراس

ليلة عيد القيامة المجيد الذي سيبقى على قمة الاحتفالات والأعياد المسيحية والمسيحيين، وفي تلك المناسبة الهامة التي تجمه كافة أطياف الشعب لتظهر من خلاله روح المودة والتآخي والتهنئة بالعيد رغم انف الكارهين الذين يكفرون ذلك!!؟



بل يشارك الإخوة المسلمين إخوتهم المسيحيين في الاحتفال والتهنئة ونحن في أحضان مصر أرض الخير والسلام واللُحمة الوطنية المصرية الخالصة.

وفي مساء هذا اليوم المجيد ينطلق قداس ليلة العيد بالكاتدرائية المرقسية الكبرى بالعباسية والتي تشهد حضورًا كبيرًا من المصلين والمشاركون والمهنئون أيضا من السادة الوزراء وكبار رجال الدولة والمسؤولين وكذلك رجال القوات المسلحة والشرطة وحضور ممثليهم مراسم وشعائر قداس العيد.

هذا اليوم الذي نستعيد من خلاله الأيام المباركة بقيامة السيد المسيح من الموت منتصرًا عليه ليهزمه وقيل في الكتب المقدسة السيد المسيح "بالموت داس الموت" وليبزغ لنا فجر جديد بالأمل والرجاء إلى الحياة الأبدية وبالقيامة قيل أيضا "أين شوكتك يا موت وأين غلبتك يا هاوية"..

والقيامة تعبر عن العهد الجديد الذي نعيشه أو نحيا فيه بالرجاء إلى ما بعد الحياة الأرضية المؤقتة التي سوف تنتهي طالت أم قصرت فالنهاية هي الحقيقة الوحيدة لحياة أي إنسان على الأرض والموت ثم فناء الجسد الذي يتحول إلى تراب فيما بعد هو عنوان الحقيقة.

فما أجمل أن نسرد بعض آيات الكتاب المقدس والإنجيل التي تعكس جمال الخليقة وروعتها من جانب "الله" الخالق جل جلاله ومن هذه الأقوال المباركة "طوبى للجياع والعطاش إلى البر لأنهم يشبعون ويشربون وطوبى للرحماء لأنهم يرحمون وطوبى لأنقياء القلب لأنهم يعاينون الله وطوبى لصانعي السلام لأنهم أبناء الله يرعون افرحوا وتهللوا فأنتم ملح الأرض ونور العالم".

فالقيامة دائمًا تذكرنا بالأمل المتجدد والرغبة في الحياة مع التقوى والبر والخير والأعمال الحسنة التي نتوجه بها إلى الله.

القيامة أيضا تعني حب الأوطان أو كذلك الوطن الذي نعيش فيه وفي صلوت القداس الإلهي بالكنائس دائما يصلي من اجل الوطن وسلامته من كل الشرور وكذلك الدعاء بأن يحفظ الله مصر ورئيسها والمسؤولين فيها والقائمين على أمورها والدعاء بأن يحفظهم الله جميعًا ويرعى الشعب.

إذن حب الوطن الذي نعيش فيه لم يكن مجرد عبارة أو كلام عابر يخلو من أي مضمون وقد عبر عن ذلك البابا المتنيح "المستريح" البابا شنودة الثالث بجملته الشهيرة التي تؤكد على عشقه للوطن والتي قال فيها "أن مصر ليست وطن نعيش فيه لكنها وطن يعيش فينا".

وعلى نفس الوتيرة عضد ذلك القول قداسة البابا تواضروس الثاني حينما قال "وطن بلا كنائس أفضل من كنائس دون وطن"، هكذا تتجسد معاني الحب والانتماء للوطن من جانب القيادات الدينية.

وليس ادل على ذلك أيضا حينما يحرص المسيحيون على إشعال الشموع بالكنائس من اجل الوطن وسلامته والسلام بين الجميع.

قيامة السيد المسيح تعلن أيضا عن قيامة مصر ودخولها إلى عهد جديد وآفاق مضيئة نحو المستقبل بعد طول فترة معاناة ومخاض صعب طوال السنوات الماضية.

فها هي كل كنائس المحروسة مصر تتزين وتتلألأ في أحلى صورها بكل مظاهر البهجة والفرح ونحن نتخلص من كبرى المؤامرات ونهزم الحقد والكراهية ونعلن عن مولد مصرنا الجديدة، فقيامة السيد المسيح عهد جديد في كل شيء، وكذلك قيامة مصر كي تعبر من مرحلة الظلمة إلى النور وبوحدة أبناء الوطن الذي وقف ضد كل المؤامرات وهزم الإرهاب وقوى الشر وآباد طيور الظلام إلى الأبد.

القيامة دائما تدعو لغد أفضل بعيدًا عن روح اليأس ونبرات الانكسار، فالمصريون دائما مفعمون بالوحدة التي تجمع ولا تفرق وسوف تظل وتكون العلاقة أزلية بين المسلمين والمسيحيين إلى يوم الدين فهكذا أراد الله لنا.

وقد ذكر ذلك من خلال الإنجيل المقدس بالآية المباركة عندما قال السيد المسيح "مبارك شعبي مصر"، دون تمييز أو تفرقة بين الناس وقد منح البركة لشعب مصر بصرف النظر إذا كان مسلمًا أو مسيحيًا.

لذا ستظل مصر مصونة ومحفوظة من كل المكائد أو الأخطار التي تحيق بها من جانب قوى الشر كما أن السيد المسيح قدم لها الرعاية والبركة وكانت ملجأ آمنا له منذ الطفولة في رحلة العائلة المقدسة إلى ربوع مصر.

كذلك عبر القرآن الكريم في هذا الشأن عن مصر المصونة ومن خلال الذات الالهية "ادخلوا مصر بسلام آمنين" فلا تستطيع أي قوة أن تنال منها أو تشق صفوفها الموحدة التي تحيا وتعيش بقلب الرجل الواحد.

عيد القيامة المجيد هو الأكبر في تاريخ الكنيسة المصرية والأعظم في حياة كل المسيحيين أو كما قيل في الإنجيل "الذي يعني البشارة المفرحة" بدون القيامة للمسيح تعتبر كرازتنا باطلة ولكونها محور كل نبوءات العهد القديم والكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد.

والعهد الجديد الذي ولد بقيامة السيد المسيح من الموت منتصرًا عليه دون غيره ولذا يطلق دائمًا كل مسيحي كلمة المسيح الحي إلى الأبد.

ولذا عبر قداسة البابا تواضروس الثاني من خلال تلك السطور بأن القيامة تقدم لنا صورة موجزة وحقيقية لعمق الإيمان المسيحي المستقيم ولأن قيامة المسيح هي القمة في الفرح وكما نعرف بأن القيامة قدمت وأعطت للأحداث معناها فلولا القيامة ما كان هناك كنائس ولا إنجيل وهذا يعني أن النور الذي بزغ من القيامة يعني الكثير بالنسبة لنا ومن كل أسفار العهد القديم والجديد وسائر البشارات وعندما يستقر الفرح بالقيامة داخل القلب تنبع من داخله حياة متغيرة إلى ما هو أحسن وهذا ما قاله السيد المسيح لتلاميذه قبل الصلب "كلمتكم بهذا لكي يثبت فرحي فيكم ويكمل فرحكم".

كما ان محبة الله الفياضة لنا نحن البشر ليس لها حدود وجعلته يصلب ويتألم ويقوم من الموت فكانت قيامته فرحة طاغية لحياتنا كي تمتلئ قلوبنا بالمحبة وعندما نصنع السلام مع كل أحد ومن اجل أي إنسان.

لقد عاش العالم يلهث وهو يبحث عن الفرح والسعادة في شتى المجالات ولكن ما تحقق من فرح أو سعادة ليس بالكثير بل كان نسبيًا وسرعان ما يضمحل أو يزول لكونه شيئا مؤقت وقد يزول أو ينتهي حتى وصل الأمر بالبعض إلى الدخول في متاهات الإلحاد وغياهب الظلام المميتة.

لقد جاءت القيامة لتعبر بالإنسان من حياة بلا معنى إلى حياة حقيقة نعيشها وصار العبور من الظلمة إلى النور هو المبتغى ولأنه موقف انتقالي يضمن للإنسان فرحًا حقيقيًا ودائمًا.

كما اختبر القديس بولس الرسول ذلك بقوله "لأعرفه وقوة قيامته وشركة آلانه متشبهًا بموته لعلي ابلغ إلى قيامة الأموات".

وكذلك عبر الإنجيل المقدس عن فرحة تلاميذ السيد المسيح وقت قيامته بهذه الكلمات المباركة "ففرح التلاميذ إذا رأوا الرب".

وكل عام وشعب مصر مسيحيين ومسلمين بكل خير ومحبة وسلام.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز