عاجل
الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
«فاريا ستارك» والإخوان (6) بريطانيا تطلق على الإخوان «طفلها المُدلّل»

«فاريا ستارك» والإخوان (6) بريطانيا تطلق على الإخوان «طفلها المُدلّل»

بقلم : د. فاطمة سيد أحمد

قبل أن نتحدث عن دور الإخوان فى مسألة الأسلحة الفاسدة فى حرب فلسطين عام 1948، علينا أن نذكر كيف تم إعدادهم لأداء هذا الدور والأكثر من ذلك ما ذكرته «فاريا» فى مذكراتها وإن كانت أسرعت بالتواريخ إلا أننا سننقل نصها حتى نقف على إجرام تلك الجماعة وخيانتها وإرهابها للشعب المصرى منذ أن وجدت حتى الآن، تقول فاريا : كنت فرحة بسر نجاحى فى بناء تنظيم الإخوان ولذا كان الجميع «تقصد الساسة البريطانيين» معجبين بى فى تلك المسألة وكانت لدىّ رغبة شديدة فى الانتماء إلى الإخوان وقد كان إسهامى فى زمن الحرب «تقصد الحرب العالمية الثانية» ملموسًا  فقد صار الإخوان حاشية من الحواشى الكثيرة فى المجهود الكبير الذى حشدته الديمقراطيات الغربية للنيل من المطامح النازية والفاشية فى الشرق ، وفى عام 1943 قررت وزارة الإعلام البريطانية أن أقوم بجولة لإلقاء بعض المحاضرات فى أمريكا عن المسألة الفلسطينية ووافقت على القيام بهذه المهمة وبذلك نقلت الميزانية المخصصة لى وتقاريرى عن الإخوان إلى «كريستوفر سكيف ورونالد فاي» فى القاهرة، كان العدو قد بدأ ينسحب عند هذه المرحلة وكان الذين لم يكونوا ملتزمين من قبل بحركة الاخوان قد بدأوا يتدافعون عليها بأعداد كبيرة كان هناك نحو أربعة وثلاثين ألف عضو فى شهر مايو عام 43 وبنهاية العام كان ما يزيد على أربعين ألف عضو قد انضموا إلى هذه الحركة قادمين إليها من مئات البلدان والقرى فى سائر أنحاء مصر، العراق، وفلسطين، وكان من الصعب فى فلسطين وحدها تجنيد أعضاء عرب لهذه الحركة نظرًا لأن «لولى أبو الهدا» وهى إحدى مساعداتى فى مسألة الإخوان قامت بتجنيد زوجات وأخوات وأمهات الرجال الذين كانوا مشتبكين فعلًا فى نضال حياة أو موت ضد المقاتلين اليهود.. كان لدى السفير لامبسون فى القاهرة ورشيروك وليامز فى لندن أسباب وجيهة لقلقهما من حجم طفلى المدلل «حركة الإخوان» وقوته، حيث كانت هناك قبل الحرب وبعدها مخاوف لدى وزارة الخارجية مفادها أن وضع هذه الشبكة فى الأيدى غير المناسبة يمكن أن يجعل منها سلاحًا ذا حدين وتواصل الجدل حول ما ينبغى عمله بشأن هذه الشبكة بعد توقف المعارك، كانت المسألة فى العراق مطروحة وخاصة عندما قامت حكومة ما بعد الحرب بإلغاء حركة الإخوان عندما غادرت القوات البريطانية والمستشارون البريطانيون البلاد، فى حين وقعت حركة الإخوان فريسة للصراع بين المستوطنين اليهود والعرب أصحاب الأرض وملاكها.. لكن الأمر كان مختلفًا فى مصر، فلم يكن البريطانيون مستعدين للتخفيف من قواعدهم أو سيطرتهم على قناة السويس والاحتفاظ بحركة موالية لبريطانيا لتستطيع التأثير على الرأى، وقد بدت هذه فكرة طيبة، وفى عام 1947 عندما تقاعد «مايلز لامبسون» كانت السفارة البريطانية تدفع تكاليف مساعدة ودعم إخوان تقدر بنحو 78 ألف عضو ينتمون إلى 4800 لجنة على الرغم من إشاعة الإخوان أن هدفهم غير سياسى وإنما هو هدف تعليمى خالص. 
لكن تلك السنوات كانت بمثابة سنوات الاضطراب التى سبقت الانقلاب الذى قام به الضباط الأحرار فى مصر، وفى خريف 1951 تنكر حزب الوفد للمعاهدة البريطانية - المصرية، الأمر الذى أجبر البريطانيين للجوء لإجراءات مضادة أقوى وأشد ضد حرب العصابات الوطنية، وكانت هناك حملة صحفية قاسية قد بدأ شنها على الإخوان الذين أصبحوا عند هذه المرحلة محل شك شديد كانت هناك قنابل بمكاتب الإخوان فى القاهرة وقد انفجرت إحداها فى مكتب الإخوان بالإسكندرية، وفى عام 1952 كان الموقف البريطانى فى مصر مهتزًا وجرى البحث عن ملفات عضوية الإخوان، كما صدرت فى هدوء من السفارة أوامر إلى «رونالد فاي» الذى كان مديرًا للإخوان بمغادرة البلاد وبعد ذلك بأيام قليلة تم إحراق مركز القاهرة وصدر بيان رسمى يحظر حركة الإخوان، وفى ليلة 22 - 23 يوليو قامت وحدات الجيش المصرى الذى كان منهم أعضاء فى تنظيم الإخوان السرى بالاستيلاء على الأماكن الرئيسية فى العاصمة، وبذلك تكون الثورة المصرية قد انتصرت بقيادة المقدم جمال عبدالناصر الذى كان وقتها فى العام الرابع والثلاثين من حياته وبعد ذلك بعام وبصورة تهكمية عقب محاولة اغتيال المقدم جمال عبدالناصر جرى قمع حركة الإخوان المسلمين.. «انتهى كلام فاريا» التى تعترف بعنف الإخوان  وإجرامهم ومحاولة اغتيال الرئيس عبدالناصر إلا أنها وبكل تبجح تذكر أن قمع حركة الإخوان جاء بصورة تهكمية, والأكثر أنها أكدت أنهم وراء حريق القاهرة، هذا بعد ما قالته عن الدعم المادى البريطانى للإخوان ودورهم كوسطاء بين المستوطنين اليهود والعرب والأكثر أنه كان فى حوزتهم قنابل يرهبون بها الشعب المصرى.. (يتبع)



تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز