عاجل
الإثنين 13 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
لوبي الإخوان الأخير.. في واشنطن

لوبي الإخوان الأخير.. في واشنطن

بقلم : هاني عبدالله

منذ العام 2014م (أى فى أعقاب سقوط حكم الإخوان فى مصر)، كان أن سعى «تنظيم الإخوان الدولى» إلى تغيير عديدٍ من أوجهه [المتحركة] على الساحة الدولية (والأمريكية، منها، على وجه الخصوص).. وفيما أسس المهاجرون من «إخوان مصر» داخل الأراضى الأمريكية كيانًا جديدًا يحمل اسم «المصريين الأمريكيين من أجل الحرية والعدالة» (EAFJ)؛ للضغط من أجل دعم عودة جماعة الإخوان (الإرهابية) للحياة السياسية فى مصر؛ كان أن أسس «إخوان أمريكا» ما يُعرف بـ«المجلس الأمريكى للمنظمات الإسلامية» (USCMO).. وكان هذا فى مارس من العام 2014م.


.. والمجلس عبارة عن ائتلاف من المنظمات المحلية الأمريكية، التى أسهم فى نشأتها– من حيث الأصل– تنظيم الإخوان الدولى (المهدد بتصنيفه منظمة إرهابية من قبل «البيت الأبيض» فى الوقت الحالى)؛ إذ يُنسق تحركاته مع كل من: مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية (CAIR)، والجمعية الإسلامية الأمريكية (MAS)، وجمعية المسلمين الأمريكيين من أجل فلسطين (AMP)، والمعهد العالمى للفكر الإسلامى (IIIT)، والدائرة الإسلامية لأمريكا الشمالية (ICNA).. وهى جميعها تنظيمات «إخوانية النشأة» تمامًا.
وفى حين يرفع المجلس لافتة التواصل والتنسيق (كجماعة ضغط) بين الجمعيات الإسلامية العاملة داخل الولايات المتحدة الأمريكية؛ فإنه يتبنى– بشكل كامل– أجندة تنظيم الإخوان الدولى بالمحافل المختلفة، ويُمهد لها، بالتعاون مع كل من: حزب العدالة التركى، و«الدويلة القطرية» الداعمة للإرهاب (أى أنه لوبى الإخوان الأخير فى واشنطن).

منذ 30 يومًا، على وجه التحديد، قدَّم المجلس، الذى يقوده «أسامة جمال» (وهو من داعمى الأجندة الأردوغانية، بشكلٍ مباشر) شهادته الخامسة– منذ تأسيس المجلس- أمام الكونجرس، عن أوضاع الجالية الإسلامية، هناك.. أى أنَّ «المجلس» (أو اللوبى الإخوانى) دشن تعامله– بالوقت الراهن– كمتحدث باسم الجالية الإسلامية فى أمريكا.. وذلك، فى إعادة تدوير للعبة ذاتها، التى لطالما احترفها «تنظيم الإخوان الدولى»، منذ بواكير حركته داخل أمريكا الشمالية.. إذ كان فرض سيطرة الإخوان على «الجالية الإسلامية» (تحت مزاعم الدفاع عن قضايا المسلمين)، هو البوابة التى صنع من خلالها تنظيم الإخوان الدولى صلات ووشائج قوية مع عددٍ من دوائر صُنع القرار الأمريكية.
.. والتنبه لتلك النقطة– على وجه التحديد– يُمثل أهمية قصوى عندما نتحدث عن الخطوات [العملية] التى يجب اتخاذها عند الحديث عن التصنيف الأمريكى للإخوان كجماعة إرهابية.. إذ يجب تفكيك تلك الوصاية أيضًا؛ وحظر التعامل داخل «الدوائر الرسمية الأمريكية» مع المنظمات الإخوانية فى أمريكا الشمالية، بتفريعاتها الممتدة.
ولعله من المناسب– فى هذا السياق– استدعاء شىءٍ من إرهاصات «النفوذ الإخوانى» داخل أمريكا؛ حيث كان للجماعة (الإرهابية) نصيب الأسد من السيطرة على أغلب الجمعيات والمنظمات الّتِى ترفع لافتة «الإسلامية» هناك.. وبحلول العام 1960م، كان أن أنشأ «الإخوان» عددًا من الأسر، بجميع أنحاء الولايات المتحدة.. وكانت البداية بولايات: «إنديانا»، و«ميتشجان»، و«إيلينوى».

فى العام 1962م، شكل سعيد رمضان (صهر مرشد الإرهاب المؤسس، حسن البنا) رابطة العالم الإسلامى- كأول منظمة دولية للإخوان، وبعد ذلك بوقت قصير؛ أنشأ الإخوان فى الولايات المتحدة جمعية الطلاب المسلمين (MSA)، أو «اتحاد الطلبة المسلمين فى الولايات المتحدة وكندا».. وتم تأسيس الاتحاد فى يناير من العام 1963م، على أيدى مجموعة من الطلبة العرب إثر اجتماعهم فى «جامعة إيلينوى»، إذ كان بينهم عدد غير قليل ممن تصدروا ساحة العمل الإسلامى بالولايات المتحدة لوقت قريب، مثل: د. أحمد القاضى، ود. أحمد فريد مصطفى، ود. هشام الطالب، وجمال البرزنجى، ود. أحمد توتونجى، ود. أحمد صقر.
 وفى حين اختار مؤسسو الاتحاد مدينة «جارى» القريبة من شيكاغو؛ مركزًا رئيسيًا لأنشطته؛ حيث أصدروا، حينذاك، مجلة شهرية باسم «الاتحاد».. كان الاتحاد بمثابة «حجر الزاوية» لإنشاء عدد آخر من المؤسسات، مثل:
مركز التعليم الإسلامى (ITC)، والوقف الإسلامى لأمريكا الشمالية (NAIT)، وهو مركز مالىّ لأنشطة الإخوان فى الولايات المتحدة.. والاتحاد الإسلامى لأمريكا الشمالية (ISNA).. وانبثق عن هذا الأخير عديدٌ من الجمعيات، منها: رابطة الشباب المسلم العربى (MAYA).. وتنظيم الشباب المسلم بأمريكا الشمالية (MYNA).. والجمعية الطبية الإسلامية (IMA).. وجمعية العلماء والمهندسين المسلمين (AMSE).. وجمعية علماء الاجتماع المسلمين (AMSS).. واللجنة الإسلامية للعلاقات العامة (MPAC).
 وفى محاولة لخلق «كونفدرالية» حركية، تم تأسيس المعهد العالمى للفكر الإسلامى (IIIT)، فى العام 1981م، بضاحية «هيرندن» القريبة من العاصمة واشنطن.. وحظى المعهد بتمويل سخى من «مؤسسة الراجحى» السعودية، حتى منتصف التسعينيات، إذ انحسرت أنشطته فى وقت لاحق.. واتجه الكثيرون من العاملين به نحو إنشاء «الكلية الإسلامية للعلوم الاجتماعية» بضاحية «ليسبرج» التابعة لولاية فرجينيا.. كما تزامن تأسيس المعهد مع تأسيس الإخوان للمنظمة الإسلامية من أجل فلسطين (IAP)، ثم تلاه تأسيس المنظمة المتحدة للدراسات والأبحاث (UASR)، فى العام 1989م.. ومجلس المسلمين الأمريكيين، فى العام 1990م .. والجمعية الإسلامية الأمريكية، فى العام 1992م.. ومجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية (CAIR) فى العام 1994م.. ليمتد– خلال التسعينيات– بشكل كامل نفوذ الإخوان لنحو 29 منظمة، مثَّلت– فى مجملها– أغلب المنظمات العاملة داخل الساحة الأمريكية.
(للوقوف على التفاصيل الكاملة لتلك المنظمات، يُمكن الرجوع لكتابنا: كعبة الجواسيس : الوثائق السرية لتنظيم الإخوان الدولى/ مركز الأهرام للترجمة والنشر).

وبحلول منتصف التسعينيات– أيضًا- كان أن أوجد «الإخوان» لأنفسهم موطئ قدم داخل هيكل الحكومة الأمريكية والأوساط الأكاديمية، والمجتمع الدينى، ووسائل الإعلام، إذ كانت الجماعة تستهدف المجتمع الأمريكى على جميع مستوياته، بما فى ذلك: إدارات ومجالس التربية والتعليم، من أجل السيطرة على مناهج التاريخ الإسلامى، وكيفية تدريسها للطلبة الأمريكيين.. إذ إن الجماعة كانت تسعى لأن تكون «الكيان الوحيد» أمام الحكومة الأمريكية، الّذِى تُطلب منه المشورة فى كل ما يتعلق بالشأن الإسلامى (!).. وبحلول الألفينيات، كان التنظيم نفسه (بشكل عام) مكونًا أساسيًا فى برامج تغيير الأنظمة التى أدارتها «وكالة الاستخبارات المركزية» (CIA)، فى عهد «باراك أوباما» (!)
.. فهل آن الأوان لأن تضع «إدارة ترامب» كلمة النهاية لكل تلك الاختراقات [خاصة أن الوشائج بين عديدٍ من تلك المنظمات، ودعم الإرهاب لم تعد خافية]، ولها ما يدعمها من قرائن وأدلة (حتى لدى أجهزة الأمن الأمريكية، نفسها)؟.. ليس هناك– يقينًا- أقرب من الوقت (!). 



تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز