عاجل
السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
الإخوان.. "ولات حين مناص"

الإخوان.. "ولات حين مناص"

بقلم : محمود حبسة

تأتي الرياح بما لا تشتهي سفن الإخوان، ها هي الإدارة الأمريكية برئاسة الرئيس ترامب، تعلن عن توجهها إعلان الإخوان منظمة إرهابية، وفقا لما جاء على لسان سارة سانترز المتحدثة باسم البيت الأبيض، لم يعد أمام الإخوان مفر، لم يعد أمامهم ملجأ، لم يعد أمامهم أي مهرب من المصير المحتوم، من القدر الذي ينتظرهم أينما ذهبوا وأينما حلوا.



"الإخوان جماعة إرهابية" تلك الحقيقة التي باتت ناصعة كشمس الضحى لا تستطيع سحب النهار أن تحجبها، حقيقة بات الاعتراف بها من الجميع وإعلانها على الجميع مسلك لا مفر منه وقرار لا بد من اتخاذه، حقيقة لم تعد خافية على أحد حتى على الذين يساندون الجماعة ويمولونها والذين هم في حقيقة الأمر أكثر الناس دراية بها، فقط هي لعبة المصالح والأغراض السياسية المشتركة والمنافع المتبادلة، هي لعبة الاستقواء بالخارج من جانب الجماعة واستخدامها كمخلب قط من جانب من يستخدمها لتحقيق أغراض سياسية داخل دولة بحجم مصر.

لغة المصالح هي من حكمت العلاقة بين الجماعة وكل من أيدها بدءا بنظام الحمدين في قطر انتهاء بأمريكا في عهد الرئيس الأمريكي السابق ميشيل أوباما مرورا بتركيا، الأول يبحث عن دور سياسي في المنطقة يوسع به من حجم دائرة بلاده الضئيلة متناهية الصغر مستغلا ما لديه من أموال طائلة والثاني كان يستغل الجماعة لتحقيق مناورات سياسية وإيجاد البديل السياسي للنظام في مصر الذي يراهن عليه وقت اللزوم والثالث يسعى لإحياء حلم قديم ومجد تليد.

لم يتبق كثير من الوقت لكي يعلن العالم أجمع أن الإخوان منظمة إرهابية مهما بلغت قدرة الجماعة على التخفي، ومهما بلغ مدى حديثها عن المظلومية الكاذبة ومهما بلغت استثماراتها وانتشرت في العديد من دول العالم وتعددت وتشابكت مصالحها الاقتصادية معها، ومهما بلغ عدد أنصارها في المجالس النيابية بأمريكا أو بريطانيا أو في المراكز البحثية، حديثها يكذبه الواقع الذي يعيشه العالم وليس الشرق العربي فحسب، هذا الإرهاب الذي يضرب العالم أجمع من مصر إلى سريلانكا وإندونيسيا، لاسيما وأن سجل الجماعة في العنف غير خاف على أحد فهو يمتد منذ نشأة التنظيم السري برئاسة عبد الرحمن السندي عام 1938 وبدءا من مقتل النقراشي والقاضي الخازندار انتهاء بكل عمليات العنف التي مارستها بعد قيام ثورة يونيو من حرق الكنائس والاعتداء على الأقباط ثم تشكيل حركتي حسم ولواء الثورة لرصد تحركات ضباط الجيش والشرطة والاعتداء عليهم.

والأهم بل والدليل الدامغ على إرهاب الجماعة هذه العمليات الإرهابية التي شهدتها محافظة سيناء بعد ثورة يونيو مباشرة وهو الإرهاب الذي تورطت فيه الجماعة باعتراف أو بتصريح أحد قياداتها محمد البلتاجي عندما قال: "إن كل هذا العنف الذي تشهده سيناء سوف يتوقف في الثانية التي يتم فيها التراجع عما حدث يوم 3 يوليو 2013 وعودة محمد مرسي للحكم" وهو ما يؤكد وبوضوح حجم الترابط القوى بين جماعة الإخوان وجماعات الإرهاب في سيناء التي تتخذ لنفسها أسماء عديدة مثل أنصار بيت المقدس أو داعش، أصبح لدى الجميع يقين أن الإخوان كانت وستبقى الوعاء والجماعة الأم التي خرج من رحمها كل جماعات العنف من حركات الإسلام السياسي، وهو ما أكدته توصية مهمة صدرت من مجلس العموم البريطاني عام 2017. 

كذب الجماعة مثل عنفها غير خاف على أحد ولا ينطلي على أحد مهما امتلكت من قدرة على الكتابة في الدوريات الدولية من خلال المقالات التي يحررها عدد من قياداتها فلن تستطيع إخفاء حقيقتها، الجماعة ليست جماعة دعوية ولا تعمل من أجل السلام ولا من أجل خدمة المجتمعات التي تعمل وتتواجد فيها كما زعمت في بيانها التي ردت فيه على كلام المسؤولة الأمريكية، ولم يكن هدفها الأول غير السلطة والوصول لها بكل الطرق الممكنة وغير الممكنمة المشروعة وغير المشروعة، لا مفر من أن تواجه الجماعة حقيقتها التي سيواجهها بها العالم كله، لا مهرب من هذا المصير مهما طال الدعم القطري والتركي للجماعة فقطر ومعها تركيا لن يكونا بمقدورهما مواجهة الضغوط الأمريكية والانتقادات التي وجهتها الدوحة للتوجه الأمريكي الأخير الذي أعلنت عنه المتحدثة باسم البيت الأبيض لن تدوم، مصر ليست الدولة الوحيدة التي تعتبر الجماعة منظمة إرهابية فهناك العديد من الدول العربية مثل المملكة السعودية ودولة الإمارات والبحرين ودولة مثل كندا إضافة إلى دول عديدة سلكت هذا المسلك ويبقى أن تتخذ القرار.

مصر تمتلك سجل كامل عن إرهاب الجماعة وحجم عمليات العنف التي قامت بها في مصر منذ نشأتها وملف كامل أيضا بالعمليات الإرهابية بعد ثورة يونيو وكذلك تنوع وتشابك علاقاتها بجماعات الإرهاب المختلفة وكذا بالدول التي تدعم وترعى الإرهاب مثل قطر وهو ما يعلمه الجميع، ومن غير المستبعد أن يكون لمصر دور في هذا التطور في الموقف الأمريكي من الجماعة، لا سيما أن الحديث عن توجه أمريكا لإعلان الإخوان منظمة إرهابية جاء بعد زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي الأخيرة للعاصمة واشنطن ولقائه الرئيس الأمريكي وهو ما يؤكد قدرة مصر على التأثير على القرار الأمريكي، المؤكد أن دولا سوف تحذو حذو أمريكا بإدراج الإخوان كمنظمة إرهابية من هذه الدول دولة مثل بريطانيا، وسوف يكون للقرار تداعيات خطيرة من شأنها تقزيم الجماعة وتحجيم دورها حيث سيتم تجميد أصولها وتجفيف منابع الدعم والتمويل لها وغلق جميع المقرات والمؤسسات التابعة والحكم على أي شخص ينتمى لها أو يقوم بالتبرع لها بالسجن مدة لا تقل عن 20 عاما. 

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز