

د. شريف درويش اللبان
شباب سيناء ومكافحة التطرف الفكري (2)
بقلم : د. شريف درويش اللبان
أجرى د. فرج خيري عبد الجيد درويش، المدرس بقسم الصحافة المطبوعة والإلكترونية بكلية الإعلام جامعة سيناء، دراسة مهمة بعنوان: "انقرائية الأخبار ومقالات الرأي بالصحف الإلكترونية العربية وعلاقتها بالاتجاه نحو التطرف الفكري لدى الشباب السيناوي"، وقد استعرضنا في المقال السابق نتائج الدراسة التحليلية.
وفيما يتعلق بنتائج الدراسة الميدانية، أجابت الدراسة عن تساؤل مهم يتصل بانقرائية الأخبار ومقالات الرأي بالمواقع الإلكترونية المصرية والفلسطينية لدى الشباب السيناوي، حيث أشارت نتائج الدراسة إلى أن الشباب السيناوي عينة الدراسة يميلون لقراءة الصحف الإلكترونية الفلسطينية أكثر من الصحف الإلكترونية المصرية، حيث جاءت صحيفة "القدس" في الترتيب الأول بعدد 109 قراءات بنسبة 54.5% من إجمالي العينة، تلتها صحيفة "الأيام" في المركز الثاني من حيث سهولة القراءة بالنسبة للشباب السيناوي وموافقة ميولهم وطبيعة الموضوعات التي يفضلونها بعدد 96 قارئًا بنسبة 48%، في حين جاءت صحيفة "اليوم السابع" في الترتيب الثالث بعدد 53 قارئًا بنسبة 26.5%، تلاها موقع "المصري اليوم" في المركز الرابع من حيث سهولة القراءة بالنسبة للشباب السيناوي وموافقة ميولهم، وطبيعة الموضوعات التي يفضلونها بعدد 42 قارئًا ونسبة 21% من إجمالي المبحوثين، وقد يرجع السبب في ذلك إلى القرب المكاني بين محافظة شمال سيناء ودولة فلسطين، بالإضافة إلى رابط الدم والنسب بين بعض القبائل السيناوية والفلسطينيين ما يزيد من اهتمام الشباب السيناوي بمعرفة أخبار وقضايا الفلسطينيين.
وفيما يتعلق بطبيعة الموضوعات والقضايا الأعلى قرائية في المواقع والصحف الإلكترونية لدى الشباب السيناوي، جاءت الموضوعات السياسية على رأس ما يقرؤه الشباب السيناوي عينة الدراسة بنسبة 94.5%، تلتها في الترتيب الموضوعات الدينية، حيث أجاب 78% من أفراد العينة بأنهم يقرأون الموضوعات الدينية بالصحف والمواقع محل الدراسة، ثم جاءت أخبار الحوادث في المركز الثالث حيث بلغت نسبة قراءتها 60% من العينة، تلتها الموضوعات الاقتصادية التي بلغ عدد قرائها 96 مبحوثًا بنسبة 48% من عينة الدراسة، كما احتلت قراءة الموضوعات الاجتماعية المركز الأخير فيما يقرأ الشباب السيناوي حيث يقرؤها ربع مفردات العينة.
ويرى الباحث أن اهتمام الشباب السيناوي بقراءة الموضوعات السياسية يرجع إلى رغبتهم في متابعة الأحداث السياسية الجارية التي تتعلق بمنطقة شمال سيناء، أما اهتمامهم بقراءة الموضوعات الدينية فيرجع إلى ظهور الجماعات التي تزعم انتماءها للإسلام بكثرة في محافظة شمال سيناء ما يجعل الشباب يبحث عن حقيقة الدين وجوهره، خاصة أن ظاهر أفكار تلك الجماعات وشعاراتها تبدو عند من لا يعرفهم وكأنها من الدين. ويفسر الباحث قراءة الشباب السيناوي لأخبار الحوادث بأنهم كأقرانهم من الشباب يقرأون ما هو مثير أو غريب أو مشوق وهو ما تتصف به أخبار الحوادث.
وبالنسبة لدوافع قراءة الشباب السيناوي للصحف والمواقع الإخبارية الإلكترونية، فقد تنوعت دوافع قراءة الشباب السيناوي للصحف والمواقع الإلكترونية ما بين أسباب تخص الصحيفة منها مواكبة الأحداث الجارية واستخدام الصحيفة للصور المصاحبة للنص وترتيب الأفكار والصدق الذي تتمتع به الصحيفة من وجهة نظر المبحوثين، والتفرد عن وسائل الإعلام الأخرى في نشر بعض الموضوعات، وأسباب تخص القارئ منها فهم الموضوعات التي تتناولها الصحيفة والميل إليها، بالإضافة إلى تناول الصحيفة لموضوعات جذابة ومشوقة ويثق فيها القارئ.
وفيما يتعلق بمدى قراءة الشباب السيناوي للأخبار والمقالات بالصحف الإلكترونية العربية، اتضح أن الذكور يقرأون الأخبار بالصحف الإلكترونية العربية بصفةٍ دائمة بنسبة 57%، بينما بلغت نسبة من يقرأونها أحيانًا 38%، أما نسبة من لا يقرأون تلك الأخبار فبغلت نسبتهم 5% من عينة الذكور، أما الإناث فكانت نسبة من يقرأن الأخبار بالصحف الإلكترونية بصفةٍ دائمة 52.4% بينما بلغت نسبة من يقرأنها أحيانًا 35.7%، وبلغت نسبة من لا يقرأنها 12 %. ومن ثم يتضح أن الذكور أكثر قراءةً للأخبار بالصحف الإلكترونية من الإناث، حيث إن نسبة من يقرؤونها بصفةٍ دائمة أو أحيانًا بلغت 95.5% من الذكور، بينما بلغت نسبتهم عند الإناث 88%.
أما بالنسبة لمتغير التعليم، فقد اتضح أن طلاب الدراسات العليا من أفراد العينة أكثر قراءةً من طلاب الجامعة والذين يتفوقون على حاملي الشهادات المتوسطة في قراءة أخبار الصحف العربية الإلكترونية بصفةٍ دائمة أو أحيانًا، حيث بلغت نسبة من يقرأون تلك الأخبار من طلاب الدراسات العليا 100% بينما بلغت نفس النسبة عند الجامعيين 90.7% مقابل 88% عند ذوي التعليم المتوسط.
وبالنظر إلى العينة من حيث التخصص، وجد الباحث أن أصحاب التخصص الأدبي يقرؤون الأخبار بالصحف الإلكترونية العربية بنسبة 96.3% سواءً بصفةٍ دائمة أو أحيانًا يليهم في الترتيب ذوو التخصص العلمي والذين بلغت نسبتهم 91.8%، ويأتي في المرتبة الأخيرة حاملو الشهادات الفنية حيث بلغت نسبة قراء الأخبار بالصحف الإلكترونية منهم 87.8%.
كما اتضح أن الذكور يقرأون مقالات الرأي بالصحف الإلكترونية بصفةٍ دائمة بنسبة 47%، بينما بلغت نسبة من يقرأونها أحيانًا 28%، أما نسبة من لا يقرأون تلك الأخبار فبلغت نسبتهم 4% من عينة الذكور، أما الإناث فكانت نسبة من يقرأن مقالات الرأي بالصحف الإلكترونية العربية بصفةٍ دائمة 57.1%، بينما بلغت نسبة من يقرأنها أحيانًا 30.9%، وبلغت نسبة من لا يقرأنها 12% من عينة الإناث.
ومن هنا يتضح أن الذكور أكثر قراءةً لمقالات الرأي بالصحف الإلكترونية من الإناث، حيث إن نسبة من يقرؤونها بلغت 94.9% بينما بلغت نسبتهم عند الإناث 88% من إجمالي العينة.
أما بالنسبة لمتغير التعليم، فقد اتضح أن طلاب الدراسات العليا أكثر قراءةً لمقالات الرأي من طلاب الجامعة، والذين يتفوقون على حاملي الشهادات المتوسطة في قراءة مقالات الرأي الصحف الإلكترونية بصفةٍ دائمة أو أحيانًا، حيث بلغت نسبة من يقرأون تلك المقالات من طلاب الدراسات العليا 100% بينما بلغت نفس النسبة عند الجامعيين 59.3% مقابل 56.7% عند ذوي التعليم المتوسط.
وبالنظر إلى التخصص، وجد الباحث أن أصحاب الدراسات الأدبية يقرأون مقالات الرأي بالصحف الإلكترونية بنسبة 61.5% سواءً بصفةٍ دائمة أو أحيانًا يليهم في الترتيب ذوو التخصص العلمي والذين بلغت نسبتهم 72.9%، ويأتي في المرتبة الأخيرة حاملو الشهادات الفنية حيث بلغت نسبة قراء مقالات الرأي بالصحف الإلكترونية العربية 54%.
ونستكمل استعراض نتائج هذه الدراسة المهمة في المقال القادم.