عاجل
الثلاثاء 19 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
الرسائل الصامتة

الرسائل الصامتة

بقلم : أيمن عبد المجيد

تموج المنطقة العربية بالتوترات، وتنشط في بؤر صراعاتها المُصنعة، أعتى أجهزة المخابرات لقوى عظمى تدرك الأهمية الجيوسياسة للمنطقة.



استراتيجيات عدة، تنتهجها القوى المتحكمة في معادلات الصراع، في كل بقعة ملتهبة، والمعادلات السياسية، كالكيميائية، نواتجها تتأثر ببيئة التفاعل ودرجة حرارته.

تلك القوى المحركة، تُمسك بالمشعل، للتحكم في المعادلات، بإشعال الشرر، والتحكم في قوة الاشتعال، وفق ما يحقق مصالحها، إطالة أمد الحرب في سوريا مثال، وصناعة الميليشيات في ليبيا، وصناعة البغدادي في العراق، ثم اختفائه لسنوات قبل معاودة الظهور.

الحرب الحديثة، تعتمد بالأساس على تمزيق النسيج المجتمعي، والعبث بالوعي الجمعي، لتفكيك الداخل، وإضعاف قدرة الدولة على تحمل حصار وضغوط الخارج، لبلوغ مرحلة العجز والانهيار، التي تدفع أي حكومة لقبول الإملاءات نظير المساعدات.

تلك الخطة، نفذت بحذافيرها، مع العراق، الذي حوصر بمزاعم كاذبة، من بينها امتلاكه أسلحة نووية، ثم حصاره اقتصاديًا، في الوقت الذي تم فيه تفكيك الداخل بإذكاء المذهبية والقبلية، حتى آلت أحوالها إلى ما هي عليه.

ومع ليبيا، بحصار نظامها السابق، تحت مزاعم لوكيربي، وغيرها، حتى تحرك الداخل، فجاءت طائرات حلف الناتو بقذائفها لتحسم القضية، لصالح الفوضى.

هذا لا يعني أن صدام والقذافي، بريئان، بل غباؤهما السياسي، وقمعهما، كان أحد عوامل نجاح خطة تدمير أوطانهما، فهما بجهلهما شريكان في الجريمة التاريخية.

تلك المؤامرة، التي مازالت المنطقة، تدفع ثمن نجاحها في تحقيق أهدافها، مازالت قائمة، ومازالت محاولات التسخين قائمة، للانحراف بمصر لبئر الفوضى السحيقة، التي سقطت فيها دول أخرى.

بيد أن الله خيرٌ حافظًا، لهذا البلد العظيم، الذي ذكره الله في كتابه الكريم فقال تعالى: «فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَىٰ يُوسُفَ آوَىٰ إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُوا مِصْرَ إِن شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ» صدق الله العظيم.

الله خيرٌ حافظًا، لمصر بوعي شعبها، ورجالها المخلصين، وجندها البواسل، خير أجناد الأرض، بحسب وصف رسولنا الصادق الأمين، محمد رسول الله، صلى الله عليه وسلم.

سلامة الوطن، لا تأتي بالدعاء، فقط بل بالعمل والجهد المضني، بالوعي بالمخططات التي تُحاك لنا، والعمل على تفكيك بيئة نموها.

فعلى مستوى الداخل، تعمل الدولة على تقوية النسيج المجتمعي، وتعظيم دفاعات الوعي الجمعي، وتقليص الفجوة بين الطبقات ببرامج العدالة الاجتماعية، والإسراع بمعدلات التنمية الاقتصادية، وتطوير البنية التحتية، وتنويع مصادر الدخل القومي.

وعلى مستوى الخارج، تعزيز التحالفات الدولية، وبناء شراكات استراتيجية، ذات مصالح متبادلة، مع مختلف دول العالم وقواه المؤثرة، وتعزيز الشراكات الإقليمية والقارية، عربيًا، وإفريقيًا، وطرح رؤى نابعة من تقديرات دقيقة للموقف وإلمام دقيق بتفاصيله.

وفي القلب من المواجهة، ما يمكن تسميته «استراتيجية التبريد»، في مواجهة مؤامرات «التسخين»، عبر مصارحة الرئيس للشعب واطلاعه على كل التفاصيل، الخاصة بالتحديات، وما يتم من إنجازات، وكلفتها المالية، والخطط المستقبلية.

وبالتوازي، مع استراتيجية بناء الوعي، والتبريد، تأتي الرسائل الصامتة البليغة، وفي مقدمتها:

١- تفتيش الحرب، بقاعدة محمد نجيب، وتفتيش الحرب، يعني الوقوف على مدى الجاهزية الفنية والإدارية والخطط والعمليات، وهو درجة من الجاهزية، تكون القوات على أعلى درجة من الكفاءة القتالية والاستعداد التام، لتنفيذ مهام قتالية، وهي رسالة لكل من تسول له نفسه، المساس بأمن مصر، أن قواتها جاهزة للدفاع عن أمنها القومي، وعما يتحقق من إنجازات شرقًا وغربًا.

٢- تلك القاعدة، التي تم رفع كفاءتها، تتولى مهمة حماية الحدود الغربية، والمشروعات التنموية، في مقدمتها مدينة العلمين الجديدة، ومحطة الضبعة النووية، في ظل توترات في ليبيا المتاخمة للحدود الغربية، فالسلم والأمن يتحقق بقوة الردع.

٣- حفل افتتاح مشروعات إقليم محافظات القناة، حمل الكثير من الرسائل الصامتة، في القلب منها:

أ- دعوة سفراء العالم المقيمين في مصر، والملحقين العسكريين، ومراسلي الصحف الأجنبية، للوقوف على ما تحقق من إنجازات على أرض الواقع، والعبور الثاني الذي تحقق بإنجاز الإنفاق التي تربط سيناء بدلتا مصر.

ب- تواجد الملحقين العسكريين، على أرض سيناء الآمنة، رسالة قوية صامتة، تعكس قدرة الدولة المصرية على دحر الإرهاب، وفرض الأمن، وغرس شجرة التنمية.

ج- نقل الصورة بواسطة مراسلي الصحف الأجنبية، مواجهة للصورة الزائفة التي تروّج عن مصر، وتبعث بالصورة الحقيقية، عن الفرص الاستثمارية الكبيرة على محوري قناة السويس.

٤- ما يتحقق من تنمية لسيناء، يدحض، ما يروّج من أكاذيب حول أرض الفيروز، أرض الأنبياء المباركة، يشهد جزء منها معركة التطهير من فلول الإرهاب، فيما تشهد ربوعها التنمية والتعمير.

٥- بينما كانت الرسالة الأبلغ المعلنة: مفهومنا لحقوق الإنسان أشمل، حق الإنسان في حياة كريمة آمنة، في أن تكون أمته في المكانة التي تستحقها، لا أن تكون في ذيل الأمم.

مصر قادمة بقوة، قاهرة للتحديات، تقفز على المؤامرات بالإنجازات، تُدرك أن التنمية تتعاظم، عندما تمتلك الدولة قوة الحماية والردع.

رمضان كريم

[email protected]

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز