عاجل
الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
شباب سيناء ومكافحة التطرف الفكري (3-3)

شباب سيناء ومكافحة التطرف الفكري (3-3)

بقلم : د. شريف درويش اللبان

أجرى د. فرج خيري عبد الجيد درويش، المدرس بقسم الصحافة المطبوعة والإلكترونية بكلية الإعلام جامعة سيناء دراسة مهمة بعنوان: "انقرائية الأخبار ومقالات الرأي بالصحف الإلكترونية العربية وعلاقتها بالاتجاه نحو التطرف الفكري لدى الشباب السيناوي"، وقد استعرضنا في المقاليْن السابقيْن نتائج الدراسة التحليلية وجانبًا من نتائج الدراسة الميدانية التي أجراها الباحث على عينة من شباب سيناء.



أجابت الدراسة عن تساؤل مهم يتعلق باتجاه شباب سيناء عينة البحث نحو التطرف الفكري، حيث اتضح للباحث وجود تطرف فكري بأنواعه السياسي والديني والاجتماعي لدى بعض أفرد العينة، حيث أشارت النتائج إلى وجود تطرف سياسي بنسبة 27% لدى مفردات العينة، منهم 42 شابًا بنسبة 26.5% من الذكور و12 فتاة بنسبة 28.5% من الإناث، بينما بلغ عدد المتطرفين دينيًا 74 مفردة من مفردات العينة منهم 41.7% من الذكور و19% من الإناث، كما بلغ عدد المتطرفين اجتماعيًا 80 مفردة من مفردات العينة منهم 45.5% من الذكور و19% من الإناث.

وهذا يعني أن الذكور أكثر تطرفًا فكريًا من الإناث في المجتمع السيناوي، سواء من الناحية السياسية أو الدينية أو الاجتماعية، حيث إن نسبة ذوي الاتجاه الإيجابي نحو التطرف الفكري بلغ متوسطها لدى الذكور 38%، بينما بلغت عند الإناث 22.2%، وهي نتيجة منطقية تتماشى مع طبيعة الإناث، حيث يملن إلى الهدوء أكثر من ميلهن إلى التطرف.

وأوضحت الدراسة أن الشباب الجامعي داخل عينة البحث الأكثر تطرفًا من الناحية السياسية كانوا من حملة الشهادات المتوسطة وذوي التعليم فوق الجامعي، حيث بلغت نسبة ذوي الاتجاه الإيجابي نحو التطرف السياسي من الشباب الجامعي 33.8%، بينما بلغت 17.5% لدى حملة الشهادات المتوسطة، و12.5% لدى التعليم فوق الجامعي، كما بلغت نسبة التطرف الديني لدى الشباب الجامعي 45.7%، بينما بلغت 27% لدى حملة الشهادات المتوسطة، وانعدم الاتجاه الإيجابي نحو التطرف الديني لدى ذوي التعليم فوق الجامعي، في حين بلغت نسبة التطرف الاجتماعي لدى الشباب الجامعي 43.2%، بينما بلغت 39.1% لدى حملة الشهادات المتوسطة، وانعدم الاتجاه الإيجابي نحو التطرف الاجتماعي لدى ذوي التعليم فوق الجامعي.

وبحساب متوسط نسبة ذوي الاتجاه الإيجابي نحو التطرف الفكري بشكل عام، وجد الباحث أنها بلغت عند ذوى التعليم فوق الجامعي 12% بينما بلغت عند ذوى التعليم الجامعي 40.9%، في حين بلغت عند ذوى التعليم المتوسط 27.9%، مما يعني أن الشباب الجامعي أكثر ميلًا للتطرف الفكري مقارنة بأقرانهم ممن يعلونهم في مستوى التعليم أو الذين هم أقل منهم في مستوى التعليم.

 ويمكن تفسير ذلك بأن الشباب الجامعي أكثر فراغًا فكريًا من طلاب الدراسات العليا الذين تُكسبهم الحياة العلمية الموضوعية والتريث أثناء الحكم على الأمور، أما ذوو التعليم المتوسط فيشغل بعضهم السعي وراء الرزق والخوف من المستقبل.

وأشارت الدراسة إلى أن الشباب ذوي المستوى الاقتصادي المنخفض داخل عينة البحث أكثر تطرفًا سياسيًا ودينيًا واجتماعيًا من ذوي المستوى المرتفع والمتوسط، حيث بلغت متوسط نسبة ذوي الاتجاه الإيجابي نحو التطرف الفكري منهم 49.8%، مقابل 34.4% و19% لدى ذوي المستوى المتوسط والمرتفع على التوالي.

ويفسر الباحث ذلك بأن الفقر يولد الإحساس بعدم الانتماء لدى الشباب، مما يدفعهم للتطرف السياسي، حيث يظن بعض الفقراء أن الحكومات هي السبب في تدني مستواهم الاقتصادي، وقد يكون الفقر أحد أسباب اندفاع بعض الشباب إلى اعتناق أفكار دينية تحيد عن الصواب، كما يولد الفقر نقمة على المجتمع من قبل ذوي الدخول المنخفضة.

وتبين من الدراسة أن الشباب الجامعي عينة البحث أكثر تطرفًا مقارنةً بحملة الشهادات المتوسطة وذوي التعليم فوق الجامعي، حيث بلغت نسبة ذوي الاتجاه الإيجابي نحو التطرف الديني من الشباب الجامعي 45.7%، بينما بلغت 27% لدى حملة الشهادات المتوسطة، وصفر% لدى أصحاب التعليم فوق الجامعي.

وبحساب متوسط نسبة ذوي الاتجاه الإيجابي نحو التطرف الفكري بشكل عام وجد الباحث أنها بلغت عند ذوي التعليم الأدبى34.7%، بينما بلغت عند ذوي التعليم العلمي 48.6%، في حين بلغت عند ذوي التعليم الفني 36%، وهذا يعني أن الشباب الجامعي ذوي التعليم العلمي أكثر ميلًا للتطرف السياسي مقارنةً بذوي التعليم الفني، والذين هم أكثر ميلًا للتطرف الفكري عن ذوي التعليم الأدبي، وقد يكون السبب في ذلك أن الدراسة العلمية تجعل التفكير في اتجاهٍ واحد لدى البعض، وانعدام التفكير النقدي فيما يقرأون.

كما توصلت الدراسة إلى أن مظاهر التطرف الفكري عند الذكور تختلف عنها عند الإنات من حيث الترتيب، فكان ترتيبها عند الذكور رفض المناقشة وتبادل الرأي، ثم الغلظة في التعامل، ثم رفض آراء الآخرين، يليها الاعتقاد بأن أفكاره فقط هي الصحيحة ما يعني احتكار الحقيقة، يعقبها سوء الظن بالآخرين، ثم فرض المعتقدات والأفكار، وأخيرًا التعصب ضد الثقافات الأخرى.

أما ترتيب مظاهر التطرف عند الإناث فكانت الميل إلى الانعزالية، يليها رفض المناقشة وتبادل الرأي، ثم رفض آراء الآخرين، ثم فرض المعتقدات والأفكار، يليها الاعتقاد بأن أفكارها فقط هي الصحيحة، ثم الغلظة في التعامل، يعقبها سوء الظن بالآخرين، وفي الترتيب الأخير التعصب ضد الثقافات الأخرى.

ومن الملاحظ اتفاق الذكور والإناث في وجود مظاهر التطرف ولكن بمتوسطات مختلفة أعلاها الميل إلى الانعزالية، ثم رفض المناقشة وتبادل الرأي، وقد يرجع هذا لطبيعة البيئة التي نشأوا فيها.

ولا شك أن ظاهرة التطرف الفكري لشباب سيناء تبحث عن حلولٍ إعلامية وثقافية في ظل غياب تأثير وتواجد وسائل الإعلام المصرية من صحف وإذاعات وقنوات تليفزيونية، واتجاه الشباب السيناوي إلى شبكات التواصل الاجتماعي أو الصحف الفلسطينية، كما تغيب وزارة الثقافة ووزارة الأوقاف والأزهر عن المواجهة الفكرية للتطرف بأشكاله المختلفة في سيناء.. إن مواجهة التطرف الفكري في سيناء هو من أعمال السيادة الإعلامية والثقافية بشكلٍ خاص، وسيادة الدولة المصرية على جزءٍ غالٍ وثمين من تراب الوطن بشكلٍ عام.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز