عاجل
الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
إعلانات رمضان.. استعراض بلا مضمون

إعلانات رمضان.. استعراض بلا مضمون

بقلم : د. أماني ألبرت

كما درسنا ونعلم طلابنا، فالهدف الأول من الإعلان هو الترويج للمنتج، من خلال التعريف بالعلامة التجارية أو زيادة الولاء له أو تغيير اتجاهات الجمهور نحوه، وكل هذا يعمل بدوره على حث الجمهور لشراء هذا المنتج. ومع تقدم التكنولوجيا حدثت نقلة حقيقية في طرق معالجة وعرض الإعلانات. وظهر عنصر الإبهار كبطل يساهم في التأثير على الاستمالات الاقناعية لدى المشاهد.



ولأن شهر رمضان يعتبر أحد أهم المواسم الإعلانية، انطلق ماراثون الإعلانات هذا العام ليأتي محبطًا ومخيبًا للآمال. فرغم توافر الإمكانيات المادية والتكنولوجية والفنية خرجت مبتذلة وضعيفة وسطحية.

غالبية إعلانات هذا العام هي نوع من أنواع الاستعراض. استعراض لقوة رؤوس أموال أصحاب الإعلانات مثل إعلان مدينتي، استعراض للعلاقات مثل إعلان عمرو دياب، واستعراض للخناقات في إعلان محمد رمضان. واستعراض للفانيلات في إعلان قطونيل والكل يستعرض.

إعلانات مثل البالون من الخارج كبيرة وملونة لكنها من الداخل مملوءة هواء! بسن دبوس صغير تنفجر ولا يكون لها وجود. أفكارها ركيكة ومكررة لا تترك أثرا في الجمهور.

أثار إعلان شركة اتصالات داخلي سؤال، لماذا لا يجرب محمد رمضان أن يقدم نمطًا جديدًا؟ فهو في كل عمل لا يقدم إلا رسالة واحدة. مفادها أنه أعظم شخص وأقوى شخص وأهم شخص! هل لا سمح الله يشعر بالنقص أو القلة؟! وما الذي يسعى لزرعه في عقول الشباب؟ لماذا يكرر نفسه في كل مسلسل أو أغنية أو فيلم ليتباهى ويؤكد أنه الديزل أو الأسطورة أو النسر أو نمبر وان أو الزلزال؟!

في إعلانه لشركة اتصالات يستعرض قوته وعضلاته ويقاتل فان دام النجم الشهير الذي يجري في النهاية منه! يا صناع الإعلانات، هل الجمهور بهذه السذاجة؟ هل حقًا فان دام بحجمه وتاريخه وإنجازاته وفنه يجري من محمد رمضان؟!  لماذا تسخرون من عقلية الجمهور.

حتى في مضمون كلمات الإعلان ما زال مصرا على نفس رسالته في أنه ملك يكسب كل المعارك! ما زال محمد رمضان يقود الشباب لحل مشكلاتهم من زاوية ضيقة جدًا وبدائية وهي القتال والضرب والخناقات. ونسى تمامًا أن القوة ليست بالعضلات بل هي قوة التسلح بالعلم والتفكير. فالاستخدام المبالغ فيه لهذا اللون من العنف كفيل بخلق أجيال لا تفكر بمخها بل بعضلاتها. والتكرار المتوالي لفكرة أنا الأعظم، أنا الأقوى، يخلق جيلا لا يمكن أن يعترف بالخطأ. وخير مثال أول كلمة قالها ذلك الشباب الذي صور نفسه سيلفي وخلفه القطار المحروق في أحد البرامج ’’أنا مش غلطان!‘‘

وتأتي المفاجئة في أخر الإعلان المملوء بالضرب وهي عبارة ’’رمضان مش شهر خناق‘‘! إذن لماذا يستعرض الإعلان في 94% من مدته (الثانية 2.19 من إجمالي مدة الإعلان 2.33) الضرب والخناق؟! يا صناع الإعلان، هل يعقل أن تقدموا رسالة إعلانية كلها عنف ثم تنهون عنه؟! وعجبي! 

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز