عاجل
الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
أحلام رمضانية

أحلام رمضانية

بقلم : محمد جمال الدين

فى ظل هذه الأيام المباركة التى يظللها علينا شهر رمضان الكريم، دائمًا ما يشرد الذهن حين يختلى الواحد منا بنفسه، عقب أداء فروض العبادة والصلاة وقراءة القرآن، بحيث نمعن النظر فى أمور الحياة ومشاغلها، وما ينتظرنا هنا أو هناك من متطلبات، على كل رب أسرة أن يوفرها حتى تتحقق مطالب الحرية والحياة والعيش الكريم، بعضها يمكن أن يتحقق، أما البعض الأخر فليس أمامنا سوى الحلم بتحقيقه فى يوم ما.



فمثلًا أحلم بأن يأتى اليوم الذى نرى فيه كل مشاريع التنمية والبناء، تقام بنفس الدقة والمهارة وسرعة الإنجاز «غير المسبوق على مستوى العالم» بمثل ما تم فى الأنفاق العابرة لقناة السويس، والتى ستساهم بدون شك فى عودة الحياة إلى سيناء الحبيبة، بعد سابق إهمالها بفعل فاعل أثناء التفكير فى مشاريع التنمية السابقة.

وأحلم باليوم الذى يلتزم فيه مجلس نوابنا الموقر بمعاقبة كل من تسول له نفسه التعرض للغير بالسب أو الإهانة والتهديد والوعيد وإطلاق الاتهامات دون دليل، محتميًا فى ذلك بالحصانة البرلمانية التى لم ولن تكون أبدًا وسيلة لتهديد وترويع الناس، فكما أعطى الدستور لنواب البرلمان الحق فى التشريع والرقابة، فعلى البرلمان أيضًا أن يراقب ويحاسب البعض من أعضائه عندما يخطئون فى حق الغير.

وطالما نتحدث عن أحلامنا المتعلقة بالبرلمان، أتمنى أن يأتى اليوم الذى تختفى فيه مقترحات قوانين من عينة المطالبة بإخصاء الرجل المتحرش ومنع ارتداء البنطلون المقطع، ومعاقبة من يطلق على أبنائه أسماء ليست عربية، أو بمن يطالب بضرورة إجراء كشوف العذرية على بناتنا قبل التحاقهم بالجامعة، أو بمن يقترح إعفاء أبناء القادرين من أداء الخدمة العسكرية، مقابل دفع مبلغ مالى على أن تستغل حصيلة هذه المبالغ فى استصلاح الأراضى الزراعية مثلًا، أو بمن ينصبون محاكم التفتيش لكل من يعملون فى كتابة الأدب والفكر والإبداع، فكلها مقترحات قوانين تثير الغضب والسخرية فى الشارع وبين الناس التى تنتظر من نوابها قوانين تساعدهم على تحمل أعباء الإصلاح الاقتصادى، وتعبر بهم إلى بر الأمان والتنمية والتقدم، أحلم بيوم تتحقق فيه العدالة الضرائبية على كافة المواطنين بدلًا من قصرها على الموظف الغلبان التى تخصم الضرائب على كل ما يتحصل عليه من أموال من المنبع، فى حين يتفنن البعض فى ابتكار طرق وأساليب جديدة للتهرب من دفع حق الدولة، «بالطبع لن نتحدث عن ضرائب نواب البرلمان بسبب لائحتهم الخاصة».

أحلم باليوم الذى تختفى فيه من قاموس حياتنا ظاهرة «المفتى من منازلهم» المنتشرة فى الزوايا الصغيرة والكهوف غير الخاضعة لوزارة الأوقاف، والتى أجاد البعض من غير الدارسين استغلالها لتحقيق أهداف ومكاسب شخصية وسياسية لخدمة تيار معين، بعيدًا عن المصرح لهم بالإفتاء فى شئون الدين والدنيا، أحلم بيوم يعرف فيه كل مسئول حدود اختصاصاته ومهام منصبه، حتى لا نفاجأ يوميًا بقرارات غير مدروسة تصدر من هذا أو ذاك، مثل قرار زيادة أسعار تذاكر الدرجة الثالثة لمشاهدة بطولة كأس الأمم الأفريقية فى كرة القدم، فهو قرار متهور وصادر عن غير دراسة، لكن نقول إيه عن «فتحة الصدر» التى لا نجد لها مبرر سوى العنجهية اللازمة عن الحد، عمومًا التخفيض الذى تم على التذاكر بعد تدخل الوزير « أشرف صبحى» أراه من وجهة نظرى غير كاف أيضًا، بحلم بيوم ينتهى فيه من حياة المصريين الشبح المسمى بالثانوية العامة، الذى بات يهدد أمن واستقرار الأسرة المصرية ولم تعد تعرف «تلاقيها منين ولا منين»، الرحمة مطلوبة «يا من» تقومون على أمور التعليم فى بلدنا سواء لأولادنا أو لمصر نفسها، وأخيرًا بحلم بيوم ونحن فى شهر رمضان الكريم أن تعرف الغالبية العظمى من الأسر المصرية طعم الياميش الذى حرموا من تذوقه بعد ارتفاع أسعاره بدرجة لم يعد معها المواطن العادى قادرًا على شرائه، المهم تذوق طعم الياميش ولو مرة خصوصًا فى شهر رمضان الذى تتوه فيه العقول من جراء امتلاء البطون.

 انتهت بعض أحلامى التى كنت سعيدًا بها حين كنت نائمًا، فجميعها أحلام إيجابية لست بمعتاد عليها، ولكنى أتمنى حدوثها على أرض الواقع، حتى قمت من نومى مفزوعًا من جراء طلب ابنتى بثمن حصص المراجعة النهائية فى «السنتر» الدراسى استعدادًا لامتحان الثانوية العامة، التى بشرنا وزير التعليم بتغييره، والذى أتمنى ألا يكون مثل أحلامى التى دائمًا ما تنتهى «بمصيبة» لم تكن على بالى.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز