عاجل
الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
مصر المنتصرة في زمن الحرب

مصر المنتصرة في زمن الحرب

بقلم : عيسى جاد الكريم

يوما بعد يوم تحقق مصر الانتصارات التي يجب أن نلقي الضوء عليها، وما حققته مصر من إنشاء 4 أنفاق تعبر قناة السويس تكلفت أكثر من 12 مليار جنيه تم إنجازها بأيدي مهندسين وفنيين مصريين خلال ثلاث سنوات، تمكن المصريين من العبور من الوادي والدلتا للضفة الأخرى لقناة السويس وسيناء في أقل من 20 دقيقة وهو انتصار استراتيجي كبير جدا على المدى القريب والبعيد لما سيكون له من تبعات على مصر كلها من شمالها لجنوبها وسيكون لنا معه مقال آخر إن شاء الله.



انتصار آخر تحقق هذا الأسبوع وهو تدشين مصر الفرقاطة المعز التي تم إنشاؤها داخل ترسانة الإسكندرية بأيدٍ مصرية وبتكنولوجيا فرنسية وهو انتصار يعزز سطوة مصر البحرية وقدرتها العسكرية في ظل أجواء إقليمية مضطربة تحاول فيها الولايات المتحدة إشعال حرب مع إيران بالإضافة إلى حاجتنا لقواتنا البحرية قوية لحماية ثرواتنا البترولية واكتشافاتنا الغازية في البحر المتوسط.

قواتنا العسكرية تحتاج أن نلقي الضوء عليها فبعيدًا عن المشروعات التنموية وقناة السويس الجديدة والطفرة الكبيرة في الاكتشافات البترولية وإنجاز مشروعات كهربائية عملاقة جعلتنا نتوسع في كل شيء مدن عمرانية وسياحية جديدة ومدن صناعية جديدة.

وما يثلج الصدر هو أننا أصبح لدينا جيش قوي يعني دولة قوية بعد سنوات من الستار الذي ضرب عن قوتنا العسكرية وقوة جيشنا الذي نفتخر به خلال الثلاثين سنة الأخيرة من بعد توقيع معاهدة السلام، وكنا نلتمس الأخبار عن الجيش المصري من الصحافة الأجنبية والإسرائيلية بوجه خاصة ومواقعها الإخبارية المرتبطة بالاستخبارات وذلك لأنها كانت وما زالت مهتمة بالجيش المصري وقوته، وفي زمن الأقمار الصناعية التي ترصد كل شيء والمراكز البحثية التي ترصد وتحلل وتكتب وتوضح وترسم السياسات وتنشر كل شيء للناس اصبح منهج إخفاء كل شيء عن القوة العسكرية للدول ليس ذا جدوى، واستعاضت كثير من الدول بما يسمى فرد العضلات أو منهج الردع المسبق وهو أن ترعب عدوك بما لديك فتأمن في خوض معاركك معه وتكسب معارك قبل أن تخوضها أو ما بدأ يطلق عليه اصطلاحًا في وسائل الإعلام القوة المفرطة.

القيادة السياسية وعلى رأسها الرئيس السيسي وهو رجل عسكري وكان على رأس اقوى سلاح مخابرات في الشرق الأوسط والعالم المخابرات الحربية صنع لمصر مجدها من جديد وأعلن بوضوح أن لمصر قوة عسكرية يجب أن يخشاها الجيران الأعداء ويفخر بها الأصدقاء ويعمل لها القريب والبعيد الف حساب قبل أن يخوض معها أي مغامرة.

الرئيس السيسي بدأ بالتلويح بقوة الردع العسكرية المصرية عندما كان وزيرًا للدفاع عندما استعرض قوات الفرقة التاسعة مدرعة قبل شهور من صدام وشيك كان حتميًا بين. الشعب وجماعة الإخوان الإرهابية التي وصلت للحكم في غفلة من الزمن فكانت الرسالة واضحة للداخل والخارج.

هذه القوة العسكرية أصبح استخدامها حتميًا بعد انتشار الإرهاب الذي نمى بشكل كبير في سيناء قبل يناير 2011 حتى ان حبيب العادلي- وزير الداخلية في عهد مبارك- صرح لأحد الصحفيين بأن المتطرفين في سيناء وصل عددهم لأكثر من خمس آلاف وكانوا وقتها يرتبط بهم الخارجون على القانون والمجرمون الفارون من العدالة ولم يكن لديهم تمويل سوى تجارة المخدرات ويعتمدون مخلفات الصهاينة من مخازن سلاح تركوها وراءهم في صحراء سيناء الواسعة ولا يعرف مكانها إلا قليل من البدو.

وبعد يناير أصبح التمويل متاحا لهذه الجماعات في ظل فوضى كبيرة مرت بها البلاد، ورغم أن هذه الجماعات كانت تحت رصد عيون الصقور ولكن الظروف السياسية والأوضاع الصعبة التي كانت تتطلب من الجيش التركيز على حماية الداخل وحماية مقدرات الدولة ومؤسساتها وشعب كبير يتعدى تعداده 90 مليونا وقتها، أجلت الانقضاض عليها خاصة أنها تهرب كالجرذان إلى الحدود محتمية باتفاقية السلام التي وقعتها مصر مع إسرائيل والتي تمنع نشر قوات عسكرية كثيفة بمعدات وتجهيزات عسكرية متقدمة قرب الحدود، لكن هذه الاتفاقية عطلت الآن في ظل انتشار قوات الجيش المصري الذي تجاوزت أعداد قواته الستين الف مقاتل بحسب آخر ما نشر بصحف إسرائيلية وفرض الجيش سيطرته بطول الحدود وأصبحت القوات الجوية المصرية تسيطر على سماء سيناء وتكشر عن أنيابها حتى إنها وقعت في مواجهة مباشرة مع الطيران الإسرائيلي الذي كان يقوم بإجراء تدريبات قرب الحدود واستطاع طيرانا ان يفرض سيطرته بعد ان وضع الطائرة الإسرائيلية في مرمى التصويب واعترفت إسرائيل وصحافتها بهذه الواقعة وأعلنتها.

وكان للعملية العسكرية التي قام بها طيراننا للثأر للمصريين الذين قتلهم داعش في ليبيا وتنفيذها بنجاح دون استئذان أحد وهي عملية جراحية بالغة التعقيد أعلنت بوضوح قدرة قواتنا الجوية على القيام بمهام خارج الحدود وقدرتها عسكريًا واستخباراتيًا من ناحية التخطيط والتنفيذ.

مصر القوية انشأت أكبر وأول مركز للقيادة والسيطرة شرق قناة السويس في قلب سيناء ولكم أن تتخيلوا مركزا متقدما لقيادة قواتنا ومواجهة أي خطر يأتي من الشرق على عمق كبير تحت الأرض مجهز بأحدث التجهيزات التقنية واللوجستية، وجاء الإعلان عنه صدمة لجيراننا الأعداء فكيف لمصر التي تواجه الإرهاب تستطيع ان تبني وتنشئ هذا الموقع العسكري المهم في أقل من عام بكل ما يحوي من تجهيزات ضخمة فهو نجاح بكل المقاييس نجاح عسكري واستخباراتي.

وما كاد المتربصون بنا يفوقون من صدمة بنائنا لمركز القيادة والسيطرة في سيناء والإعلان عن صفقات أسلحة تؤكد وتعزز قدرة مصر العسكرية بداية من منظومة الصواريخ الروسية المتقدمة s300 ومرورا بوصول مقاتلات رافال إلى حاملتي الطائرات  جمال عبد الناصر والسادات والإعلان عن انشاء أسطول بحري جنوبي يسيطر على البحر الأحمر وحتى إنجاز صفقة الغواصات الألمانية الهجومية الدولفين إلا وصحوا على إعلان مصر عن افتتاح قاعدة محمد نجيب العسكرية اكبر قاعدة عسكرية في الشرق الأوسط والتي تقع في منطقة العلمين بشمال مصر وفى حفل عظيم دعيت له الدول الصديقة والجارة ألقى فيه الرئيس السيسي كلمة مؤثره تؤكد نظرة القائد المستقبلية واطمئنانه على قواته المسلحة، معلنًا أن مصر عادت لمكانتها كقائدة للأمة العربية وانها تسعى لتكوين قوات دفاع عربي مشتركة.

قاعدة محمد نجيب العسكرية استقبلت منذ شهور أكبر مناورات عسكرية بمشاركة عدة دول عربية وأجنبية.

مصر القوية استعرضت قوتها العسكرية والعلمية خلال معرضها العسكري الأول الذي عقد منذ شهور قليلة مما ابهر العالم بالمنتجات العسكرية المصرية فمصر ليست دولة مستوردة للسلاح فحسب ولكن هي دولة منتجة للمعدات العسكرية طائرات، دبابات، سيارات، وأسلحة ورادارات وذلك بفضل ما تملكه من بنية صناعية ضخمة وعقول نابهة وعلماء وقادة يواصلون الليل بالنهار لرفعة هذا الوطن.

وباختصار فإننا مهما دفعنا الأموال لكي نقوي جيشنا ونجهزه بأحدث الأسلحة فهو أمر يستحق الصبر والتضحية ويجب ان نطمئن لأن لدينا جيشا قويا ولدينا قيادة حريصة على أن يكون لمصر جيش قوي يحمي هذا الشعب ويحمى مقدراته وإنجازاته وما تملكه مصر من ثروات بترولية وغازية في البحر والبر مما يجبر العالم ان ينظر لمصر كقوة عسكرية لا يستهان بها في منطقة لا تهدا وتموج بالفوضى ويجب ان نكون متيقظين بها طول الوقت للصديق والعدو.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز