عاجل
الثلاثاء 19 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
سعادة افتراضية

سعادة افتراضية

بقلم : سامية صادق

 



كنت بصحبة صديقتي المقربة حيث التقيت بها في حفل يتبع وزارة الثقافة.. حيث كان يتبوأ منصبا رفيعا في إحدى الوزرات الهامة وقد وجهت الوزارة له دعوة لحضور الحفل... ورغم أنه لم يعرفنا جيدا إلا أنه بعد دقائق قليلة من تعرفنا عليه وجدناه يحكي لنا عن أمور خاصة في حياته مما جعلنا أنا وصديقتي نشعر بالدهشة..

وبينما كان يمد عينيه تجاه زوجين يجلسان معا على مائدة مجاورة لنا... يتبادلان النظرات والضحكات والأحاديث ويبدو عليهما الانسجام والسعادة.. 

أجده يسألنا:

هل تعتقدان أنهما سعيدان بالفعل؟

قلت وأنا أتابعهما بحرص حتى لا ينتبها لنظراتي:

نعم يبدو عليهما السعادة والحب 

كما علقت صديقتي أيضا:

كأنهما عروسان في شهر العسل 

فَيقول الرجل وهو يزفر تنهيدة حارة:

وربما يقومان بتمثيل السعادة!! 

أقول وأنا أستنكر ما يقوله:

ولماذا يمثلان؟ 

يقول بلهجة المطلع على بواطن الأمور:

معظم الأزواج يدعون السعادة أمام الناس بينما حقيقة علاقتهما غير ذلك... 

ثم يصمت قليلا ويبتسم ابتسامة ساخرة قائلا:

كثيرا ما أفعل مثلهما أمام الناس وأمثل السعادة مع زوجتي وخاصة في الحفلات والمنتديات والتجمعات العائلية... حتى إن البعض يحسدوننا على سعادتنا الزوجية!! 

بينما أنا في حقيقة الأمر زوج تعس لم أجد نفسي أبدا مع زوجتي.. فنحن مختلفان في كل شيء.. لا تجمعنا أي اهتمامات أو هوايات أو موضوعات مشتركة... كما أن طباعها مختلفة تماما عن طباعي... لكنني مضطر أن أعيش معها من أجل أبنائي الثلاث... فأضع كل همي وطاقتي في العمل هربا من أجواء البيت البارد الذي يخلو من الدفء والمودة...

كنت أسمعه أنا وصديقتي ونحن ننظر لبعضنا البعض  ونحاول أن نقاوم ابتسامة ساخرة تكاد أن تقفز على شفتينا وتشي له بأننا لا نصدقه وأن حكايته قديمة معادة مكررة يحكيها كثير من الرجال المتزوجين لبعض النساء من أجل استمالتهن...بينما هم في حقيقة الأمر لا يستطيعون الاستغناء عن زوجاتهم!!!

فلم أتأثر بما قاله الرجل ولا بالمواقف الكثيرة التي سردها ليدين بها زوجته ويكسب تعاطفنا... 

ولم تمض أيام إلا ويصادفني حساب زوجته على الفيس بوك...لم أستطع أن أمنع فضولي في الدخول لصفحتها والتعرف على تلك المرأة التي حكى لنا عنها زوجها وأساء لها وشوه صورتها في أعيننا دون أن نعرفها أو نلتقي بها!... واتهمها بأنها جلبت له التعاسة وحولت حياته لجحيم!!!...

وحين تصفحت صورها على الفيس بوك فوجئت بسيدة جميلة رشيقة أنيقة على قدر من الرقة والأنوثة... كما أنها تعمل بمركز مرموق يمنحها مكانة وقيمة فوق قيمتها... ولم أندهش حين شاهدت صورا تجمعها بزوجها الوسيم ذي المنصب الحساس وهما على الشاطئ وفوق القارب... وأمام برج إيفل بفرنسا حيث يقضيان إجازة الصيف وهما فرحان ضاحكان في كل الصور في مشاهد رومانسية تنم عن حب واستقرار وسعادة زوجية..

وأجدني أتساءل... لماذا يشكو زوجها من التعاسة إذن؟...أم أن السعادة التي نشاهدها على الفيس بوك هي أيضا افتراضية وغير حقيقية؟!

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز