عاجل
الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
لا يحدث سوى فى رمضان

لا يحدث سوى فى رمضان

بقلم : محمد جمال الدين

على الرغم من أن شهر رمضان يعد شهر الخير والبركة والتقرب إلى الله، ألا أننا فى مصر وتحديدًا خلال السنوات الأخيرة، جعلنا منه شهرًا لالتهام الطعام وملء البطون حتى تسعد وترتاح العقول، بل إننا أضفنا إليه العديد من التوابل المصرية الرسمية المنشأ والاختراع، الممهورة بختم صنع فى مصر، بداية من برامج الفضائح المتخصصة فى هذا النوع من الإعلام والتى لا تهل علينا سوى فى هذا الشهر الكريم، المصدرة إلينا وإلى جموع المشاهدين فى أمتنا العربية.




فهذا مطرب شعبى تزوج من فنانة ولم يحدث نصيب فى استكمالهما لمسيرة الزواج، يوجه اتهامات لطليقته بخيانة الأمانة وسرقة شقته، الفنانة لم ترد على اتهامها بالسرقة فى بادئ الأمر وكتبت على حسابها فى أحد مواقع التواصل الاجتماعى «بأن الأسد لا يرد على الكلاب» ثم خرجت بعد ذلك مطالبة بحق الرد، مؤكدة أنها تملك من المستندات ما يثبت أن أقساط الشقة كانت تسدد من أموالها، ثم عادت وصرحت بأنها تملك الكثير من المعلومات التى يخشى طليقها من كشفها.


حكاية غريبة وليس لها من منطق فى اطلاع جماهير المشاهدين عليها خصوصًا فى شهر رمضان، وضعت أركانها فى برنامج سطحى إعدادًا وفكرًا وتقديمًا، ولا هدف له سوى شغل وقت فراغ من يشاهدونه، من خلال نشر حكايات وأسرار بيوت، مغلفة بإعلانات عن شركات تساهم فى استغلال البسطاء، بالمناسبة نفس البرنامج استضاف لاعب كرة سابق، معروف عنه كثرة زيجاته وطلاقه، وعدم وضوح علاقته بأسرته، هدد بالانسحاب من البرنامج بعد حدوث تراشق بالألفاظ على الهواء بينه وبين من يقوم بأداء شخصية فى البرنامج، عندما تحدث عن علاقة لاعب الكرة بأسرته، الغريب أن التراشق الذى حدث على الهواء، تم والمذيعة تتفرج على ما يحدث، فجذب المشاهد وإشعال الحرائق أسمى أمانيها، وعندما تكلمت أكدت أنها قدمت أكثر من 60 حلقة من البرنامج ولم يحدث أن غضب منها أحد ضيوفها.


هذا هو الإعلام الجديد الذى سنعيش من خلاله، المفروض على جمهور المشاهدين لكشف «المستخبى» عن جل ما هو مستور، عمومًا العيب لا يقع عليها أو على طاقم البرنامج وإنما يقع على من يرتضى على نفسه أن يظهر على المشاهدين بهذه الصورة فى مثل هذا البرنامج وغيره من البرامج الأخرى التى تتبع نفس الأسلوب.


برنامج آخر مشهور عنه «عمل المقالب» فى ضيوفه يقدمه ممثل ثقيل الظل منذ عدة سنوات، اعتاد ضيوفه تمثيل وصلة سب وضرب وشتم المذيع الممثل تتخللها صفارة «تيت» لحجب الشتائم والسب عن المشاهدين.


البرنامج دائمًا ما تنتهى حلقاته بتصالح الضيف الذى تقاضى ثمن هذه الوصلة بالدولار مع ثقيل الظل إياه، «وأهو كله بثمنه»، رغم سابق معرفتهم بشخصية المذيع وسمعة البرنامج التى تسبقه من خلال الأعوام السابقة.


بالطبع لن أتكلم عن هذا الكم من المسلسلات والبرامج الأخرى التى أتخمنا بها شهر الصوم والعبادات، ناهيك عن إعلانات التسول وطلب التبرعات لهذه المؤسسة أو تلك، والتى ترتكب فيها العديد من الجرائم الإنسانية والأخلاقية والقانونية فى حق الطفل المصرى، الذى جعل منه البعض سلعة تضمن لصاحبها سرعة الشراء «أقصد الشحاتة »، المؤسف أن هذا يحدث وهناك مجلس قومى أطلقنا عليه مسمى «المجلس القومى للأمومة والطفولة» منشأ بقرار جمهورى، ومعنى بجل ما له علاقة بحقوق الطفل وحمايته، ولكنه يصمت صمت الحملان، لا يقدر على الكلام أو حتى الشكوى، مما يجعله من وجهة نظرى مجلسًا عديم الفائدة ولا رجاء منه.


يبقى انطباع أخير لابد من طرحة لأنه يستمد اسمه وشهرته من خلال هذا الشهر الكريم، وهو الدورات الرمضانية وممارسة رياضة كرة القدم بعد الإفطار، بعد ما حدث فى نادى القيم والمبادئ «النادى الأهلى» عقب وقوع عضو جمعية عمومية أثناء ممارسة رياضته المفضلة، مغميًا عليه وفشلت جميع محاولات إفاقته، فقرر من يلعبون معه نقله إلى أقرب مستشفى، ليتضح عدم وجود سيارة إسعاف داخل النادى رغم سابق تواجدها من قبل، وعندما عرف السبب بطل العجب، حيث قررت الإدارة الميمونة الاستغناء عن سيارة الإسعاف بحجة ارتفاع إيجارها على النادى، ليذهب عضو الجمعية العمومية إلى لقاء ربه، ولكن يبقى تبرير عدم تواجد سيارة الإسعاف الذى سيصبح وصمة فى جبين هذا المجلس، الذى بخل على أعضائه بالرعاية، فى حين أنه لا يبخل على لاعبى الكرة بالملايين، فى حالة فوزهم بمباراة أو حين التعاقد معهم، ولهذا أقول: عيب يا مجلس القيم والمبادئ، فحياة فرد أغلى بكثير من فوز بلقب أو بمباراة، أو من صفقة ملابس رياضية لفرق النادى.. عيب.


هذه بعض من الخواطر والانطباعات التى تم رصدها فى النصف الأول من شهر رمضان، التى لا نتمنى أن تستمر فى النصف الثانى، حتى ولو عن طريق توقيع غرامات على جل من يخالف تقاليد الشهر الكريم.. وكل عام وأنتم بخير.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز