عاجل
الثلاثاء 19 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
إعلانات رمضان.. أرقام وهمية بدون مسؤولية مجتمعية

إعلانات رمضان.. أرقام وهمية بدون مسؤولية مجتمعية

بقلم : د. أماني ألبرت

ما زالت الفجوة كبيرة بين أصحاب الشركات والمعلنين وبين العملاء. فما زال المعلنون ينتجون إعلانات من وجهة نظرهم هم لا من وجهة نظر المستهلكين. ظنًا منهم أن ارتفاع نسب المشاهدات دليل على نجاحهم. لكن نجاح الإعلانات الحقيقي ليس فيما تقوله الأرقام.



فالأرقام خادعة. مثلًا معدل مشاهدة الإعلان عبر يوتيوب ليس مؤشرًا صادقًا لأن غالبية المشاهدات تنتج من المشاهدة الإجبارية كإعلان مدفوع يكون المشاهد مجبرا على مشاهدته وسط المسلسل أو الفيلم الذي يشاهده. كذلك التريند Trend قد يكون مؤشر كاذب إذ تستعين الشركات بالمؤثرين Influencers كي يصنعوا هم هذا التريند. أيضا حجم التفاعل على السوشيال ميديا Engagement خادعا فقد يكون التفاعل سلبي نحو الإعلان.

إحصائية سريعة لأجور الفنانين في إعلانات شركات الاتصالات رمضان 2019 تساوي 50 مليونا تقريبًا! (عمرو دياب 22م، فاندام 12م، محمد رمضان 7م، نانسي عجرم 6م، تامر حسني 3م و500 ألف) ناهيك عن أجور بقية النجوم وتكاليف إنتاج الإعلان نفسه وتكاليف عرضه، بما يمكن أن يضاعف هذا المبلغ مرات ومرات.

سؤال للشركات التي تصرف هذه المبالغ الوهمية على الإعلانات. ما الذي قدمته للمجتمع؟ أين برامج المسؤولية الاجتماعية الخاصة بهذه الشركات؟ هل هي مجرد صفحة مكتوبة على موقع الشركات؟ أم أنها وسيلة للدعاية والتطبيل للشركات؟

لا يمكن للشركات التغاضي ببساطة عن دورها ومسؤوليتها تجاه المجتمع، فلم يعد دورها مجرد تقديم السلع والخدمات وحصد الأرباح، لكن خدمة هؤلاء الذين دفعوا مقابل الخدمات وكانوا سببًا كبيرًا في تعظيم أرباحها.

ببساطة شديدة ما تقدمه الشركات لمجتمعها، لا يقلل من أموالها بل يضيف لها رصيد على المدى البعيد، وقيمة جديدة عند جمهورها كما أن له دور كبير في تعميق الولاء نحوها وزيادة الانطباعات الإيجابية عنها. وما تقدمه للوطن التزام وليست اختيار، هو ليس عملًا خيريًا تتفضل به على أبناء وطنها. فالمواطنة الحقيقية هي المساهمة في التنمية.

وبدلًا من تضييع ملايين الجنيهات، لماذا لا تتبني هذه الشركات قضية التعليم؟ تبني بناء مدارس في القرى الفقيرة أو تتبني برامج تعليمية وتدريبية للطلاب أو حتى ترعي طلاب الماجستير والدكتوراه. لماذا لا تنشئ بهذه الأموال مشروعات مفيدة، مراكز ثقافية، مراكز رياضية، مستشفيات؟

هل تدرك هذه الشركات أن الملايين المهدرة كفيلة بحل مشكلات الآلاف الأشخاص لو قدمت لهم قروض لمشروعات صغيرة أو استثمرت في تعليمهم؟ أم أنها- لا سمح الله – لا تجيد حساباتها.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز