

جميل كراس
عبور يتحدى الزمن.. أنفاق وطرق رمز للإرادة المصرية
بقلم : جميل كراس
على مدى سنوات طويلة مضت، ظلت حركة التنقل من وإلى سيناء الحبيبة بمثابة رحلة من المعاناة بالنسبة للمواطنين وحركة النقل بمختلف صوره وأشكاله، في الوقت الذي اقتصرت فيه رحلات التنقل على المعديات وكوبري السلام، فوق ضفتي قناة السويس، ونفق الشهيد "أحمد حمدي".
الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، وبعد أن كنا نشعر ببعد وانفصال أرض الفيروز عن الوطن في وقت من الأوقات بسبب عدم الربط على مر السنوات الماضية.
وقد تبدل الحال منذ أن تولى الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئاسة مصر عام 2014 فلم يهدأ له بال، وعمل على ربط سيناء بالوطن الأم، وإنهاء عزلتها إلى الأبد، وهذا ما تحقق مؤخرا بفضل السواعد المصرية ذات الإرادة الفولاذية، ومن هنا جاءت "الملحمة" بالعمل على إقامة الأنفاق أسفل القناة حتى تكون بمثابة شريان جديد للحياة تعمل على تسهيل الحركة والتنقل من وإلى سيناء الغالية، أرض البطولات والشهداء التي ارتوت بدمائهم، أرض سيناء على مر التاريخ.
هذه الأنفاق التي أحدثت طفرة نوعية لم تكن موجودة، حيث يتجاوز المدى الزمني للعبور من وإلى سيناء ثلث ساعة فقط، بعد أن كانت من قبل تتجاوز ساعات طويلة، قد تصل إلى أيام من خلال المرور بالعبارات بسبب كثافة الحركة والزحام الشديد من خلال هذه المعابر.
ولكن برؤية السيد الرئيس السيسي الثاقبة، أصدر على الفور أوامره للهيئة الهندسية للقوات المسلحة، وكذلك عدد آخر من الشركات الوطنية بالقيام بتنفيذ هذا المشروع القومي العملاق، وحفر الأنفاق الستة وبالسواعد المصرية الخالصة مع الاستعانة ببعض الشركات العالمية للاستشارات الفنية، حتى وصلنا إلى إخراج هذا العمل على أرض الواقع، ليمثل لنا نقلة حضارية من نوع آخر تربط سيناء إلى الأبد بحضن مصر الأم.
أرض سيناء الطاهرة، التي شكك البعض من خلالها أو بأننا غير قادرين على حمايتها أو تنميتها، لدرجة أن الشائعات والأكاذيب كانت تتوالى في هذا الشأن وبأن مصر سوف تفرط في جزء من أرض سيناء لصالح الأعداء، ومن ثم كان الرد رادعا وقويا وصفعة مدوية لمن أرادوا الإساءة لهذا الوطن.. فمصر بلد الحضارة والتاريخ والإنسانية لا يعقل أن تفرط في شبر واحد من أرضها، لأن الأرض هي العرض والشرف والكرامة والوطنية.. هكذا تعلمنا.
وهناك أيضًا ملحمة من نوع آخر وصرح فريد من نوعه بافتتاح محور "تحيا مصر"، الذي يمثل نقلة كبيرة لمصر وشريانا آخر للحياة، يربط ما بين شرق القاهرة وغربها، ويمتد ليصل بالعاصمة إلى كل محافظات مصر حتى أقصى الشمال الغربي "بمرسى مطروح".
هذا المحور الذي يختصر المسافة، ويقلل الوقت بين شرق الجمهورية وغربها هذه المشروعات الكبرى تمثل ملحمة وطنية تضاف إلى رصيد مصر من الإنجازات القومية في عهد الرئيس السيسي، حفظه الله لمصر وللمصريين.