عاجل
الثلاثاء 19 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
التراجع عن القرار

التراجع عن القرار

بقلم : د. داليا مجدى عبدالغنى

فكرة التراجع عن القرارات الصادرة، تُؤرق الكثيرين، فالإنسان عندما يتخذ قرارًا، يجد صعوبة بالغة في التراجع عنه، خاصة لو كان هذا القرار له تأثير على الآخرين؛ والسبب أنه يشعر أنه في هذه الحالة سيُنْزِل من قدره، وتتراجع أسهمه تدريجيًا.



فأغلب أصحاب القرارات، يستمدون قُوتهم من قراراتهم، فهم يعتبرونها أيقونة شخصياتهم، فيعتبرون تنازلهم عنها، بمثابة تنازل عن مكاناتهم. وللأسف، يرتضون نتائج قراراتهم الخاطئة، في سبيل عدم اهتزاز مكاناتهم وصورتهم.

فالحقيقة، أن القدرة على اتخاذ القرار فيها كثير من الصعوبة، ولكن القدرة على التراجع عنه صعوبته أكبر وأشد، فمن السهل أن تسير خطوة، ولكن الصعوبة تكمن في الرجوع عنها، والعودة للخلف مرة أخرى.

ولكن، هل كل تراجع عن قرار يُعتبر عودة للخلف، فربما يكون في هذا التراجع تقدم للأمام، فبمجرد أن تتراجع عن فكرة خاطئة، أو تُعيد حساباتك في موقف معين، أو تُغير مسارك، بعد أن تكون قد حددته بالفعل، وخطيت أول خطوة، كل هذا قد يضعك في مصاف المتقدمين؛ لأن الشجاعة والقدرة على وضع النفس على الطريق الصحيح، تؤكد أن الإنسان يسير للأمام.

فالقرارات التي تُوجه الإنسان للمسار الصحيح، هي التي تُعْلِي منه، وتبني كيانه، وتصنع شخصيته ومقوماته، أما مُجرد رغبة الإنسان في أن يكون صاحب قرار، مهما كانت عواقبه، وخشيته من التراجع؛ حتى يحافظ على هيبته المزعومة، ولا يدري أن نِصْف كيانه، يكمن في شجاعته، وليس في قراراته، فالشجاعة هي أن تعترف بأخطائك، وتسعى لإصلاحها، فهنا تكون قد اتخذت أشجع وأقوى قرار في حياتك، وهو تراجعك عن قراراتك الخاطئة.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز