عاجل
الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
القرار الصعب وانخفاض الدولار

القرار الصعب وانخفاض الدولار

بقلم : جميل كراس

ما تحقق على مدار الأعوام الماضية، بعد تحرير سعر الصرف وتعويم الجنيه المصري، يجعلنا في حالة من التفاؤل بمستقبل أفضل.



فالانخفاض الملحوظ في سعر الدولار أمام الجنيه، خلال الفترة الأخيرة، وما حدث من تراجع أثبت أننا نسير في طريقنا الصحيح، الذي ننتهجه ونحن لا ننسى ما حدث من قبل عقب قرار تعويم الجنيه من تداعيات صعبة، ألمت بنا لدرجة أن الدنيا انقلبت علينا، ولم تقعد، وما تبع ذلك من ارتفاع وتزايد في سعر السلع المتنوعة والخدمات والوقود فقد كان علينا أن نواجه المشكلة بشجاعة دون خوف، وبأن نتجرع الدواء المر لكي نشفى، فليس بالمسكنات وحدها تستقيم أحوالنا وتحل مشاكلنا المستعصية.

ولكن اتخاذ القرار الصعب كان صائبا وجاء في وقته المناسب، بعد أن تأخر كثيرا ثم أتى بثماره حتى لو كان ذلك سنوات بعد سنوات عجاف.. وما حدث يعبر عن قوة وإرادة المصريين وتحديهم للأزمات بكل شجاعة من أجل النهوض بالوطن، وفي إطار من العمل لا يتوقف للمزيد من الإصلاحات الاقتصادية غير المسبوقة التي تدفع بنا إلى الأمام.

إلى جانب تداعيات الانخفاض المستمر للدولار أمام الجنيه يبرهن بأننا في الطريق إلى مستقبل أفضل في ظل مشروعات قومية عملاقة لا تتوقف وطفرة إنشائية هائلة من الطرق والكباري، يربط الوطن بعضه ببعض في كل المحافظات، كذلك فإن تزايد الاحتياطي النقدي الأجنبي من عملة الدولار وصل إلى ارقام غير مسبوقة، لم تتحقق من قبل على مدى السنوات الماضية.

وكما كان لتلك المرحلة الصعبة، التي عشناها مع الإصلاح الاقتصادي بكل ما حمل من معاناة ومتاعب للمواطن المصري، غير أنه كان بمثابة طوق النجاة والإنقاذ فيما نحن فيه وكي نستشفى من أزماتنا الاقتصادية التي مررنا بها من قبل طوال الحقبة الماضية.

فالجنيه المصري، الذي استرد عافيته بعض الشيء أو بصورة جزئية يعكس مدى ما بذلناه من جهد مستمر ودؤوب للارتقاء بالاقتصاد المصري، واضعين في الاعتبار المشروعات غير المسبوقة التي تحققت على أرض الواقع والارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة وزيادة الدخل، هذا إلى جانب جذب العديد من الاستثمارات الأجنبية، وتحويلات المصريين المقيمين بالخارج، كل هذا نتج عنه زيادة كبيرة للموارد المالية من العملات الصعبة، هذا بخلاف العائدات الأخرى من السياحة، التي بدات تسترد عافيتها مرة أخرى وقناة السويس المجرى الملاحي العالمي، التي تدر دخلا بالعملة الصعبة لمصر، إلى جانب صادراتنا من السلع الغذائية أو غيرها.

ومن الطبيعي أن يؤدي انخفاض سعر الدولار بالنسبة لنا إلى تراجع في الأسعار بالأسواق، وليس العكس، غير أن شيئا من هذا القبيل لم يحدث، خاصة وأن الكثير من السلع التي نعتمد عليها تكون مستوردة من الخارج، وقد يعلن البعض تخوفهم من التأثر، من خلال الأسواق العالمية أو بأي تقلبات خارجية أخرى، بما يعني زيادة جديدة في الأسعار العالمية.

ولكن ما يعنينا في الأمر ذاته أن تستقر السوق العالمية دون زيادة في الأسعار تؤثر علينا بشكل أو بآخر.

ورغم ذلك لا يمكن أن نغفل الدور الذي بذل من جانب الدولة، وأسهم في استقرار الأسعار، وانخفاض قيمة الدولار أمام الجنيه، فبعد أن ارتفع سعره من قبل إلى أكثر من 20 جنيها وصل به الأمر إلى التراجع لأقل من 17 جنيها وهو نجاح يحسب لنا منذ قرار التعويم.

ولقد كان الرئيس عبدالفتاح السيسي صريحا وموفقا أمام الشعب، ومنذ تحمله المسؤولية، وطالبنا بالصبر بعض الوقت كي نجني الثمار بعدها، وهذا ما تحقق بالقول والعمل معا، وبات الموقف أكثر تفاؤلا، مقارنة بما كنا فيه من قبل. فلقد أتى الإصلاح الاقتصادي بثماره التي كنا ننتظرها، وجعلت من مصر شأنا آخر، ومازلنا ننتظر المزيد.

وأن كان خير دليل أو تأكيد على كلماتي في نجاحنا بالنهوض بالاقتصاد المصري والوصول به إلى بر الأمان، ذلك التقرير الصادر من صندوق النقد الدولي بشأن المسار أو البرنامج الاقتصادي المصري الذي يشق طريقه نحو الاتجاه الصحيح وماةتبع ذلك من انخفاض لنسبة البطالة، وكذلك حجم التضخم والاستقرار في الأسواق، إلى جانب ارتفاع نسبة الاحتياطي النقدي من الدولار.. كل هذه المؤشرات، تجعلنا نتفاءل أكثر فيما هو قادم.. وتحيا مصر.    

 

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز