عاجل
الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
زيادة رواتب المعلمين

زيادة رواتب المعلمين

بقلم : محمد الشرقاوي

من منا لا يتمنى أن يكون التعليم المصري كأرنب بري ينطلق بسرعة، وهذا الانطلاق يتطلب توافر اعتمادات مالية للنهوض به، فقد بات المعلم فقيرا ماليا ومعنويا، وأصبحت مدارسنا بيوتا تسكنها الأشباح، ومنهج الكتاب المدرسي يحمل بين دفتيه كلاما مطبوعا أوراقه أغلي من قيمته العلمية، وأصبح ذهاب الطالب إلى المدرسة خشية من أن يسجل في دفتر الغياب مما قد يعرضه للفصل من المدرسة لا غير.



وإحقاقا للحق فإن التعليم قبل قدوم "طارق شوقي"، كان سلحفاة عجوز تسير داخل صندوق من الأفكار المعلبة التي أصابتنا بفقر دم شديد في شرايين المنظومة التعليمية.

فقد كانت أغلب محاولات سابقيه مطعمة بنكهة الاستسهال، باللعب في سنوات الشهادة سواء الصف الخامس أو السادس الابتدائي، أو اعتبار الشهادة الثانوية سنة أو سنتان أو فيها تحسين وٌ[أستثني] سلفه "الهلالي الشربيني" صاحب اختراع "البوكلت" وصاحب المحاولات الكثيرة للتغلب على مشكلات المدرسة والمعلم والطالب والمنهج [إلا] أن ركوبه ناقة أول تعديل وزاري باعدت بينه وبين مشروعه.

ويحسب لشوقي أنه جعل التعليم وجبة رئيسية على موائد البيوت حتى وإن كان بعضها لاذع أو غير مستساغ، فقد استطاع أن يجعل من التعليم قضية تهم الطالب وولي الأمر، ويتحدث عنها ولأجلها المجتمع بأسره، حتى وإن اختلفنا معه في فقه أولويات خطة تنفيذ التطوير.

لكن وبعيدا عن الغوص في بئر المنظومة التعليمية الجديدة! والتي يتبناها شوقي ورجاله بديوان الوزارة والمديريات [استوقفتني] جسارة الوزير في الدفاع عن احتياجات وزارته من الموازنة العامة القادمة، وإعلانه متطلباته المالية والحد الأدنى منها لاستكمال مسيرة التطوير، وذلك في جلسة استمرت 3 ساعات بلجنة الخطة والموازنة بالبرلمان.

وكان من فوائد هذه الجلسة اتفاق الجميع على ضرورة زيادة الاعتمادات المالية من الموازنة القادمة لضمان استمرار مراحل التطوير للسنوات المقبلة.

وللعلم فإن هذه الجلسات تقليدية في هذا الوقت من كل عام للتشاور مع كل الوزارات والهيئات والمؤسسات الحكومية حول الموازنة العامة للعام القادم.

فمشروع تطوير التعليم يحتاج كما يقول الوزير شوقي 138 مليار جنيه شاملة زيادة رواتب المعلمين لم توفر منها وزارة المالية حتى الأن سوي 99 مليارا، وبعد الدخول في مفاوضات مع النواب والمالية والتخطيط استرشد الوزير وطلب 110 مليارات جنيها كحد أدنى دون زيادة للمعلمين لاستكمال مشروعة.

لكن الوزير يعلم جيدا أن العظام الرميم للتعليم لم تحيا إلا بالمعلم، فهو الترس الرئيسي التي تدور به باقي أَتْرَاس المنظمة، وأن خروجه من مُولد الاعتمادات المالية بلا حُمص يسد جوع دخله، قد ينقص من وزن وثقل مشروع شوقي الكثير، فقرر تخصيب وتوليد أفكار جديدة تحل جزءا من ضعف الموازنة المقررة لوزارته.

ولو شئت دليلا على ذلك فقد وقع بروتوكول خاص مع جمعية "مصر الخير" لدعم التابلت، وأطلق في ذات الأسبوع "صندوق الاستثمار الخيري" لدعم وتطوير التعليم ورعاية المتميزين وتطوير المناهج وتدريب المعلمين وبناء المدارس، وكلها وسائل أهلية جيدة ستخفف من بنود الصرف في الموازنة الحكومية، مما قد يحقق فائضا لزيادة رواتب المعلم أو تحسين دخولهم على الأقل.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز