عاجل
الثلاثاء 19 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
مدح أصله ذمّ

مدح أصله ذمّ

بقلم : د. داليا مجدى عبدالغنى

أتعجب جدًا من الناس، التي تستخدم كلمة "حيوان" لذمّ من تغضب منهم، وكأن الحيوانات كائنات خُلقت لكي تتصف بأدنى الصفات، لكي يتم نعت البشر غير المرغوب فيهم بها، في حين أنني تُعجبني جدًا المقولة الشهيرة للكاتب الأيرلندي الشهير "جُورج برنارد شو"، وهي كلمة: "ازددت معرفة بالبشر، كلما ازددت احترامًا لكلبي".



فالحيوانات لديها مشاعر، أحيانًا كثيرة تفوق البشر، فهل هناك إنسان يمكن أن يصل وفاؤه إلى وفاء الكلب؟! وهل هناك من يصل ذكاؤه إلى ذكاء الحصان؟! وما لا يعرفه الكثيرون أن الذئاب رغم شراستها، إلا أنها تمتاز بالوفاء والإخلاص لشركائهم.

فلو عرفنا صفات الحيوانات، لأدركنا أن مُحاولتنا لذمّ بعضنا بعضًا بأسماء الحيوانات، هي مُحاولة سخيفة، تدل على جهلنا الشديد بالكثير من الأمور، فهذه الكائنات لديها القُدرة على منح الإنسان مشاعر وأحاسيس كثيرة، يفتقدها من أقرانه البشر، فهم تجعلهم يشعرون بسعادة حقيقية.

فمشاعر الحيوانات صادقة، لا زيف فيها ولا رياء، فهي نابعة من القلب، فالمادة لا تدخل في حساباتهم إلا نادرًا، وأقصى أنواع المادة لديهم، هي المأكل والمشرب، فلو تفكرنا قليلًا في سُلوكيات البشر السلبية، سنجدها تغلب في شراستها شراسة الذئاب والأسود، فيا ليت الإنسان يُحاول التشبه ببعض الصفات التي تتسم بها الحيوانات، وقبل أن ننبُذ بعض الكائنات، ونشْجُبهم، علينا أولًا أن ندرس صفاتهم، ونتعرف على تكوينهم؛ حتى لا نكتشف أننا مدحنا أعداءنا، دون أن ندري، عندما أطلقنا عليهم اسم أحد الحيوانات، فعندما نقول لإنسان "يا كلب"، مثلًا، يكون قصدنا هو الحطّ من قدْره، في حين أننا نعتناه بالإخلاص والوفاء النادر، فهل هذا مدح أم ذمّ؟!

وأخيرًا، علينا أن نعترف أن المدح أحيانًا كثيرة يكون في أصله ذمّ.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز