عاجل
الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
شهداء وخونة

شهداء وخونة

بقلم : محمد جمال الدين

من المؤكد أن هناك فرقًا كبيرًا بين كلمة شهيد (جمع شهداء)، وكلمة خائن (جمع خونة)، فرق فى المعنى والمضمون والانتماء وغيرها كثير، ولذلك عندما شعر جل المصريين بالحزن لاستشهاد البطل المصرى (أحمد المنسي) فى إحدى العمليات الإرهابية القذرة، لم يكن ذلك بغريب على بطل مصرى قدم روحه وحياته فداء للوطن الغالى الذى أقسم على حمايته من أجل مجرم آثم قلبه، عكس مظاهر الفرحة التى تملكتهم لمجرد القبض على الخائن لوطنه (هشام عشماوي)، وإعادته إلى أرض الوطن لمحاسبته على ما ارتكبه من أعمال إجرامية فى حق مصر التى أقسم ذات يوم على حمايتها، بعد خيانته للأمانة الملقاة على عاتقه بعد تخرجه في الكلية الحربية.



(المنسي) بطل حقيقى سيكتب التاريخ اسمه وأسماء زملائه الشهداء  بحروف من ذهب، أما (عشماوي) فهو خائن أجير لدى الغير، يعمل لحساب من يدفع أكثر، ناشرًا الفتن والخراب والإرهاب فى الوطن الذى أنجبه وأكل من خيره، لن يتذكره يومًا أحد اللهم سوى عند ذكر الجواسيس والخونة لبلادهم.. المنسى وغيره من شهداء الوطن نالوا شرف الشهادة بعد أن اصطفاهم الله بهذا الشرف، مثلما اصطفاهم  برفقة الأنبياء فى الجنة لدفاعهم عن وطنهم، فأين منكم عشماوى وغيره من باقى الخونة الذين سيتم القصاص منهم، كل فى وقته، ولن تفلح محاولاتهم فى الهرب من القصاص المحتوم عليهم، ولو طال الزمن فمصر لن تغفل عن ملاحقتهم، وهذا هو العهد الذى أخذه الرئيس (عبد الفتاح السيسى) على نفسه، وهو بالمناسبة نفس العهد الذى تعهد به الشعب المصرى حينما يحتفل بيوم تكريم شهداء مصر الذى يتم فى حضور أسرهم، فمصر لم ولن تتهاون فى إعادة حق شهدائها الذين استهدفتهم يد الإرهاب الغاشمة، ولأن الشهادة شرف لا يناله إلا من تمكن الإيمان من قلبه، لهذا لن يحول عن نيلها رصاصات الغدر والخيانة والإرهاب، وهذا تحديدا ما لا يعرفه عشماوى وغيره ممن باعوا أنفسهم للشيطان، فأمثال هؤلاء إيمانهم ضعيف وغير مستقر فى قلوبهم، ويعتمد فقط على الشكل وادعاء الفهم والمعرفة، وليس لهم من هدف إلا تحقيق زعامة زائفة تأسست على أوهام كاذبة، ومن أجل ذلك لم ولن تستسلم مصر قط للإرهاب وشعبها العظيم لن يقبل أن يضع يده يوما فى يد هؤلاء القتلة أعداء الوطن والدين، وستقف دائما متصدية لطيور الظلام التى تسعى لهدمها، وإعادة الخائن عشماوى لم ولن يكون البداية، بل سبقه استعادة آخرين، وبالطبع لن يكون النهاية، فجهود أبناء مصر ستظل مستمرة فى القبض على هؤلاء الخونة، ليس فقط  ليتم محاسبتهم على جرائمهم، وإنما تنفيذ للعهد حتى تبرد نار قلوب أسرهم ويسترد الوطن حقه، وهذه هى الرسالة الأهم من وجهة نظرى التى يجب أن يضعها جل خائن نصب عينيه سواء داخل أو خارج مصر، كما أنها رسالة مهمة أيضًا لجل دولة ترعى الإرهاب وتموله، استعادة حق الشهداء عقيدة أساسية لدى الجيش المصرى الذى يستمد شرعيته من الشعب لأنه منهم وهم منه، فتحية لهذا الجيش وصقوره الساهرة على تأمين البلاد، والتحية الأكبر لجميع شهداء الوطن الأبرار، والذين بفضلهم ستظل مصر قوية آمنة، عصية على كل من تسول له نفسه مجرد الاقتراب للنيل منها أو الإساءة إليها.

أخيرًا العرفان والتقدير للشهداء أمر واجب وحتمى،  وفرض عين على جل مصرى محب لبلده، والقداسة والطهارة والمجد والخلود لأرواحهم، وعهد على مواصلة الدرب الذى سلكوه لنكون جديرين بهذا الإرث الذى أورثنا إياه الشهداء..  ولا عزاء للخونة والمأجورين.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز