عاجل
الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
بعيدا عن بدعة "العيال عزوة".. من يتصدى لهذا الخطر!

بعيدا عن بدعة "العيال عزوة".. من يتصدى لهذا الخطر!

بقلم : جميل كراس

الحكاية ليست بالعيال أو كثرة الإنجاب بعد أن وصلنا داخل دائرة الخطر أو على فوهة بركان لا يهدأ من هذا الانفجار السكاني الذي لا يتراجع أو يتوقف.



فالأعداد بالنسبة للمواليد في تزايد دون تعقل أو لحظة تفكير أو حتى وقفة مع النفس ولأن هذا التزايد الرهيب يمثل عقبة أمام خطط التنمية المستهدفة التي ننتظرها.. والموضوع المهم من خلال كل أسرة ليست بعدد العيال أو ما يطلقون عليها "عزوة" رغم أن ذلك ليس حقيقا فقد ينفلت العيار وبكثرة الإنجاب تجد من هو صالح أو العكس أو الذي تعجز أسرته في تقويمه أو حتى ترتيبه وتلبية كل احتياجاته.

فالمهم ان نحتكم إلى عقولنا وليس إلى قلوبنا التي قد تخطئ في التقدير وتنتهج أسلوبا بعيدا عن التعقل أو التفكير كما ان تقدم الدول في العالم اجمع قد لا يتوازى مع التزايد في الإنجاب فكلاهما يحتاج إلى خطين متوازيين، فلابد من فائض كبير من الثروات والموارد والنمو والاستقرار الاقتصادي وخلافه حيث يؤدي ذلك إلى مستقبل افضل أو إلى ما هو احسن بالنسبة للدولة أو المواطن.

وعندما يكون العكس صحيحا ويتزايد نسبة المواليد دون أن يكون عندنا المقابل المطلوب فهذا الخطر بعينه.

والسؤال: كيف نأتي لمثل هؤلاء المواليد بكافة احتياجاتهم من تأمين صحي ورعاية وتعليم وتوفير فيما بعد وخلافه وفي المقابل موارد محدودة يجب ان نعالجها ونتوسع كثيرا في خلق فرص العمل مستقبلا مع كثرة الإنتاج وإنشاء مجتمعات عمرانية جديدة وتوفير كافة الخدمات فالتوسع الأفقي يجب أن يكون موازيا للرأسي ونحن على يقين بان الشيء الذي كان يعتمد عليه 50 أو 60 مليون نسمة بات لا يكفي أو يتناسب فيما وصلنا إليه من مواليد وصلت إلى أكثر من مائة مليون نسمة وانظروا على سبيل المثال حصة مصر من الموارد المائية التي كما هي لم تتغير ولا تزيد بل تنقص بسبب الاستهلاك الرهيب للمياه وارتفاع نسبة المواليد.

ولكن في الدول الأكثر تقدما نرى عكس ذلك فلا يوجد هناك أزمات مثل التي نعاني منها ولا انفجار سكاني ولا غيره وكل شيء يتم بحساب دقيق وما دون ذلك غير مرغوب فيه وهذا الوضع السيئ الذي يداهمنا بين الحين والآخر نحن جميعا في غني عنه بل هو بمثابة خطر ينتظرنا ويتربص بنا في كل زيادة لا نعمل لها حساب ورغم اختلاف وجهات النظر وتباينها في هذا الموضوع نجد من يزكي ذلك ويقول يا عم خليها على الله وكل عيل برزقه!

كما انه من أين نضمن لمثل هذه الزيادات الغير مسبوقة حياة كريمة أو مستقرة في المستقبل ما يكن تملك القدرات في ذلك التي تقودنا إلى الأمام وليس العكس!

يا سادة يا كرام تحديد النسل أو تنظيمه في كل العالم وهو لا يتعارض مع الدين أو المعتقدات لكنه اصبح ضرورة ملحة تفرضها الظروف ومسألة مهمة تؤثر على الدولة ومستقبلها وجميع المواطنين بل اعتبرها قضية أمن قومي تفرضها الملابسات المحيطة بنا لاسيما الطبقات الفقيرة أو محدودة الدخل وكذلك ما هي تحت خط الفقر.. وحتى الطبقات التي يقال عنها بالمتوسطة تعاني بدورها من شظف الحياة وصعوبة المعيشة وارتفاع الأسعار في ظل هذا الانفلات الانجابي..
وعليكم ان تنظروا إلى صورة الشوارع والميادين العامة المزدحمة جدا وعن آخرها إلى جانب الاختناقات في الطرق ومشاكل المرور الطاحنة التي لا تنتهي والتكدس الرهيب لكل أنواع السيارات في كل شارع أو مكان يعني باختصار العملية مش ناقصة زيادة سكانية من نوع اخر.

وهذا الأمر لا يمكن السكوت عليه فلا بد من وضع ضوابط وقوانين تعيد الاتزان لهذه المشكلة الكبرى.

كما ان مؤشرات الحظر التي تنتظرنا يجب ان نتصدى لها من الان فصاعدا وأرى انه من الضروري الزام كل مواطن مصري بتنظيم النسل والحد من الإنجاب فالتعداد السكاني ما زال مرتفعا ويشكل خطورة على مستقبلنا ونحن لا نريد أجيالا مريضة وضعيفة ولا تجد فرصة في التعليم انما نريد أجيالا قوية قادرة على رفع شأن الوطن والنهوض به إلى الأمام وحمايته أيضا.

وما دون ذلك الفقراء سوف يزدادون فقرا.. فطفل أو اثنين على الأكثر هذا يكفي ولا ترددوا بان كثرة العيال "عزوة" لأبيهم فدائما وأبدا خير الأمور الوسط ولان الشيء اذا زاد عن حده انقلب ضده.. وعليكم إذن بالتعقل كي تستقيم أوضاعنا في مناحي الحياة.

أخيرا تنظيم النسل والحد من الإنجاب وعدم الإسراف في ذلك الموضوع يرفع شأن الوطن والمواطن معا وعلى الكل أن يأخذ حذره من ذلك البركان البشري الذي يتزايد بمعدلات رهيبة تدعو إلى القلق وحتى لا نجد أنفسنا في أزمة بدون لازمة.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز