عاجل
الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
العيد.. اللمة الحلوة

العيد.. اللمة الحلوة

بقلم : محسن عبدالستار

لا ريب في أن العيد، فرصة للفرح والسرور والبهجة، ومنحة من الله عز وجل ليشعر فيه المؤمنون بأنهم أدوا العبادات، وفازوا برضاه سبحانه وتعالى.. ففيه يرتدي الناس أجمل الثياب، ويجتهدون في إظهار طريقة جميلة للتعبير عن فرحتهم، سواء كانوا كبارًا أم صغارًا، فإظهار الفرح في العيد سنة نبوية، يجب على الجميع العمل بها.



العيد مسك ختام شهر رمضان، ويتمثل عنوانه بالزكاة والتوسعة والإحسان، ويُقصد بالعيد في معناه الحقيقي العودة إلى الله تعالى، وإلى سنة النبي الكريم، صلى الله عليه وسلم، ويتعلق العيد بصلة الأرحام، والعفو عمن ظلم، والتسامح بين الناس، وإزالة الأحقاد من القلوب، وإدخال الطمأنينة إلى النفوس، وبالتالي فإن العيد هو ترك المشاكل وتوحيد الناس جميعًا.

في العيد يشعر الناس بالتلاحم الأسري وتبرز مظاهر التجمعات بين الأهل والجيران والأصدقاء كأسرة واحدة في الكثير من المدن والقرى، حيث يجتمع الأهل والأصدقاء والجيران، في صحبة طيبة نادرا ما تحدث، بسبب ظروف الحياة، وتعرف هذه الظاهرة بـ"اللمة أو الجلسة"، التي تتجلى، سواء على مائدة إفطار في ريف مصر أو الوجه القبلي أو في السمر والحديث في شتى أمور الحياة.. في صورة رائعة تجسد مدى التواصل والتلاحم في أوساط المجتمع.. في هذا اليوم تجتمع الأسرة كلها والأهل، ويتبادلون التهاني، وقضاء أوقات ممتعة.  

"اللمة"، أن نكون جميعًا يدًا واحدة، نجتمع على الخير دائمًا.. وجودنا في مجموعة هذا أكثر ثباتًا وقوة، حيث يكون الفرد خارجها هشًا ضعيفًا ضائعًا..هي أعظم اجتماع يومي مفقود طوال العام، نظرًا لظروف المعيشة الحياتية المختلفة لجميع أفراد الأسرة.

إن أجمل ما في العيد هو "اللمة"، والمقصود بها اجتماع أو جمع الأهل والأصدقاء والجيران في بيت واحد ومكان واحد.. لتبادل التهاني، وزيارة الأقارب.. وهكذا تقضى أيام العيد، إنها صورة رائعة، رغم أن الحياة العصرية طغت على الكثير من العادات والتقاليد السائدة، إلا أنه لاتزال توجد بعض العادات الاجتماعية الحميدة، التي تبرز بشكل كبير في العيد، فعصرنة الحياة وتقنياتها لم تؤثر في الإحساس به وبنكهته وبهجته، والتي تبرز خصوصًا في "اللمة" التي لا تقتصر على مستوى الأسرة الواحدة أو الجيران بل تمتد لتصل إلى الجميع.

إن التجمع في العيد، يزيد الترابط الاجتماعي، ويحسن المزاج النفسي بشكل كبير، ولذلك نجد معظم المكتئبين في حالة نفسية جيدة في العيد، لأن الأجواء المحيطة توفر لهم مناخًا أسريًا وتبعدهم عن الوحدة، فالتواصل والتجمع والحوار مع الأهل والأصدقاء لا يظهر بوضوح إلا في أيام العيد، لذا يجب المحافظة على هذه الروح في معظم الأسر، خاصة أن الجو الذي يسيطر على البيوت والأصدقاء، ما هو إلا أمور تحسن الحالة النفسية للجميع، فيجب أن يدرك الإنسان ذلك ويستثمره بوضوح ليبدأ صفحة جديدة بعد العيد.

كي يحتفظ العيد بكامل فرحته، يجب التخلص من أي شيء يفسد هذه الفرحة، ويجب وضع الخلافات التي تكون بين الجيران والأقارب، والسلام عليهم ومسامحة المسيئين، ونبذ الحقد، والعنف، والكراهية.. فالعيد لا يكون إلا بالحب، ولا يكتمل إلا بصفاء النفوس.

تقبل الله منا ومنكم، عيد مبارك عليكم.. كل عام والمسلمون في أنحاء الأرض بخير.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز