عاجل
السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
محمد صلاح!

محمد صلاح!

بقلم : محمد جمال الدين

.. وفعلها ابن قرية «نجريج» أول لاعب كرة قدم مصرى يحصل على كأس بطولة أوروبا للأندية، فعلها ابن ريف مصر معتمدًا على موهبته وكفاحه ووقوف قيادات واعية فى نادى المقاولون العرب بجانبه، وبمساعدات أسرته البسيطة التى آمنت بموهبته حتى حقق ما كان يتمناه منذ كان صغيرًا.




فعلها صلاح دون صخب أو تعالٍ أو غرور، وهى العناصر التى تملكت لاعبى الأهلى والزمالك المدللين بفعل الإعلام وسطوة وقوة  الناديين، ولهذا تحديدًا لم تنجح أغلب تجارب لاعبيهم عندما يحترفون فى الخارج، اللهم البعض منهم ممن لا يتجاوز عددهم أصابع اليد الواحدة، فعلها صلاح دون إن يمد له أحد يد العون من أغلب قيادات اتحادات الكرة التى ثبت فشلها جميعًا، بمن فيهم أعضاء اتحاد الكرة الحالي، الذين لا يدرون أو يعلمون شيئًا عن معنى الاحتراف الحقيقى المطبق فى الدول الكروية المتقدمة منها بالطبع، المهم عندهم مشاركة لاعبنا فى رزقه ورزق أسرته، أخيرًا فعلها صلاح بثقته فى نفسه وإيمانه بموهبته من خلال عمله الجاد حتى يثبت ذاته فى عالم الساحرة المستديرة، والتى من خلالها استطاع أن يجعل الشعب الإنجليزى قبل المصرى يتغنى باسمه، لقد جعلنا محمد صلاح ننسى الدورى المصرى الضعيف الذى يديره اتحاد أضعف منه يعمل لصالح الأهلى والزمالك فقط، ونظرة سريعة على مقاهى مصر التى تحتشد من بكرة أبيها من شمالها إلى جنوبها لمجرد أن هناك مباراة لمحمد صلاح مع ناديه ليفربول، لتوضح للقاصى والدانى مدى ارتباط الجماهير المصرية بصلاح، الذى حقق ما لم يحققه أى لاعب مصرى على مر التاريخ.


 صلاح أصبح قدوة وأملًا لجل شاب مصري، جميعهم يتمنون أن يكونوا مثله، وعلى الرغم من أن رحلة «مو صلاح» كما تطلق عليه جماهير ليفربول، لم تكن قط سهلة، بل هى صعبة بكل المقاييس، رحلة بدأت من مركز شباب قريته نجريج ثم نادى بسيون ومنه إلى نادى عثماثون «مقاولون عرب فرع طنطا»، لينتقل بعدها إلى نادى المقاولون العرب فى القاهرة، الذى كان ينام تحت مدرجاته بعد أن أعياه السفر بدنيًا وماليًا من القاهرة إلى بلدته يوميا، حتى أصبح نجما فى ناديه، ومن خلال المهندس «شريف حبيب» المشرف على الكرة فى النادى ومحافظ بنى سويف السابق احترف فى نادى بازل السويسري، ومنه انتقل إلى تشيلسى الإنجليزى، ولكن الوقت ومدربه «جوزيه مورينيو» لم يسعفه، لينتقل إلى فورنتينا الإيطالى ثم روما الذى شهد تألقه، وقتها قرر صلاح العودة إلى الدورى الإنجليزى الذى اعتبره التحدى الكروى الأول فى حياته بعد التجربة غير المكتملة فى تشيلسى، ولكن هذه المرة من خلال بوابة ليفربول الذى شهد شهرته ولمعان بريقه، رحلة ليست سهلة أو بسيطة كما ترى عزيزى القارئ أو الشاب الذى يرى صلاح كمثل أعلى له ولغيره، من خلال تتابعها نجد أن ابننا حرم نفسه من متع كثيرة، وتحمل الغربة والبعد عن الأهل والأصدقاء والعنصرية والنقد والتجريح فى بعض الأحيان «من اللى يسوى وميسواش» ولكن لأن ابننا وابن مصر لا ينشد سوى النجاح فلم يعر هذه الأمور أى انتباه، فقد حقق صلاح ما يريد بفضل عمله واجتهاده، وهو نفسه الذى مازال يحلم برحلة أطول وأفضل وإنجازات أكبر فى عالم كرة القدم كما صرح عقب حصول فريقه على الكأس، هذا هو «محمد صلاح» يا شباب مصر الذين تأملوا أن تكونوا مثله، وهذا هو الدرس الذى تعلمه ويريدكم أن تتعلموه حتى تصبحوا مثله وأفضل منه، هذا هو صلاح الذى لم ينس قريته التى نشأ فيها ولم يبخل عليها أو على أهلها بما أفاض به الله عليه، مثلما لم يبخل على وطنه الأكبر مصر، والتى يقدم لها يد العون دون أن يطلب منه أحد، هذا هو سفير العرب والإسلام المثالى فى بلاد الإنجليز.


 هذه هى رحلة الكفاح التى نتمنى من كل شاب مصرى أن يسير على دربها، متحديًا جل الصعاب والعنصرية التى يتعرض لها الشباب العربى فى الخارج، والتى بفضل صلاح استطاع أن يغير بعضها من خلال رحلته، انتظارًا للشباب العربى المتمسك بعروبته وقوميته لنغير الجزء الباقى منها .  
 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز