عاجل
السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
الفول المدمس.. يركب الموجة العالية

الفول المدمس.. يركب الموجة العالية

بقلم : جميل كراس

الفول المدمس أو حتى مشتقاته من الفلافل أو خلافه يعتبر الوجبة الشعبية الأولى لدى الكثيرين، ولكن دوام الحال بات من المحال، بعد أن تغيرت الأحوال ولحق فول الغلابة بموجة الأسعار العالية، وحتى الساندوتش أصبح سعره بالشيء الفلاني.



هذا الطعام، الذي يقولون عنه ويصفونه بـ"مسمار البطن"، الذي لا غنى عنه، أخذ طريقا أو مسارا من نوع آخر، فهو وجبة طعام لغير القادرين أو القادرين أيضا منهم، وبات أيضا ينافس أسعار الكشري والمكرونة وخلافه.

خلال الفترة الأخيرة ارتفعت أسعار الفول وركبت الموجة العالية، حتى وصل سعر الكيلو الخام لأضعاف ثمنها الفعلي مرتين أو ثلاثا، فالكيلو الذي كان ثمنه 12 جنيها فقط، ارتفع ليصل إلى أكثر من 30 جنيها، ويقولون إن السبب وراء هذا الارتفاع يرجع لنقص المحصول، والناتج المحلي، لذا يتم سد الفجوة في العجز عن طريق استيراد كميات كبيرة تفي باحتياجات السوق بالعملة الصعبة.

لتمتد ظاهرة الغلاء وارتفاع الأسعار لتصل إلى ساندوتش الفول والفلافل، الذي وصل سعره إلى خمسة جنيهات، وحتى الفول المدمس المعبأ داخل العلب أو الأكياس الصغيرة أصبح لا يقل هو الآخر عن خمسة جنيهات، مما جعل الناس تتندر على أيام زمان وحلاوتها ورخص أسعارها.

والأرقام لا تكذب ولكنها تتجمل، ولأن استهلاكنا من الفول يزيد على أكثر من 2.5 مليون طن، وإنتاجنا لا يزيد محليا حتى وصل إجمالي ما ننتجه إلى أقل من نصف احتياجاتنا، والباقي طبعا فول مستورد من الخارج، لدرجة أنه وصل ما نقوم بشرائه من سلع غذائية إلى ما يقرب من 85% من احتياجاتنا والباقي من الخارج.

هذا كله يوضح ما حدث لسلعة غذائية كـ"الفول"، ولماذا ارتفع سعرها وتوهج إلى هذا الحد، وكذلك إذا وضعنا في الاعتبار تلك الأزمة التي تمر بها الكثير من دول العالم في إنتاج الفول بسبب التقلبات المناخية، خاصة برودة الطقس التي يصل بها إلى حد التجمد أو الجفاف، الذي يؤثر بشكل أو بآخر على المحصول كلية.

وبهذا الاتجاه أصبح طعام الفقراء أو حتى الغلابة خارج النطاق، بعد أن قفز سعره إلى أعلى درجاته محليا وعالميا.

ورغم ذلك ليس هناك مفر إلا طريق واحد، لا بد أن نسلكه، وهو العمل على زيادة إنتاجنا المحلي من الفول وبكميات تحقق الهدف وتفي بالغرض المطلوب حتى يكون لدينا اكتفاء ذاتي من الفول.

ورغم الاتهام الموجه للتجار برفع السعر من جانبهم، في ظل عدم وجود رقابة أو سعر محدد للبيع أو الشراء، غير أن الواقع يبرهن بعكس ذلك، فليس هناك استغلال من جانب التجار، من خلال أزمة الفول لرفع سعره بالمقارنة بما ننتجه محليا، وما نقوم باستيراده من الخارج.

لدرجة أن البعض وصل به الأمر بأن أغلب ما نستورده من الفول لا يلقى استحسانا في المذاق، أو بديلا عن الفول البلدي المصري.

أخيرا أهمس في آذان الذين يساهمون في زيادة حدة الأزمة أو مشكلة الفول ويقومون برفع الأسعار، كما يحلو لهم، "اتقوا الله"، وارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء.   

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز