عاجل
الثلاثاء 19 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
مطلوب قانون يجرم التسول

مطلوب قانون يجرم التسول

بقلم : رؤوف عبيد

التسول والنصب تحت مظلته أصبح جريمة في حق المجتمع، وللأسف لا يوجد قانون يعاقب عليه من يمارسه، وأصبحت الظاهرة موجودة وبكثرة، بل إنها تتطور وتختلف أساليبها، فالمتسول لا يكف عن التفكير في كيفية الحصول على المال من ضحاياه، لدرجة أنك لا تستطيع أن تتصور أن تكون هذه الطرق وسيلة للنصب، ولكوني إحدى ضحايا هذا النصب، أتذكر منها عددا من الطرق الخادعة التي تعرضت فيها للنصب.



 

المرة الأولى

حينما كنت أسير في الطريق فوجدت شخصا كبير السن يقلب في الزبالة، وكأنه يبحث عن شيء، فرجعت إليه سائله عما يبحث، فقال إنه يبحث عن لقيمات ليأكلها، وهنا أعطني ضميرك لكي تترك هذا الرجل، دون أن تعطيه مبلغا من المال ليشتري بعض الطعام، وفعلت وبعد أيام عدة مررت مصادفة من نفس الشارع، فوجدت نفس الشخص يفعل نفس الشيء، وهنا لم أسأله كما فعلت في المرة الأولى، بل انتظرت بعيدا حتى أعرف حقيقة ماذا يفعل، واكتشفت أنها طبيعة عمله، فهو يبحث عن بعض الأشياء البلاستيكية لبيعها للمصانع وإعادة تدويريها.

 

المرة الثانية

ظل الموقف عالق في ذهني، وعاهدت نفسي ألا أسأل أحد يبحث في الزبالة مرة أخرى، لتأتي طريقة أخرى جديدة لا تخطر على بال، أنه رجل متوسط الحال يقف في الطريق في عز الظهر، يشاور إلى السيارات لتقف إليه من أجل توصيله، وعندما رأيته وقفت بالفعل ركب الرجل بجانبي وبدأ بالحديث عن سبب وقوفه بهذا المكان ليحكي انه ذهب للعمل اليومي، لكنه لم يوفق ولديه من الأطفال خمسة ولا يوجد مصدر دخل إلا هذا العمل، وهذا اليوم خرج ولم يعثر على عمل، ولا يعلم كيف يذهب إلى أولاده، والطبيعي في هذه الحالة أن تعط ما تستطيع حتى يرجع إلى أولاده ببعض النقود، ففعلت إلى أن مرت الأيام، وفي أحد الأمكنة، وجدت هذا الرجل يشاور إلى بعض السيارات، لكي تقف إليه فوقفت أنا إليه، وهو لا يتذكرني، وبدأ يعيد علي نفس القصة الأولى التي قصها في المرة السابقة، وهنا اشتد غيظي منه وأنزلته من السيارة بعد نصيحته بعدم النصب على الناس.

 

مطلوب تشريع يجرم

لا أود الإطالة في قص القصص، التي سمعتها ورأيتها، سواء حدثت معي أو مع غيري، لكنها أصبحت وسيلة سهلة لجلب الأموال بشكل غير مشروع، وأصبحت هناك عمليات احترافية يقوم بها البعض دون وجود تشريع أو قانون يجرم ذلك، هؤلاء منتشرون بشكل لافت إلى النظر، ليس فقط هؤلاء النصابون باسم التسول بل أيضا المتسولون في الطرق والمطاعم والنوادي، إنهم في كل مكان، والمطلوب الحد من هذه الظاهرة، بوجود تشريع قانوني يمنع هؤلاء من التسول ويعاقب صاحبه وهذا موجود في بعض الدول.

              

وأخيرا

هذه ليست دعوة لوقف عمل الخير كما سيظن البعض وإنما هي دعوة لوصول الصدقة إلى مستحقيها فليس، من العدالة أن تعطي هؤلاء الذين يحترفون التسول وجارك الفقير لا يجد ما ينفق به على نفسه وأولاده، وهم من تم وصفهم بأنهم يستعفون في طلبهم، ولا يسألون الناس إلحافا لذلك لو أن كل منطقة أو حي تكفل بمن يعرفونهم من الفقراء، لن نجد متسول واحد في الطريق والأفضل أنك لا تخرج صدقتك إلا لمن تعرفه، وهذه وجهة نظر تحتمل الصواب والخطأ.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز