عاجل
الثلاثاء 19 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
الجيش يحمى التراث أيضا

الجيش يحمى التراث أيضا

بقلم : أشرف أبو الريش

ثقتى فى الجيش لم تتزعزع منذ كنت صغيرا .. أنظر إلى من يرتدون الزى العسكرى بكل تقدير واحترام فهم من يدافعون عن الحقوق على مر العصور .. حق الوطن وحق الناس وحق الرد على الأعداء وردهم على أعقابهم خاسئين.. ميدان التحرير يذكرنى دائمًا بمواقف لا أستطيع أن أنساها خلال السنوات الماضية أتذكرها مع الكثيرين من أبناء هذا الوطن عندما قامت ثورة يناير وما كان يدور فى تلك المنطقة من مؤامرات على الوطن والشعب وخطة الاستيلاء على تراثنا الحضارى فى متحف التحرير آن ذاك.. كانت هناك محاولات لاقتحام المتحف المصرى وسرقته مثلما حدث فى العراق وسوريا وبعض الدول العربية التى أبتليت بكارثة «الربيع العربى» ولكن بفضل رجال القوات الخاصة من الجيش فشلت تلك المحاولات والحمد لله..



اليوم مررت على المتحف المصرى فجرًا لأجد عددا كبيرا من سيارات النقل الخاصة بالجيش تحوط المتحف من كل مكان وسط حراسة مشددة لنقل هذا التراث الإنسانى العظيم إلى مكان يليق بعظمة وتاريخ الأجداد الفراعنة .. هذا المشهد أعادنى إلى مشاهد عام 2011، عندما أحبط رجال الجيش عملية سرقة هذا التراث بعد جمعة الغضب وحدوث الانفلات الأمنى فى مصر الذى لا يمكن أن ينساه أحد.. مشاهد صعبة وذكريات مؤلمة تلك التى أرويها الآن ولكن علينا أن نظل نذكر أنفسنا بهذه الأحداث لأن التاريخ لن ينسى أبدًا من حافظ عليه من النهب والسرقة فى يوم من الأيام.. متحفنا هو الأعظم فى العالم وله تاريخ يأتى إليه السياح من كل حدب وصوب وكل ما فيه تراث إنسانى  علينا أن نعلمه لأولادنا وأحفادنا حتى نظل محافظين عليه وعلى ما فيه بأرواحنا.

والمتحف المصرى هو أحد أكبر وأشهر المتاحف العالمية يعود تاريخ إنشائه إلى عام 1835 وكان موقعه حينها فى حديقة الأزبكية، وكان يضم عدداً كبيراً من الآثار المتنوعة، ثم نقل بمحتوياته إلى قاعة العرض الثانية بقلعة صلاح الدين، حتى فكر عالم المصريات الفرنسى أوجوست مارييت الذى كان يعمل بمتحف اللوفر فى افتتاح متحفٍ يعرض فيه مجموعة من الآثار على شاطئ النيل عند بولاق، وعندما تعرضت هذه الآثار لخطر الفيضان تم نقلها إلى ملحق خاص بقصر الخديو إسماعيل بالجيزة، ثم جاء عالم المصريات جاستون ماسبيرو وافتتح عام 1902 فى عهد الخديو عباس حلمى الثانى مبنى المتحف الجديد فى موقعه الحالى.

القيادة السياسة كانت لها وجهة نظر أخرى فيما يتعلق بالآثار العظيمة الموجود فى المتحف المصرى حاليا من حيث زيادة الأمان واستيعاب كل الآثار والقطع التى لا تقدر بثمن بالإضافة إلى وجود مكان أكبر وأوسع تعرض فيه آلاف من القطع المخزنة منذ عشرات السنين فى بدروم المتحف المصرى فصدرت التعليمات الرئاسية بضرورة إنشاء المتحف الكبير فى حضن منطقة الأهرامات .. لن أتحدث عن الدراسات التى قطعتها الدولة فى هذا المشروع بكل تفاصيله الصغيرة والكبيرة ورؤية مصر فى جذب ملايين السياح من كل دول العالم خلال الأعوام المقبلة، يكفينى أن أشير فى جملة واحدة (أن كل شىء معمول حسابه) كما نطلق نحن بلغتنا الشعبية البسيطة.

ومشروع هذا الإنجاز الحضارى روعى فيه أن يكون أحد أكبر المراكز الثقافية والسياحية فى العالم به مساحات استثمارية شاسعة تشمل مركزًا للمؤتمرات يسع ألف شخص، وصالة سينما حديثة، ومطاعم مطلة على الأهرامات، ، ليصبح مجمع المتحف مقصداً ثقافياً وحضارياً وسياحياً وترفيهياً يضم جميع الخدمات التى تجعل من زيارته تجربة فريدة جاذبة للسياحة المحلية والعالمية.

هذه رؤية مصر 30 يونيو.. شكرا لحماة الوطن والتراث.. تحيا مصر

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز