عاجل
الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
أردوغان.."قل موتوا بغيظكم"

أردوغان.."قل موتوا بغيظكم"

بقلم : محمود حبسة

أفضل ما يمكن أن نرد به على الرئيس التركي رجب الطيب أردوغان هو الآية القرآنية الكريمة التي تقول: "قل موتوا بغيظكم إن الله عليم بذات الصدور" آل عمران الآية 119 والتي نزلت كاشفة لما في صدور المنافقين من غل وحقد للمؤمنين، فهما قلنا ومهما أوضحنا للسيد أردوغان أن ما حدث يوم 30 يونيو 2013 ثورة شعبية وأن مشهد 3 يوليو من نفس العام هو استجابة لهذا الحراك الشعبي وتطور لا بديل عنه للمشهد السياسي في مصر سوى الفوضى والحرب الأهلية، وأن المؤسسة العسكرية المصرية اختارت أن تنحاز لمطالب الشعب المصري كما انحازت له في 25 يناير 2011 استمرارا وتأكيدا لدورها في حماية البلاد والعباد من أي مخاطر وهو الدور الطبيعي لأي جيش وطني وليس مجموعة من المرتزقة فلن يقتنع، ومهما أكدنا للسيد أردوغان أن جماعة الإخوان المسلمين كانت ستأخذ مصر لمصير لن يحمد عقباه وأن بوادر ذلك وإرهاصاته وشواهده بدت جلية واضحة خلال العام الذي حكموا فيه مصر فلن يمتنع أو يتوقف، ومهما شرحنا له أن الرئيس عبد الفتاح السيسي لم يحكم مصر إلا من خلال صناديق الاقتراع وعبر إرادة مصرية حرة وبأغلبية ساحقة لم يحصل عليها رئيس مصري من قبل فلن يتراجع عن موقفه ولن يعد إلى رشده.



المسألة إذن أحقاد وهوى في نفس الرئيس التركي فما ينضح به لسانه يعبر عما في قلبه من حقد بلغ به مبلغه فجعله يتحكم فيه وفى تصرفاته، وهذا الحقد في رأيي له ما يبرره فمصر بثورتها الشعبية في 30 يونيو قطعت الطريق على الطاووس التركي في العودة لحكم الشرق من جديد من خلال السيطرة على قلبه والدخول إليه من بوابته، حالت 30 يونيو دون إحياء مجده ومجد أسلافه القديم فالسلطان لم يعد سلطانا ولن يصبح سلطانا، ورغم ذلك كان أن بقى شيئا غامضا في نفس أردوغان المريضة طوال السنوات الماضية حتى توفي الله الرئيس المعزول محمد مرسي الأسبوع الماضي فراح يهذي ويتطاول على مصر ويستعدي عليها الشرق والغرب بدعوى أن الوفاة ليست طبيعية وأن هناك العديد من الشكوك رغم أن وفاة مرسي حدثت داخل قاعة المحكمة وبعد خطبة عصماء لمدة تزيد على 15 دقيقة ورغم التاريخ المرضى للمعزول، وفاة مرسى في حقيقة الأمر قضت على آخر حلم للدكتاتور التركي فلم يعد هناك أمل أطفأت بصيص الضوء الخاف الذي كان يتهادى في خيال الرئيس التركي فلن يكون له رجل في مصر لن يكون له والٍ في مصر لن يكون له دمية يحركها كيفما شاء، ومصر لن تكون في يوما من الأيام ولاية عثمانية، راح الحلم وضاع الأمل ولم يعد إلا السراب والفشل.

قضية الرئيس التركي وموقفه من مصر بعد 30 يونيو لها بعد آخر في غاية الأهمية وهو الحسد والغل لمصر لاسيما مع كل هذه النجاحات التي تتحقق على أرض مصر خلال حكم الرئيس عبد الفتاح السيسي فمع كل نجاح يتحقق يزداد غل وحقد الرئيس التركي والشواهد على ذلك كثيرة، على سبيل المثال لا الحصر عندما استضافت مصر على أرضها بشرم الشيخ أول قمة عربية- أوروبية جن جنون الرئيس التركي وهاله أن يلبي دعوة الرئيس السيسي كل هذا العدد من الملوك والرؤساء العرب والأوروبيين، ضج مضجعه أن تسترد مصر مكانتها وتعود لها الريادة من جديد، روعه أن تنفتح على العالم كله بهذا الشكل وأن تكون لديها القدرة على تنظيم عمل بهذا الحجم فقال مخاطبا نظرائه الأوروبيين كيف تحضرون إلى مصر وكيف تلبون دعوة رئيسها وكرر كلامه المكذوب أن الرئيس عبد الفتاح السيسي سعى لفتح قناة حوار معه لكنه رفض، مثال آخر لا يقل أهمية بل هو أخطر عندما حققت مصر نجاحات مبهره باكتشافاتها حقول الغاز في شرق المتوسط وبعد مفاوضات ناجحة مع شركائها من اليونانيين والقبارصة راح الطاووس التركي يتحدث عن حقوق تركيا في المنطقة ويتحرش بسفن التنقيب القبرصية وبل وصل به الأمر أن حاول استعداء حلف الأطلسي على مصر ملوحا باستخدام سفنه وطائراته لمنع التنقيب في هذه المنطقة.

مصر حطمت حلم تركيا في السيادة على المنطقة وحاصرت النفوذ التركي في كل مكان ومنعت من تمدده فها هي علاقاتها بدول الخليج وها هي تعيد السودان لحضنها بعد أن كان الرئيس المعزول البشير أعطى جزيرة سواكن لها، وها هي علاقاتها بدول المغرب العربي والحوار المتواصل حول ليبيا وقضايا أخرى، لن يكون لتركيا في المنطقة سوى دويلة قطر وستبقى الصورة التي تجمع الرئيس التركي بأمير قطر تميم بن حمد خلال زيارته لأنقرة والتي يبدو فيه الأخير كمرؤوس يجلس أمام رئيسه يتحرك يمينا ويسارا وعيناه زائغتان رغم أنه أهداه طائرة يزيد ثمنها على 500 مليون دولار ستبقى دليلا بالغا على العمالة والانبطاح ورغبة الرئيس التركي المريضة في التحكم والسيطرة ونهب ثروات المنطقة وهو ما رفضته مصر قديما فهي أول من خرج عن حكم الدولة العثمانية في عهد السلطان حسين كامل عام 1914 الذي لقب نفسه سلطانا متساويا بذلك مع رأس الدول العثمانية.

مصر ستمضي في طريقها نحو البناء والتنمية بهذه المشروعات العملاقة في مختلف المجالات تطور من ذاتها وتحدث قدراتها مستعينة بالله وبثقة شعبها وعزيمة قيادتها السياسية وستتواصل نجاحاتها التي أبهرت العالم كله وإن الله لمتمٌ فضله على هذا البلد مهما كانت أحقاد الآخرين أردوغان أو غيره وما حوته نفوسهم المريضة.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز