عاجل
الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
هذا ما حدث في اليوم المشهود

هذا ما حدث في اليوم المشهود

بقلم : أيمن عبد المجيد

حدث لو تعلمون عظيم، نقطة فاصلة في تاريخ مصر والوطن العربي، بل والمحيط الإقليمي المسمى "الشرق الأوسط"، بل زلزال لموازين القوى العالمية المتصارعة على النفوذ والسيطرة.



كان المخطط، بعد وثوب تنظيم الإخوان على الحكم في مصر، العمل على تمكينهم من مفاصل الدولة، تمهيدًا لاستقرار طويل، يحوّل هوية الدولة الوطنية تدريجيًا.

وبالتوازي مع ذلك، يُدعم عناصر التنظيم، في سوريا وليبيا، للسطو على الحكم، في لحظات انهيار المؤسسات الصلبة للدولة، للانطلاق لدعم تالٍ للخلايا الإخوانية في الكويت، وغيرها من الدول الخليجية، لإسقاط أنظمة حكمها والسيطرة الإخوانية بالتبعية.

هذا المخطط كان يحظى بدعم من "حلفاء الخفاء"، "خليفة الوهم"، العثماني أردوغان، القيادي بالتنظيم الإرهابي الدولي، فتمكين أذرع التنظيم في البلدان العربية، يحوّلها بالتبعية إلى إمارات تابعة له، سعيًا لاستعادة حلم الإمبراطورية العثمانية، تحت مزاعم دينية، ووهم الخلافة الإسلامية.

بينما كانت أمريكا ترى في ذلك، فرصة لتمكين عملائها بمكتب الإرشاد، الذي يمثل السيطرة عليه، وهو الرأس، سيطرة على جميع الأطراف، فتتحكم في المنطقة بأثرها عبر رؤوس التنظيم.

فائدة أخرى سعت إليها المخابرات البريطانية، تلك التي صنعت تنظيم الإخوان، ودعمتهم ماليًا، عام ١٩٢٨، فقد تلقى حسن البنا، الذي زعم حينها أنه يؤسس جمعية لتطبيق "شرع الله"! تمويلًا من المحتل البريطاني، يُدعم نشاطه.

هذه الدولة التي أسست التنظيم، ظلت عاصمتها حاضنة لقياداته، وأنشطتهم الاقتصادية، والهاربين من الأحكام والملاحقين جنائيًا، لمواصلة استثمارهم، وما زالت حتى الآن، حاضنة للهاربين والتكفيريين، فكان وصول عملائها لحكم دولة مثل مصر فرصة عظيمة، لتحقيق مخططات أكبر.

من بين المخططات الكبيرة، خلق أنظمة دينية سنية، تكون مصر رأس حربتها، بقيادة الإخوان، يتبعها عناصر التنظيم حال وصولهم للسلطة في سوريا، وليبيا، وبالطبع السودان، لإحداث حالة من الاستقطاب المذهبي، لتكون إيران رأس حربة شيعية، بذيولها في الميليشيات الشيعية العراقية، وحزب الله اللبناني، والحوثيين في اليمن، وشيعة سوريا والبحرين.

هذا الاستقطاب، مع التحكم في درجات التسخين المذهبي، يمكّن أجهزة مخابرات الغرب، من إشعال حرب بلا نهاية، لتتآكل المنطقة، داخليًا، على غرار نموذج حرب الثماني سنوات بين عراق صدام وإيران.

 

تلك الحرب المذهبية تؤدي إلى:

١- إنهاك وإضعاف الدول العربية، والإسلامية، بالشرق الأوسط، دون أن تخسر بريطانيا أو أمريكا ظفر جندي، ولا طلقة رصاص.

٢- سيادة الكيان الصهيوني، المسمى "إسرائيل"، والمُخلق، في معامل المخابرات البريطانية، التي منحته وعد "بلفور"، الذي نص على حق من وصفوهم باليهود في تأسيس دولة في فلسطين، والذي تولى الأمريكان رعايته، حتى الآن.

٣- الحرب المذهبية، تستهلك أسلحة بتريليونات الدولارات، تصب في خزائن الدول المصنعة للسلاح، وقطعًا تسدد الدول العربية الفاتورة من بترولها وثرواتها، تذكرون برنامج أمريكا "النفط مقابل الغذاء" في العراق.

٤- تنهار الدول العربية، وتعيش في ظلمات الجهل، والتخلف، والفقر، وتتفكك إلى دويلات، بينما يتضخم الكيان الصهيوني وينمو، محققًا تفوقًا نوعيًا.

في كل هذا، كانت مصر البداية والنهاية، فبينما تلاقت مصالح الخبثاء، في أمريكا وبريطانيا وتركيا والكيان الصهيوني، "الحالمين" بما يسمى "تصدير الثورة الإسلامية في إيران"، كان وعي الشعب المصري، بخطورة هذا التنظيم على الهوية المصرية والدولة الوطنية، والأمن القومي العربي، أكبر من تخيل المتآمرين.

نزلت حشود الشعب كالطوفان في مختلف ميادين مصر، حضرها وريفها، تهتف "يسقط.. يسقط.. حكم المرشد"، لم تنفع الإرهابيين حشودهم المغيبة باسم الدين، التي ساقوها لميداني "رابعة" و"النهضة"، في محاولة بائسة، لصناعة صورة زائفة، بأن الحكم للإخوان، أنصارهم، ففي تلك الأيام ظهرت سوءاتهم، فلم تمثل حشودهم شيئًا يُذكر من ملايين الشعب، التي هتفت بسقوط حكمهم.

هدد الإرهابيون الشعب، غلبتهم شقوتهم، وساء ظنهم، فاتهم أن الشعب المصري غير قابل للإرهاب، يتوحد عندما يشعر بخطر، يُضحي بدمائه للحفاظ على سلامة وطنه ومستقبل أبنائه.

فات الإرهابيون أن للشعب جيشًا يحمي إرادته، فكان بيان الثالث من يوليو، الذي ألقاه قائد جيش مصر، وزير الدفاع حينها، المشير عبد الفتاح السيسي.

ألقى البيان، ومن خلفه مصر، ليرحل حكم المرشد، وتنهار معه مخططات تفكيك مصر ودول المنطقة، وتنهض مصر، تهزم الإرهاب، وتحقق التنمية، تدعم الأمن القومي العربي، واستعادة مؤسسات الدولة الوطنية في الدول الشقيقة، التي تعرضت لهزات.

في هذا اليوم، حمى الشعب الوطن وهويته، وحمى الجيش إرادة الشعب، وحمت مصر العرب من شرٍ كان قد اقترب، وحطمت الإرادة المصرية مخططات قوى عالمية، ما زالت تُعاني صدمة الدرس التاريخي المصري.

[email protected]

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز