عاجل
السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
ماذا ينقصنا لاستضافة المونديال؟!

ماذا ينقصنا لاستضافة المونديال؟!

بقلم : محمد هيبة

عندما تصدت مصر لشرف استضافة كأس العالم 2010 لم يكن الملف المصرى آنذاك ملائما ومناسبا للفوز بهذا الحدث العالمى الكروى الأكبر والأشهر، إذ كانت هذه البطولة تتطلب تجهيز ثمانى مدن مستعدة لاستقبال مباريات البطولة من خلال الملاعب  والاستادات وملاعب التدريب والانتقالات وكذلك الفنادق للفرق والضيوف والجماهير.



 

ولذا.. ولأن الملف المصرى كان ضعيفا لا يلبى الاحتياجات المطلوبة فقد خرجنا بصفر المونديال الشهير وفازت جنوب إفريقيا بشرف استضافة الحدث بـ 14 صوتا مقابل 10 أصوات للمغرب.. وصفر لمصر.. ووقتها  أكد جوزيف بلاتر أن المصريين لم يدركوا  من اللحظة الأولى أنهم خارج السباق.

وأيا كانت الأخطاء آنذاك.. فقد كانت هناك تحركات من الدولة على استحياء لبناء مجموعة من الاستادات والملاعب وكذلك التجهيزات الأخرى فتم بناء استاد الجيش فى برج العرب.. وكذلك تم الشروع فى بناء استاد دمنهور لقربه من الإسكندرية، وتم التفكير فى مجموعة من المدن الأخرى مثل الغردقة وشرم الشيخ ذات الطابع الساحلى لأن البطولات الكبرى دائما ما تقام فى الصيف ولكن بمجرد أن خرجنا من السباق لم نخرج من هذه الأفكار والأمنيات إلا باستاد برج العرب, واستاد دمنهور  تم هدمه وحل محله جامعة دمنهور، وتم صرف النظر عن مشروعات وجود بنية تحتية مناسبة لاستضافة بطولات عالمية، حتى عندما تصدينا لاستضافة الكان 2006 كانت المسألة بالنسبة لنا سهلة للغاية لأن البطولة بها 16 فريقًا تنقسم إلى 4 مجموعات القاهرة والإسكندرية والإسماعيلية وبورسعيد.

والحقيقة هذه المرة فى كان «2019» كان الأمر مختلفا تماما، فمصر الدولة هى التى تقدمت بطلب استضافة أمم أفريقيا قبل انطلاق البطولة بـ4 أشهر رغم أنها أول بطولة تشهد وجود 24 فريقًا وليس 16 ما يزيد أعباء التنظيم والملاعب والاستادات والفنادق والتنقلات والجماهير وغيرها.. ولذا فإن ما قدمته وما تقدمه الدولة المصرية فى هذه البطولة أشبه بالإنجاز المستحيل والإعجاز ولكن اهتمام القيادة السياسية ومكانة مصر.. ووجودها على رأس الاتحاد الأفريقى كان يلقى عليها مسئولية تاريخية أن تكون مصر 2019 هى أعظم بطولة فى تاريخ البطولات.

وهنا أنا أريد أن أتحدث عن جانب واحد من جوانب التنظيم المبهر والرائع وهو الاستادات فما حدث من خلال لجنة تطوير الملاعب والاستادات شيء خارق فقد تم تطوير ستة ستادات رئيسية تستضيف مباريات البطولة، وكذلك أكثر من 16 استادًا لتدريب المنتخبات المشاركة.. الدولة المصرية لم تبخل بأى شيء فى سبيل أن تكون هذه الاستادات فخر لكل المصريين وكذلك الأفارقة.. وبالفعل كانت هناك متابعة مستمرة من رئيس الجمهورية مرورًا برئيس الوزراء وكذلك وزير الشباب، هذا الاهتمام انعكس تطوير على خروج هذه الاستادات بهذا  الشكل المبهر.. وكانت لجنة الاستادات هى الجندى المجهول فى هذا الجهد الخارق المبذول.

هذه الاستادات تحولت إلى تحفة معمارية من حيث تجهيز الملاعب والترتان وكذلك المدرجات والكراسى.. كل شيء هنا عالمى.. رأيناه فى بطولات كأس العالم.. وبطولات أوروبا.. الألوان مبهرة.. النظام على أعلى مستوى.. لأول مرة أجد نفسى سواء فى الملعب أو أشاهد فى التليفزيون أننا أمام ملاعب عالمية تضاهى ملاعب أوروبا فى كل شيء .. حقيقى شيء رائع.. أشعر به لأول مرة.. وبكل فخر وإعزاز أقول هذه مصر.

وبعيدا عن الخروج المتوقع والمهين لمنتخب مصر من الدور الـ 16 على يد جنوب أفريقيا والذى ضرب كل هذه الجهود فى مقتل فإن ما سبق يلقى علينا بمسئولية مضاعفة.. فأننا لا يجب ألا نكتفى بالإنجاز الذى تحقق على أرض مصر.. ولكن يجب أن نجد الإجابة عن السؤال المهم.. ماذا  ينقصنا لاستضافة كأس العالم؟! لماذا لا نتخذ من الإنجاز السابق قاعدة ننطلق من خلالها.. وبخطة محددة  مستقبلية أن يكون لدينا على الأقل ثمانى مدن كبيرة على استعداد لاستقبال أهم البطولات العالمية، وأيضًا يقابلها عشرة استادات عالمية فى كل مدينة من هذه المدن، بالإضافة إلى الملاعب الفرعية والفنادق والترفيه والتنقلات واستقبال الجماهير وغيرها وغيرها.. لقد حزنت عندما وجدت مدينة مثل بورسعيد خارج مدن استضافة البطولة لأن ليس لديها استاد دولى على مستوى يليق باستضافة مباريات البطولة.. أيضًا استاد برج العرب الدولى يجب أن يتم الاهتمام به.. وكذلك هناك استاد آخر وهو استاد المكس الخاص بحرس الحدود والذى يعتبر تحفة معمارية.. وعلينا أن نبنى فى الغردقة وشرم الشيخ استادًا فى كل مدينة يمكنة استضافة البطولات الكبرى لأنها مدن سياحية ساحلية. لأن هذه البطولات دائمًا ما تقام فى فصل الصيف، وبها تجهيزات للفنادق والسياحة مما يجعلها  منتجعات سياحية كبرى وهذه البطولات تزيد الرواج السياحى لها.. النجاح السابق لابد أن يدفعنا إلى نجاح أكبر وأكبر، فمصر قادرة أن تضع لنفسها مكانًا على خارطة الكبار دائمًا.

وأخيرًا.. شكرًا لكل من ساهم فى هذا الإنجاز الكبير وشكرًا لمصر وقيادتها على هذا التنظيم الرائع والمشرف ولاعزاء للجماهير وللكرة المصرية.•

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز