

محمد الشرقاوي
"منال الغندور".. شارلوك هولمز المحليات
بقلم : محمد الشرقاوي
شكل المسؤول في السينما وَضِيعْ.. رجل بلغت الدهون من كرشه مبلغها.. جالس في مكان مكيف يحتمي فيه من حرارة الجو المشتعلة بالخارج.. ومكتبه دكان من الأنتيكات والتحف.. ووجبات الأكل الشهية تغطي طاولة الاجتماعات، محاط بموظفين يمطرونه بقصائد المديح والغزل.. يدخل عليه المرؤوسون بتقارير "كله تمام"، وعندما يحاول صاحب مظلمة أن يطرق بابه يواجه ألف حاجز ومانع، سواء بالكلمة الشهيرة "الباشا لسه مجاش"، أو "البيه بيفطر"، أو "أوراقك ناقصة".
وعندما يخرج "البيج بوس"، من مكتبه يهرول وراءه "البودي جارد"، لحمايته من لمس الغلابة لبدلته السنييه، أو حتى تناول الكلام معه، بينما تخشع مقاعد الموظفين، ويسود الصمت، حتى يفتح كبير المراسم باب سيارته السوداء الفاميه وتنطلق العجلات ويصيح الكلاكس مؤذنا برحيله.. لكن الصورة في غير الأفلام والمسلسلات تختلف أحيانًا!
فعلى أرض الواقع وبعيدًا عن الدراما التليفزيونية، تركت "منال الغندور"، رئيسة مجلس مركز ومدينة ميت غمر مكتبها المكيف، وراحت في عز الشمس تتقمص شخصية "شارلوك هولمز" - أشهر شخصية لمحقق خيالي على الإطلاق- وأخذت تعتلي الأتوبيسات والمكروباصات متخفية كمواطنة عادية لمتابعة تعريفة الركوب الجديدة، ومدى التزام السائقين بها.
وبمهارة في استخدام التفكير المنطقي، عرفت "الغندور"، أن أسرع الطرق لقلب المواطن الحملات المفاجئة لحمايته، جيبه ودخله وحياته، من جشع متجاوزي القانون، فشكلت "حملة تنكرية" برئاستها للتمويه على قائدي السيرفيس للوقوف على حقيقة استغلال البعض لزيادة أسعار المحروقات في رفع تعريفة الركوب.
مغامرة "شارلوك هولمز ميت غمر"، ساعدتها على جمع الأدلة، بأن هناك سائقين يتجاوزون التعريفة المحددة، ويستغلون حاجة الناس في الذهاب إلى مصالحهم، وبحسم تطلب "الغندور" من سائق السيارة الركن، وتنزل هي من السيارة وتتحفظ على رخصته، وتحرر محضرا ضده، وتطالب الركاب بمواجهة جشع السائقين وعدم دفع أي مبالغ غير المُعْلَنَة.
لم تصبر "الغندور" حتى تأتي إليها من كل فج عميق شكاوى من تجاوز الأجرة، وقررت حمل سلاح أمانة مسؤولية وظيفتها- رئيس جمهورية قرى وبندر ميت غمر- الذي خانه غيرها من مسؤولي المحليات الأخرى.
كانت "الغندور" بلا شك أفضل [ملاكم] في فئة وزن "رئيس مجلس مدينة" رأيته في [حلبة مصارعة] المحليات ضد معدومي الضمير، فاشتبكت مع خصوم التعريفة، وخرجت من كل الاشتباكات منتصرة للمواطن والوطن.
ما فعلته "منال"، يحتاج ترجمة فورية من باقي المسؤولين بالمحليات، فقد باتت جملة "فساد المحليات وصل للركب"، التي أطلقها زكريا عزمي في عز قوة نظام مبارك، لافتة معلقة على صدور المصريين، الذين عاشوا دهرا من الزمان لم يجدوا من يحنوا على خدماتهم واحتياجاتهم من موظفي الحكم المحلي، حتي ارتبط تعطل مصالح المواطنين وتعاطي الرشوة بالمحليات، كما يرتبط الرضيع بأمه، إلا من رحم ربي.
شكل المسؤول في السينما وَضِيعْ.. رجل بلغت الدهون من كرشه مبلغها.. جالس في مكان مكيف يحتمي فيه من حرارة الجو المشتعلة بالخارج.. ومكتبه دكان من الأنتيكات والتحف.. ووجبات الأكل الشهية تغطي طاولة الاجتماعات، محاط بموظفين يمطرونه بقصائد المديح والغزل.. يدخل عليه المرؤوسون بتقارير "كله تمام"، وعندما يحاول صاحب مظلمة أن يطرق بابه يواجه ألف حاجز ومانع، سواء بالكلمة الشهيرة "الباشا لسه مجاش"، أو "البيه بيفطر"، أو "أوراقك ناقصة".
وعندما يخرج "البيج بوس"، من مكتبه يهرول وراءه "البودي جارد"، لحمايته من لمس الغلابة لبدلته السنييه، أو حتى تناول الكلام معه، بينما تخشع مقاعد الموظفين، ويسود الصمت، حتى يفتح كبير المراسم باب سيارته السوداء الفاميه وتنطلق العجلات ويصيح الكلاكس مؤذنا برحيله.. لكن الصورة في غير الأفلام والمسلسلات تختلف أحيانًا!
فعلى أرض الواقع وبعيدًا عن الدراما التليفزيونية، تركت "منال الغندور"، رئيسة مجلس مركز ومدينة ميت غمر مكتبها المكيف، وراحت في عز الشمس تتقمص شخصية "شارلوك هولمز" - أشهر شخصية لمحقق خيالي على الإطلاق- وأخذت تعتلي الأتوبيسات والمكروباصات متخفية كمواطنة عادية لمتابعة تعريفة الركوب الجديدة، ومدى التزام السائقين بها.
وبمهارة في استخدام التفكير المنطقي، عرفت "الغندور"، أن أسرع الطرق لقلب المواطن الحملات المفاجئة لحمايته، جيبه ودخله وحياته، من جشع متجاوزي القانون، فشكلت "حملة تنكرية" برئاستها للتمويه على قائدي السيرفيس للوقوف على حقيقة استغلال البعض لزيادة أسعار المحروقات في رفع تعريفة الركوب.
مغامرة "شارلوك هولمز ميت غمر"، ساعدتها على جمع الأدلة، بأن هناك سائقين يتجاوزون التعريفة المحددة، ويستغلون حاجة الناس في الذهاب إلى مصالحهم، وبحسم تطلب "الغندور" من سائق السيارة الركن، وتنزل هي من السيارة وتتحفظ على رخصته، وتحرر محضرا ضده، وتطالب الركاب بمواجهة جشع السائقين وعدم دفع أي مبالغ غير المُعْلَنَة.
لم تصبر "الغندور" حتى تأتي إليها من كل فج عميق شكاوى من تجاوز الأجرة، وقررت حمل سلاح أمانة مسؤولية وظيفتها- رئيس جمهورية قرى وبندر ميت غمر- الذي خانه غيرها من مسؤولي المحليات الأخرى.
كانت "الغندور" بلا شك أفضل [ملاكم] في فئة وزن "رئيس مجلس مدينة" رأيته في [حلبة مصارعة] المحليات ضد معدومي الضمير، فاشتبكت مع خصوم التعريفة، وخرجت من كل الاشتباكات منتصرة للمواطن والوطن.
ما فعلته "منال"، يحتاج ترجمة فورية من باقي المسؤولين بالمحليات، فقد باتت جملة "فساد المحليات وصل للركب"، التي أطلقها زكريا عزمي في عز قوة نظام مبارك، لافتة معلقة على صدور المصريين، الذين عاشوا دهرا من الزمان لم يجدوا من يحنوا على خدماتهم واحتياجاتهم من موظفي الحكم المحلي، حتي ارتبط تعطل مصالح المواطنين وتعاطي الرشوة بالمحليات، كما يرتبط الرضيع بأمه، إلا من رحم ربي.