عاجل
الثلاثاء 19 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
ادخلوها آمنين ليوم الدين

ادخلوها آمنين ليوم الدين

بقلم : طارق مرسي

مكاسب مصرية بالجملة حصدتها أم الدنيا من إقامة البطولة الأفريقية الـ32 على أرضها الطيبة.. أبرزها على الإطلاق المظهر الحضارى الرائع  فى سيمفونية افتتاح البطولة فى ليلة أسطورية خالدة بحضور الرئيس السيسى وحملت أكثر من رسالة للعالم بأن مصر كانت وستظل بلد الأمن والآمان والتوحيد والوحدة وفى رباط إلى يوم الدين رغم أنف المغرضين والمتاجرين والإرهابيين..



فى حضرة الرئيس وسادة سادات الكرة السمراء ورئيس الاتحاد الدولى لكرة القدم «الفيفا» عزفت مصر سيمفونية الحب لأشقائها فى إفريقيا ولم يعكر صفو الحلم الجميل خروج مصر من المنافسة مبكرا واكتفى المصريون بالحزن النبيل بعد أن خذلهم نجوم الكرة فى ليلة مشهودة لعلها نوبة صحيان جديدة لاستكمال المسيرة والزعامة   التاريخية والجغرافية.

رغم «الخروج» الصادم استمرت المكاسب والإنجازات فى البطولة والعلامات المضيئة المبشرة لعودة الروح للملاعب  والجمهور العاشق لمحبوبته كرة القدم.. تلك الساحرة المستديرة وجاء وعد الرئيس  فى نهاية حفل الافتتاح ليؤكد هذه البشارة لجمهور مصر العظيم.

هذا الجمهور وهذا الشعب الذى مازال يمنح رسائل الحب للعالم وفضائل الكرم والسخاء ولعل أبرز ما ترجم هذه الروح النبيلة فيديو قصير سجله عن عمد أحد شباب المغرب الشقيقة وهو صحفى بأحد المواقع المغربية من الدار البيضاء ويدعى «علاء أحمد الصنوبرى» - كما علمنا من مصادر مقربة - والذى ادعى فقده للأموال أثناء مشاهدته مباراة لفريقه مستنجدا بالشهامة المصرية فى رحلة سريعة داخل مصر وإبداء شباب مصر مساعدة الشقيق سواء بالأموال أو الإقامة حتى يصل إلى بر الأمان ويعود لبلاده سالما.

 الأروع فى الفيديو القصير هو التعليقات البديعة من شباب الوطن العربى التى تتحدث عن الذوق والكرم والأخلاق المصرية المعروف بها عبر العصور وكلها شهادات فى حب مصر.. وينجح الشباب المصرى فى الاختبار المغربى بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف وإثبات أنهم ملوك الجدعنة.

التعليقات الفطرية التى خرجت سجلت كل الانفعالات الجميلة عن المصريين كتبها شباب حول العالم العربى بأن «هى دى مصر وهذا هو شعبها الأصيل» وبأنه لا يوجد أجدع من المصريين مستشهدين بقول الرسول بأن مصر وأهلها فى رباط إلى يوم الدين.

لنا أن نعلم أن هذا الفيديو سجل أرقاما قياسية غير مسبوقة على مستوى «الشير» و«اللايك» وتداولته المواقع الرياضية وغير الرياضية باعتباره يقدم نموذجًا واقعيًا للشباب المصرى  ويتضمن رسائل الحب المغربية لكل المصريين ويمنح طاقة إيجابية لكل شباب القارة  رغم الظروف الصعبة والوجوه المتربصة.. وتبادل الأشقاء رسائل  المحبة تعليقا على هذا الفيديو على مستوى الشباب المصرى والعربي.. وبإنه لا فرق بين مصرى وتونسى ومغربى وجزائرى أو سودانى أو ليبي.

التحام الشباب العربى فى الحقيقة سجل فى بطولة 2019 أكبر تظاهرة حب على مستوى البطولات الـ31 الماضية وبدأت نتائجه فى مدرجات استادات القاهرة والسلام والسويس والإسماعيلية والإسكندرية أثناء المباريات تطبيقا للمثل المصرى الشعبى أنا وأخويا على ابن عم وأنا وابن عمى على الغريب، فالمصرى يشجع  الجزائر والمغرب وتونس والعكس صحيح.. هذا التألق وكل هذا الحب ترجمته صفحات التواصل الاجتماعى فى محيط الأصدقاء  وغير الأصدقاء  بعد فوز المغرب وتونس والجزائر فى مبارياتهم بصورة لم تحدث من قبل رغم محاولات  الفرقة والخصام المصنوعة عبر تاريخ منافسات  الشعوب العربية فى الملاعب  الكروية وأثبتت الدورة الـ32 أنها  من صناعة مغرضين فشلوا فى التفرقة بين الأشقاء العرب.

 الأجمل فى الدورة الـ 32 أيضا انطباعات الأشقاء الأفارقة على الكرم المصرى وحسن الضيافة وترجمت حبها وعشقها وارتباطها بمصر وتاريخها العظيم بمشاعر دافئة وصادقة وكأن ما حدث تجسيد حى لمحاولة الدولة  المصرية فى إحداث طفرة فى التكامل والتنمية على مستوى القارة الإفريقية وأروع تتويج لرئاسة مصر دول الاتحاد الإفريقى فى 2019 بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي.

هذه النماذج الرائعة والصور المضيئة من أهم وأبرز مكاسب تنظيم مصر لبطولة  أمم إفريقيا بخلاف المكاسب الأخرى  ومنها ما أعلنت عنه وزارة الشباب والرياضة بأن تنظيم مصر للبطولة قد حقق عوائد استثمارية تقدر بـ 16 مليون دولار بخلاف عوائد البطولة وحصول مصر على 20 % منها مقابل الإعلانات وحقوق  البث وبيع التذاكر فضلا عن الضربة التى وجهتها قناة تايم سبورت للقناة القطرية المحتكرة نقل البطولات وخروجها للجمهور بشكل محترف يليق باسم وتاريخ مصر عن طريق  استقدام نجوم الكرة الإفريقية والعالمية ووجود مورينيو ولويس فيجو لتحليل المباريات فى استديوهات التحليل واستمتاع كل المصريين بتغطية بسيطة لكل مباريات البطولة..

 إن كسر الاحتكار واستعادة مصر لصورتها البهية على المستوى الإفريقى والعربى وعودة الحب للجماهير العربية من مصر واستكمال دورها التاريخى مع كل الدول الشقيقة من عصر الاستعمار والاحتلال إلى عهود التحرر ثم عتبات النهضة والتنمية الشاملة بين الأمم الإفريقية.. إنه الحلم القديم الذى التففنا حوله وترجمه موسيقار  الأجيال محمد عبدالوهاب فى رائعته «وطنى الأكبر».. حلم الرئيس الراحل جمال عبدالناصر وتستكمله الآن القيادة المصرية ومازالت مكاسب مصر مستمرة.. فادخلوها آمنين ليوم الدين.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز