عاجل
الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
عناصر الإنسان

عناصر الإنسان

بقلم : د. داليا مجدى عبدالغنى

غريب أمر الإنسان، دائمًا ما يُحاول أن يُشوه الصورة الجميلة، وينال منها، فعلى سبيل المثال، يخلقنا الله أبرياء، نفوسنا طاهرة، وقلوبنا نقية، إلا أننا نظل نُشوهها بالأحقاد، والغِلّ، والكراهية، وشهوة الانتقام.



وأيضًا، أجسادنا تكون نظيفة وطاهرة، في حين أننا نُهملها أو نُدنسها بأفعالنا غير المبررة، وصحتنا تكون في أوج ازدهارها، إلا أننا نأبى عليها أن تظل على حالها، فهناك من يلجأ إلى التدخين والشراب والسهر، وغيرها من السلوكيات التي تنتهك الصحة، وتُجهد القلب.

كل شيء فينا يبدأ جميلاً، حتى قصص الحب، تبدأ جميلة وبراقة، ولها طابعها المميز، ولكن ما أن نضمن المحب، حتى تبدأ سلوكياتنا في التغيير، فيأبى الحب أن يعيش، ويتلاشى رويدًا رويدًا، حتى ينتهي تمامًا من الوجود.

هل خُلِقْنَا لكي نُشوه كل ما هو جميل؟! فالإنسان لابد أن يكون كائنًا بناءً، يُضفي الصورة الجميلة على كل مكان يذهب إليه، يترك الشعور الطيب في نفس كل إنسان يتعامل معه، يُخرج أجمل ما في بداخله؛ لكي ينعم بمشاعرهم الطيبة، ولابد أن يُحافظ على جمال الخِلْقَة، التي وهبها له المولى عز وجل، فما المتعة في أن نستمتع ببعض اللذات الفانية، والتي لا تدوم سوى لحظات قليلة، ثم نجني خسائر فادحة، لا يمكن تعويضها.

فلو كل إنسان فكر بعقله، وقرر أن يتعامل مع الأمور بشكل جيد، وفكر صائب، لتبدلت الأحوال، وتعدلت الموازين، أما هرولتنا خلف نزعاتنا ورغباتنا، لن تتسبب سوى في جلب المشاكل، وأولها خسارة النفس، وما النفس إلا روح معنوية مُتجسدة في الأخلاق والسلوكيات، وأجساد لها أشكال تحتاج إلى الحفاظ عليها؛ لأن العين تعشق كل ما هو جميل، وصحة لا يمكن أن ينعم الإنسان بالحياة إلا باكتمالها، والحفاظ عليها، فالإنسان هو مجموعة من العناصر التي لابد أن تتضافر؛ حتى تكون شخصه وشخصيته.

لذا، فعليه أن يُحافظ على تلك العناصر، ويمنحها ما تستحقه؛ حتى تمنحه هي في النهاية الكينونة، التي سيبقى عليها، سواء في أعين نفسه، أو في عيون الآخرين. 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز