عاجل
الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
«ناصر» يمنح «روزا» 100 ألف جنيه

«ناصر» يمنح «روزا» 100 ألف جنيه

بقلم : د. فاطمة سيد أحمد

قبل أن تحكم على حاضرك عليك أن تقرأ تاريخك حتى لا يأتى الظلم، وأيضًا  عليك أن تشكر من جعل هذا التاريخ بين يديك، ولذا فإننى أتقدم بكل الشكر للمهندس «عبدالصادق الشوربجى» رئيس مجلس إدارة روزاليوسف للمجهود الكبير الذى قام به للحفاظ على تراث وتاريخ روزاليوسف بأرشفته، بحيث يسهل على أى باحث أن يجد ما يريده عن ذاكرة أمه محفوظة بين دفتى روزا الحبيبة،  وهو ما أتاح لى الاطلاع على تراث هذا الصرح الصحفى الكبير  ووجدت بين يدى (دفتر أحوال روزا) مخطوطًا بيد العظماء فى مضابط اجتماعات مجلس الإدارة منذ 60 عامًا بالتمام، وقتها كان تشكيل هذا المجلس هو عبارة عن أربعة أشخاص فقط لاغير، هم الأساتذة (إحسان عبدالقدوس رئيس المجلس ويشغل أيضًا رئيس  مجلس إدارة ورئيس تحرير مجلة روزا - ويوسف السباعى عضو منتدب - فتحى غانم عضو المجلس ورئيس تحرير مجلة صباح الخير - كمال عزب عضو مجلس ويشغل مديرًا للإدارة). 



وعندما تكون بين يديك ثروة تاريخية تشدك الأحداث للبحث عن المتشابهات، وهنا رأيت نفسى أتصفح مضابط  مجلس إدارة روزا فى عام 1960  وكان الرئيس عبدالناصر قد أمّم المؤسسات الصحفية الخاصة ومن بينها روزا، وجعل من يقوم بالإشراف عليها ومتابعتها  (الاتحاد القومى) الذى يقوم بدوره الآن (الهيئة الوطنية للصحافة) وكان المشرف العام على هذا الاتحاد (د. عبدالقادر حاتم).

فى هذا التاريخ قابلت روزا مشكلة مالية كبيرة نتيجة أنها كانت تقوم بعملية تطوير، وأن المكان الذى كانت به روزا وقت دراسة هذا الاستحداث مبنى بشارع محمد سعيد  فى إحدى العمارات التى تحمل رقم (18) لا تسع لآلات الطباعة الجديدة، وقد تم التفكير فى التطوير بالمكان والآلات قبل التأميم وعليه كان الأستاذ إحسان عبدالقدوس هو الذى سيقوم بتحمل تلك التكلفة وبالفعل كان قد اشترى الأرض  وهى التى عليها مؤسسة روزاليوسف حتى وقتنا هذا (89 أ شارع قصر العينى) وأقام عليها المبانى التى لم تكن اكتملت بعد ليتم تجميد كل شيء، ذلك تسبب فى تأخير سداد الأقساط لشركة (عدلى أيوب) التى كانت تقوم بالإنشاءات وأيضًا توقف استكمال إجراءات استيراد الماكينات.

وفى أكتوبر عام 60 جاء بمضبطة اجتماع مجلس الإدارة  وقبل السرد لفت نظرى أنه عندما يكون موضوع المناقشة بالمجلس يخص أحد أعضاء المجلس فإنه يتغيب عن الحضور ويذكر سببًا ما عن عدم مشاركته منعًا للإحراج وفى هذا الاجتماع تغيب الأستاذ إحسان وكتب السبب أنه مريض، وذكر فى المضبطة الآتى (وافق المجلس على تقديم مذكرة للسيد المشرف العام على الاتحاد القومى جاء بها أن الأستاذ إحسان عبدالقدوس قد شرع فى إقامة مبنى لحسابه ليكون مقرًا لدار روزاليوسف وبعد صدور قانون الصحافة توقف العمل فى البناء، ولما وجد المجلس أن هذا البناء هو أنسب مقر للمؤسسة ونظرًا لحاجة المقاول للأقساط المستحقة لإتمام عملية البناء فقد طلبت المؤسسة قرضًا من التأمينات الاجتماعية قدره أربعون ألف جنيه بضمان الاتحاد القومى ليعين صاحب المبنى على إتمامه نظير تسويته بإيجار المؤسسة للمبنى، وبدراسة مسألة الإيجار اتضح للمجلس أن أوفق الحلول للمؤسسة أن تزيد القرض إلى تسعين ألف جنيه بنفس شروط القرض الأول بحيث يمكنها شراء المبنى لأن القسط الذى ستدفعه فى حالة الاكتفاء بالإيجار يمكن أن يكون سدادًا لقسط  الدين فى حالة الحصول على الزيادة التى تمكننا من عملية الشراء) انتهى كلام المضبطة.

وبعد إحاطة الجهة المسئولة بالوضع وعندما لم يأت منها إجابة فورية قاموا باستعجالها فكتبوا الآتى (مازلنا فى انتظار البت فى موضوع عمارة روزاليوسف الجديدة التى يملكها الأستاذ إحسان عبدالقدوس والتى سبق تقديم مذكرة بها والآلات الجديدة مازالت بالجمارك بالإسكندرية ومضطرين لإخلاء الدار القديمة خلال  شهرين  ووصلنا  إنذار على يد محضر من مقاول الدار الجديدة  بالحجز على العمارة لعدم تسديد الأقساط المستحقة - نرجو سرعة البت للأهمية)  وطلبوا الموافقة على منح المؤسسة قرضًا قدره 100 ألف جنيه لأجل طويل وبضمان الاتحاد القومى عند أحد البنوك يمكنها من دفع التزاماتها إزاء المشروع الجديد الخاص بالتوسع، وبالفعل وافق الاتحاد على القرض وقام بتقسيمه بين ثلاث جهات الأولى سلفة قدرها أربعون ألف جنيه من مؤسسة التأمينات الاجتماعية لدفع الأقساط المستحقة على العمارة (89 أ ش القصر العينى) لكى يتسنى للمؤسسة الانتقال بمطابعها الجديدة، أما الجهة الثانية فكانت البنك الصناعى والذى منح المؤسسة سلفة قدرها 36 ألف جنيه لاستيراد الآلات التكميلية وقد ذكر فى المضبطة أنه «تم تفويض د. يوسف السباعى العضو المنتدب فى التوقيع على الرهن الرسمى التكميلى كما فوض المجلس سيادته فى التوقيع على كل ما يتعلق بالسلفة الممنوحة من البنك الصناعى للمؤسسة والخاصة باستيراد الآلات).

أما الجهة الثالثة فإنها كانت الاتحاد نفسه الذى قام بدفع حوالى عشرين ألف من خزانته لشراء الأثاث المكتبى وتجهيز المبنى للعاملين وجاء فى المضبطة الآتى (تفويض الأستاذ كمال عزت للقيام بالاتفاق على نقل الآلات القديمة والمشتراة وتركيبها بالدار الجديدة، الموافقة على شراء الماكينة الأوفست 6 لون، شراء الأثاث اللازم لحجرات السيد رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب وكذلك شراء عشرين مكتبًا للموظفين والمحررين، والاتفاق مع مقاول التركيبات والكهرباء للدار بجميع أدوارها).   

لم يترك «ناصر» روزا فى مأزق  ولهذا كان محظوظًا بإعلامه الذى وقف بجانبه فى أحلك الظروف المجتمعية وتحمل معه تبعات النكسة العسكرية حتى استرد الجيش عافيته والتحديات الإقليمية والدولية ومازال المشوار  مستمرًا مع كل من جاءوا بعده.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز