عاجل
الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
فاروق مَلكا للقلوب

فاروق مَلكا للقلوب

بقلم : طارق مرسي

فى معركة غير متكافئة خسر «فاروق الفيشاوى» هذه المرة الرهان ورحل قبل أن يكمل عاما فى مواجهة كانت شبه محسومة لخصم عنيد لا يرحم.




فاروق الفيشاوى الذى اشتهر بمغامرات فنية خالدة فى المسرح والتليفزيون والسينما كممثل كبير ومذيع لفترة محدودة جدا مع الإعلامية هالة سرحان تمكن المرض اللعين منه حتى أفقده عقله «المنفعل» دائما مع الحياة وعقله «الفعال» مع الفن عشقه الأول ولأول مرة يخلف وعده الذى قطعه على نفسه بعدما فاجأ جمهوره وزملاءه فى أوائل أكتوبر من العام الماضى بإصابته بمرض «السرطان» عندما صعد مسرح مكتبة الإسكندرية فى افتتاح الدورة الـ 34 لمهرجان الإسكندرية لدول البحر المتوسط بعدما اختاره الأمير أباظة رئيس المهرجان ومجلس إدارة جمعية كتاب ونقاد السينما لتكريمه عن مجمل مسيرته الفنية الحافلة بالمحطات اللامعة والمثيرة.


الفيشاوى- فى يوم تكريمه- قال بكبرياء سأتعامل مع المرض على أنه صداع وسأهزمه وسأحضر الدورة المقبلة لتهنئة زميل فى ليلة تكريمه وأقول له مبروك، لكن القدر لم يكن رحيما ولم يتحقق «حلم فاروق» الذى خاض تجارب عديدة وواجهها ببسالة أبرزها عندما اعترف فى منتصف الثمانينيات فى حوار صحفى تصدر غلاف مجلة أكتوبر أجراه معه الكاتب الكبير صلاح منتصر أنه كان عبدا للهيروين وكان بمثابة جرس إنذار لأجيال من الوقوع فى مصيدة الإدمان.


فاروق الذى أعلن عن موهبته فى مسلسل «أبنائى الأعزاء شكرا» بطولة عبدالمنعم مدبولى و«ليلة القبض على فاطمة» أمام فردوس عبدالحميد و«غوايش» أمام صفاء أبوالسعود والأعمال الثلاثة من كلاسيكيات الدراما التليفزيونية التى لاقت نجاحا واسعا والذى آمن بموهبته الاستثنائية النجم الكبير عادل إمام وقدمه فى فيلم «المشبوه»، ولمع نجمه فى سلسلة أفلام مع النجمة نادية الجندى.. رفع الراية البيضا لمرض العصر المجنون وأوقف بالتالى مسيرة فنية كبيرة.


شجاعة فاروق لم تقتصر على حياته الشخصية والفنية بل فى آرائه السياسية الجريئة والواضحة وكشفها بوضوح  كتاب «فاروق الفيشاوى الفن يساوى الحياة» للكاتب الصحفى عادل سعد والذى طرح بدورة مهرجان الإسكندرية بمناسبة تكريم النجم الكبير.


وقال فاروق فيه: يوم 30 يونيو نزلت لأمشى بين الجموع من الدقى للأوبرا ولم أستطع التقدم والوصول للتحرير من شدة الزحام لأن الشوارع أصبحت كتلا بشرية يصعب اختراقها لكن يكفينى فخرا أننى نزلت لكى أرى هذا المنظر البديع ونحن نستعيد وطننا من المستعمر الإخوانى وإنقاذ مسار الثورة، فقد كان واضحا والكلام للفيشاوى أن الإخوان انتحروا بدرى لأنهم أغبياء ولم يستوعبوا ما جرى وهذا ما دفعهم أنهم يصفون الـ 30 مليون المشاركين فى المظاهرات بـ «الفوتوشوب».


وأضاف فاروق: محمد مرسى رئيس الإخوان بكل غباء تجاهل الميدان وأخذ يستخف بالثورة مثل طفل فرح بالمنصب وهو لا يعرف قيمة الكرسى الجالس عليه ولم تقنعنى خطاباته وسفرياته التى كانت بلا منطق بجانب التعتيم غير المفهوم فترة حكمه على جرائم سرية مثل قتل جنودنا فى سيناء ووقتها تساءلت: كيف كان مرسى سيحرر القدس كما كان يقول وهو يبيع سيناء، فقد كان واضحا للشعب أن مرسى يعد ولا يفى ويعمل عكس ما يقول ومكتب الإرشاد يقود البلاد وليس مرسى.. كنت خائفا على مصر من ظلام العقل وأفكارهم المريضة باستعادة الخلافة الإسلامية، ولذلك وأنا ضد فكرة المصالحة معهم.. فهؤلاء أهدافهم دنيئة جدا وحتى شعارات رابعة كانت مغشوشة.


هكذا تحدث الفيشاوى عن عظمة ثورة 30 يونيو فى إحدى الوقفات العظيمة فى مسيرته الكبيرة التى اتسمت بالعطاء والشموخ حتى فى مواجهة مرضه الذى وفى غفلة من الفنان المثقف والجدع «أبوقلب طيب» الذى امتلك عرش قلوب زملائه وعشاقه وخرج ولم يعد لكن تبقى مواقفه وأعماله ممتدة المفعول.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز